الصين وإيطاليا تؤكدان العلاقات القوية وتتعهدان بتعاون أوثق (3)

روما 8 أكتوبر 2025 (شينخوا) قال وزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يي، هنا في روما اليوم (الأربعاء)، إن تاريخ التبادلات بين الصين وإيطاليا أثبت تماما أن الانفتاح والتعاون والتنمية المشتركة هي الخيارات الصحيحة التي تستند إلى التراث الثقافي والاحتياجات العملية لكلا البلدين.

وقال وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، خلال اجتماعه مع أنطونيو تاياني، نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، إن هذه الخيارات تخدم المصالح الأساسية وطويلة الأمد لكلا الجانبين وتجسد التطلعات المشتركة لشعبي الدولتين.

وأضاف وانغ أن العام الجاري يوافق الذكرى الـ55 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإيطاليا. وأوضح أنه على مدى أكثر من نصف قرن، أقام البلدان تعاوناً رفيع المستوى وعملياً، وعززا التبادلات الثقافية والشعبية عالية الجودة، وأسسا شراكة استراتيجية شاملة مثمرة.

وأعرب وانغ عن استعداد الصين للعمل مع إيطاليا لتعزيز الثقة، وإبعاد التدخل، والتنفيذ الفعال لخطة العمل بشأن تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتحقيق المزيد من الإنجازات في التعاون الثنائي، ودفع التنمية الاقتصادية للبلدين.

وأشار وانغ إلى أنه يتعين على الصين وإيطاليا، بصفتهما دولتين بينهما شراكة استراتيجية شاملة، أن يحافظا على تبادلات وثيقة، ويتبادلا الدعم والثقة، ويعالجا الشواغل الرئيسية لكل منهما. وأوضح أن الصين تأمل وتؤمن بأن إيطاليا ستواصل الالتزام الصادق بمبدأ صين واحدة، وتوطيد الأساس السياسي لنمو سليم ومطرد للعلاقات الثنائية.

ودعا الصين وإيطاليا إلى مواصلة تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه قادة البلدين من خلال إجراءات ملموسة، وتحويل الإرادة السياسية الطيبة إلى قوة دافعة لتنمية العلاقات الصينية-الإيطالية.

وأعرب وانغ عن استعداد الصين للسعي النشط من أجل استكشاف إمكانات التعاون مع إيطاليا في المجالات الخضراء والرقمية، والفضاء الجوي، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من المجالات، وتوفير بيئة أعمال نزيهة وشفافة وغير تمييزية وقابلة للتنبؤ، من أجل تشجيع شركات البلدين على زيادة الاستثمارات المتبادلة.

وأكد وانغ أنه في عالم يشهد تغيرات واضطرابات، يجب على الصين وإيطاليا - باعتبارهما ممثلتين بارزتين للحضارات القديمة في الشرق والغرب - أن تستمدا الحكمة والإلهام من تاريخهما الغني، وأن تقدما حلولا عقلانية وعملية للتحديات العالمية الملحة، وأن تتكاتفا كقوة تعمل من أجل السلام والاستقرار العالميين، وأن تبذلا جهودا دؤوبة لتعزيز بناء نظام حوكمة عالمية أكثر عدلا وإنصافا، مؤكداً أن الدولتين مؤهلتان لأداء هذا الدور.

وأكد تاياني أن إيطاليا تولي اهتماماً كبيراً لعلاقاتها مع الصين. وأضاف أن الجانبين حققا نتائج تعاونية بارزة في مختلف المجالات في إطار الشراكة الاستراتيجية بينهما، وأقاما علاقة بناءة ومفيدة لكل منهما.

وأشار إلى أن التعاون الاقتصادي والتجاري يمثل قوة دافعة رئيسية لتطوير العلاقات الثنائية. وأعرب عن أمله في أن يعزز الجانبان الحوار والتبادلات من خلال الآليات الثنائية مثل اللجنة الحكومية الصينية-الإيطالية، واللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وأن يعمق الجانبان التعاون العملي، وينفذا خطة العمل ذات السنوات الثلاث على نحو جيد، ويعززا التطوير المتواصل والعميق للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

وأعرب عن استعداد إيطاليا لتوسيع الاستثمارات المتبادلة مع الصين في القطاعات التقليدية والقطاعات المبتكرة، وتوسيع التبادلات والتعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والرعاية الصحية والسياحة والثقافة وغيرها، وإطلاق المزيد من الرحلات الجوية المباشرة بين الدولتين، والاستفادة من فرصة استضافة إيطاليا دورة الألعاب الأولمبية الشتوية العام المقبل في تعزيز الدعم المتبادل.

وأضاف أن إيطاليا ترحب بمزيد من الشركات الصينية لزيادة استثماراتها في البلاد، وأنها مستعدة لتهيئة بيئة مواتية لهذا الغرض.

وأكد تاياني التزام إيطاليا الراسخ بسياسة صين واحدة، وعدم تراجعها عن هذا الموقف أبدًا. وأشار إلى أن الصين، بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، تؤدي دورا محوريا في حماية السلام والتنمية العالميين. وقال إن إيطاليا على استعداد لتعزيز التعاون مع الصين على المستوى متعدد الأطراف، والعمل معا لتعزيز الحل السلمي لقضايا مثل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني وأزمة أوكرانيا.