الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

اندلاع اشتباكات عنيفة في محيط مصفاة النفط بمدينة الزاوية الليبية

/مصدر: شينخوا/   2025:09:25.10:05

طرابلس 24 سبتمبر 2025 (شينخوا) اندلعت اليوم (الأربعاء) اشتباكات مُسلحة وُصفت بالعنيفة في مدينة الزاوية الواقعة على بعد نحو 50 كيلو مترا غربي العاصمة الليبية طرابلس، بين تشكيلات محسوبة على حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بحسب تقارير إعلامية محلية.

وذكرت وكالة الأنباء الليبية (وال) وعدد من الصحف المحلية منها ((المشهد)) و ((بوابة الوسط)) و ((العنوان))، إن هذه الاشتباكات اندلعت بين جهاز التهديدات الأمنية التابع لوزارة الداخلية في حكومة عبد الحميد الدبيبة، ومجموعة مُسلحة محلية تُعرف باسم "الكابوات" التابعة لوزارة الدفاع، وذلك على خلفية إلقاء الجهاز القبض على عدد من عناصر "الكابوات".

وأشارت إلى أن هذه الاشتباكات توسعت رقعتها بسرعة لتشمل أحياء سكنية، ومحيط مصفاة تكرير النفط في المدينة، حيث تداولت صفحات ليبية على مواقع التواصل الإجتماعي مقاطع فيديو تُظهر استخدام أسلحة متوسطة وثقيلة في هذه الاشتباكات، وسط حالة من التوتر الأمني وتحذيرات من تداعياتها على السلم الأهلي.

كما أظهرت انتشار تحشيدات عسكرية مكثفة على الطرقات الرئيسة منها الطريق الساحلي التي تم إغلاقها بسواتر ترابية.

ولم تصدر حتى الآن أي بيانات رسمية من الجهات الحكومية أو الأمنية بشأن هذه الاشتباكات أو الإجراءات المتخذة لاحتوائها، فيما تشير مصادر محلية إلى حالة من القلق بين السكان، خاصة في ظل قرب المدارس والمرافق الحيوية من مناطق الاشتباك.

وفي هذا الصدد، أعربت شركة الزاوية لتكرير النفط عن قلقها من خطورة الاشتباكات المسلحة في محيط مجمعها النفطي، "لما تشكله من خطر على الأرواح والمنشآت الحيوية بالمجمع والممتلكات العامة والخاصة".

ودعت الشركة، في بيان نقلته وكالة الأنباء الليبية (وال)، الأجهزة الأمنية والمؤسسات المعنية إلى "التدخل العاجل لضمان استقرار الوضع الأمني في المنطقة وتأمين سلامة المجمع".

وطالبت في بيانها "بوقف فوري لإطلاق النار"، باعتبار أن ما يجري "يُشكل خطرا جسيما لا يهدد فقط البنية التحتية النفطية، بل يُعرض حياة العاملين والسكان في المناطق المجاورة للخطر".

وفي السياق ذاته، ناشدت الشركة جميع الأطراف المتنازعة التدخل من أجل "تحييد المواقع الحيوية عن دائرة الصراع"، مُحذرة في الوقت نفسه من أن "أي استهداف أو تهديد يطال المجمع النفطي يُعد مساسا مباشرا بمقدرات الشعب الليبي وثرواته الوطنية".

من جهتها، أعلنت مراقبة التربية والتعليم ببلدية الزاوية تعليق الدراسة اليوم (الأربعاء)، في جميع المدارس، وذلك حرصا على سلامة التلاميذ والمعلمين، في ظل الظروف الأمنية التي تشهدها المنطقة.

وبدورها، ناشدت عدة جهات أهالي مدينة الزاوية عدم مغادرة منازلهم في ظل "الاشتباكات التي تشهدها المدينة في محيط مصفاة تكرير النفط ومنطقة الحرشة".

وأكدت قبائل مدينة الزاوية، في بيان، رفضها القاطع لـ "محاولة بعض الأطراف الخفية المندسة والمأجورة إثارة الفتن بين المكونات الإجتماعية في المدينة، لزعزعة الأمن، وتنفيذ أجندات هدامة لبعض الجهات الخفية".

وطالبت في بيانها، الجهات الرسمية والمكونات السياسية والأمنية بالعمل على حفظ الأمن والسلام في المدينة، ومحاسبة الساعين إلى إثارة الفتن والحروب فيها، والقبض على المتورطين في قضايا الخطف والقتل، وإحالتهم إلى العدالة.

إلى ذلك، دعا مركز طب الطوارئ فرع الزاوية جميع المواطنين إلى "توخّي الحيطة والحذر، وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، نظرا للظروف الأمنية الراهنة".

يُشار إلى أن هذه الاشتباكات تأتي في سياق تصاعد النزاعات المسلحة بين التشكيلات الأمنية والمجموعات المسلحة في غرب ليبيا، حيث كانت منطقة جنزور الواقعة على بعد 12 كيلو مترا غربي العاصمة الليبية طرابلس، قد شهدت قبل ثلاثة أيام اشتباكات مسلحة بين تشكيلات محسوبة على حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

وتعاني ليبيا منذ العام 2011 من الفوضى والانقسامات السياسية التي تعمقت بوجود حكومتين، إحداهما تحظى باعتراف دولي، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها العاصمة طرابلس، وتدير منها غرب البلاد بالكامل.

أما الحكومة الثانية فكلّفها مجلس النواب (البرلمان)، وهي برئاسة أسامة حماد، ومقرها في بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدنا في جنوب البلاد.

صور ساخنة