وكيل متحف ملوي: استعدنا 411 قطعة أثرية من الآثار المصرية المنهوبة من المتحف

بقلم/ عماد الأزرق

ملوي, مصر 14 سبتمبر 2013/ كشفت جيهان نسيم، وكيل متحف ملوي بمحافظة المنيا جنوبي مصر, عن استعادة 411 قطعة أثرية من الآثار المصرية المنهوبة من المتحف.

وقالت نسيم, في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء ((شينخوا)) إن إدارة المتحف بالتعاون مع قوات الأمن والمواطنين نجحوا في استعادة 411 قطعة أثرية من بين 1043 قطعة أثرية تم نهبها من المتحف خلال أحداث 14 أغسطس الماضي.

ويعتبر متحف ملوي الواقع بمحافظة المنيا جنوبي مصر، شاهدا على ما وصلت إليه الحالة الأمنية والسياسية والاجتماعية في مصر, بعدما تعرض المتحف في 14 أغسطس الماضي لعملية نهب لمحتوياته من الآثار, واستيلاء على ما به من أجهزة وأثاث وتشويه له.

ولفتت وكيل متحف ملوي, إلى أنهم لم يعثروا بالمتحف سوى على 46 قطعة من بين 1089 قطعة من الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية, والقطع المتبقية كانت عبارة عن التوابيت كبيرة الحجم وثقيلة الوزن والتي قاموا بتخريبها ومحاولات تشويهها بالإضافة إلى قطع فخارية قاموا بتحطيمها.

وتروي جيهان نسيم ما تعرض له المتحف في 14 أغسطس الماضي, فتقول "عقب قيام قوات الأمن بالقاهرة بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة, شهدت مدينة ملوي حالة من الغضب في أوساط الإسلاميين, الذين خرجوا إلى الشوارع بكثافة, وسادت حالة من الهرج والمرج, وعمت حالة من الارتباك والزحام بالشوارع".

وأضافت نسيم قائلة "قمنا في الساعة الثانية عشر ظهرا بجرد المتحف, وتحرير محضر, وإغلاق قاعات العرض, حسب الإجراءات القانونية, واستمررنا متواجدين مع المدير وأمن المتحف, وأغلقنا الباب الحديدي الخارجي".

وتابعت قائلة "في الساعة الثانية ظهرا بدأت الشوارع تكتظ بالمتطرفين والبلطجية والخارجين على القانون حاملين كل أنواع الأسلحة, وقام البعض بإطلاق النار على المتحف, وقام البعض الأخر بتحطيم السور الخارجي للمتحف, حاول أفراد أمن المتحف التصدي لهم, ولكن أعداد المهاجمين كانت كبيرة للغاية, فاضطررنا للهرب تحت ضرب كثيف للنار".

وأقيم متحف ملوي على شكل معبد فرعوني من طابقين اثنين, الطابق الأول يضم ثلاث قاعات, القاعة الوسطى والتي أقيمت على هيئة بهو الأعمدة الذي يتوسط عادة المعابد الفرعونية, بينما يحتوى الطابق العلوي قاعة للعرض وقاعات للترميم ومخازن أثرية.

وافتتح متحف ملوي منذ 50 عاما, إذ تم افتتاحه في 23 يوليو 1963, ويتصدر مدخل المعبد لوحة رخامية, والتي تعد أثرا تاريخيا في حد ذاتها, لما تناولته من أن المتحف تم افتتاحه في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية المتحدة, وقت الوحدة بين مصر وسوريا.

واستطردت نسيم قائلة "اتصلنا بقيادات وزارة الآثار في القاهرة لإبلاغها بما يحدث, وأن المتحف يتعرض للسرقة, كما حاول بعض موظفي المتحف العودة إلى المتحف للاطمئنان على الوضع, ولكنهم لم يتمكنوا من الوصول إليه لخطورة الأوضاع بالشوارع المحيطة به وإطلاق النيران بشكل عشوائي".

وأشارت نسيم إلى أنه في اليوم التالي تجمع جميع العاملين بالمتحف بمكان قريب, المدير والموظفين وأمن المتحف، وتوجهوا جميعا إلى المتحف, وتابعت " كنا نعرف أن المتحف تعرض لسرقة, ولكننا لم نتخيل ولم نتصور أن يصل حجم الاعتداء عليه لهذه الدرجة, قمنا بحصر سريع للخسائر, وأجرينا الاتصالات بوزارة الآثار بالقاهرة لإبلاغها بالاعتداء الصارخ على المتحف".

وأوضحت نسيم أنهم صدموا لما شاهدوه ولما تعرض له من اعتداءات, حيث فوجئوا بتحطيم وتكسير فترينات عرض الآثار, والزجاج المكسر يغطي أرضة المتحف بالكامل, وسرقة أجهزة الكمبيوتر والتكييف والأثاث وتحطيم ما لا يمكن نقله.

ولفتت نسيم إلى أنهم وهم يقومون بذلك فوجئوا بإطلاق نار كثيف على المتحف, ولقي أحد موظفي المتحف, ويدعى سامح, وهو مسئول قطع التذاكر, مصرعه برصاص مهاجمي المتحف, واستمر إطلاق النار على المتحف, وظلوا محبوسون بالداخل, ولم يعرفوا مصدر اتجاه النيران حتى تمكنوا من الهروب, واستمروا داخل المتحف حتى سكت إطلاق النار وتمكنوا من الخروج.

ونوهت نسيم إلى أن النيابة العامة قامت بإغلاق المتحف بعد معاينته, لإجراء التحقيقات اللازمة, قبل أن تقرر إعادة فتحه وتسليمه لوزارة الآثار منذ عدة أيام

وخلال تواجد مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) بالمتحف، سمع إطلاق دفعات من سلاح آلي بالقرب من المتحف, وعندما استفسر عن ذلك, أخبر بأنه أمر اعتيادي.

وشهدت المنيا في أعقاب قيام أجهزة الأمن المصرية بفض اعتصامي ميداني رابعة العدوية بالقاهرة والنهضة بالجيزة, شهدت حالة من الانفلات الأمني, ووقعت اعتداءات من جانب متشددين إسلاميين على عدد من الكنائس والمؤسسات الحكومية, وخاصة أقسام الشرطة, ولقي عدد من ضباط وأفراد الشرطة مصرعهم.

واضطرت القوات المسلحة المصرية إلى إرسال تعزيزات من المنطقة المركزية للقوات المسلحة إلى المنيا للسيطرة على الأوضاع الأمنية فيها, بعد أن تمكن المتشددون من شبه السيطرة عليها.

وتنتشر بمحافظة المنيا، شأنها شأن جميع محافظات صعيد مصر، الأسلحة بمختلف أنواعها بكثافة بين المواطنين العاديين, خاصة البنادق الآلية والرشاش والكلاشينكوف, وغيرها من الأسلحة الخفيفة.

/مصدر: شينخوا/