اقتصاديون: اتفاق تفادي "الهاوية المالية" يضعف الاستهلاك بالولايات المتحدة

واشنطن 3 يناير 2013 /صرح اقتصاديون يوم الخميس بأن قسما من اتفاق تفادي "الهاوية المالية" الذي أبرمه الكونغرس الأمريكي يوم الثلاثاء قد يؤدي إلى إضعاف الاستهلاك بالولايات المتحدة في حين يكافح الاقتصاد الأمريكي من أجل التعافي من أسوأ ركود يتعرض له في عقود.

وقال مايكل براون، الاقتصادي في مؤسسة ((ويلز فارغو))، إن "الاقتطاع من شيكات أجور الأفراد سوف يكون عند مستوى أعلى بكثير في العام الجاري"، مضيفا أن هذا الأمر سوف يقلص الدخل ويخفض نفقات المستهلكين.

وذكر براون أيضا أن "تلك الأمور الترفيهية للغاية، مثل الذهاب إلى دور السينما وتناول الطعام خارج المنزل، ربما تصبح أول المتضررين".

وبينما تؤدي الزيادة الضريبية إلى ضرر حتى في الأوقات الاقتصادية الجيدة، يأتي ارتفاع ضريبة الدخل وسط حالة من الضعف تشوب الاقتصاد الأمريكي الذي شهد تراجع ثروة الأمريكيين بواقع 19 تريليون دولار في الفترة بين عامي 2007 و2009، في حين يناضل الملايين من أجل الوفاء بحاجاتهم.

ويرى براون أن "المسألة تتمثل في أنه لا يزال لدينا عدد ضخم من الأسر التي تظل تمر بمرحة نمو بطيء للغاية في الدخل بشكل عام بسبب الأوضاع الاقتصادية العامة".

وكان تقرير صدر عن مؤسسة ((ويلز فارغو)) يوم الأربعاء قد أشار إلى أن الضرائب سوف تؤثر على دخل العمال الصافي بما يربو على 30 مليار دولار لكل ربع عام.

ولفت التقرير إلى أن اتفاق تفادي "الهاوية المالية"، الذي تم التوصل إليه بعد 11 ساعة من التفاوض، يعني أن عملية إعداد التقارير الضريبية للعام الجاري سوف تؤجل، وكذلك عملية إعادة المدفوعات الضريبية الزائدة والتي وصلت إلى إجمالي زاد على 200 مليار دولار في الربع الأول من عام 2012.

وهذا قد يعني أن الأمر قد يستغرق وقتا أطولا بالنسبة للأمريكيين لضخ أموالهم في اقتصاد يقوده الاستهلاك عبر التوجه إلى مراكز التسوق المحلية أو معارض السيارات، وفقا للتقرير.

ومع ذلك، لن يكون التأثير قاسيا مقارنة مع موجة الزيادة الضريبية التي كانت ستطبق إذا ما فشل الكونغرس في تفادي "الهاوية المالية"، حسبما قال براون.

وتلك المشاعر وردت كذلك في تقرير صدر الأربعاء عن مؤسسة ((بلاكروك)) أكبر مؤسسات الإدارة النقدية في العالم ومقرها في نيويورك.

وجاء في التقرير أن "العائق المالي الذي أبقى عليه الاتفاق الأخير، إضافة إلى الشك المتواصل المحيط بسقف الديون، يقودنا إلى توقع بداية اقتصادية ضعيفة في عام 2013"، مشيرا إلى المحادثات المرتقبة بشأن سقف الديون.

وورد في التقرير كذلك إن "إجماع الآراء في السوق حاليا يتركز على نمو في الربع الأول بنسبة تصل إلى قرابة 1.6 بالمائة، وهي نسبة نجدها أكثر من متفائلة ... إننا بالفعل نتوقع أن يتعافى الاقتصاد الأمريكي في وقت لاحق من العام الحالي، ولكن من غير المرجح أن تتسارع وتيرة النمو إلى أكثر من 2 بالمائة على أساس سنوي".

/مصدر: شينخوا/