تعليق: قناة السويس والحفاظ على استقرار المؤسسة الحاكمة في مصر

　　أعلنت هيئة قناة السويس عن أن إدارة القناة ستبدأ يوم 1 مايو الجاري تطبيق الزيادة الجديدة في رسوم مرور السفن والتي تبلغ نحو 2-5% تبعا لنوع السفينة والحجم وحمولة وطبيعة البضائع. مما سوف يؤثر ذلك على شركات الاستيراد والتصدير في الصين. وقالت مصادر صناعية أن اللوائح الجديدة سوف تؤثر وتغير نمط النقل البحري العالمي.

رفع رسوم عبور السفن في قناة السويس يزيد من تدفق النقد الأجنبي
افتتحت قناة السويس رسميا في عام 1869 م، وهي ممر مائي صناعي بطول 193 كم بين بور سعيد على البحر الأبيض المتوسط والسويس على البحر الأحمر. وتعتبر قناة السويس أهم مجرى ملاحي في العالم، حيث تسمح بعبور السفن القادمة من دول المتوسط وأوروبا وأمريكا الوصول إلى آسيا، وكذلك توفر سرعة وصول الشحن بين الشرق والغرب لربطها بين دول جنوب شرق آسيا وأوروبا والأمريكتين، مما يبرز الأهمية الإستراتيجية للقناة.

وتعتبر قناة السويس اليوم أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم، وتشكل البضائع المنقولة عبر القناة 16 % من البضائع المنقولة بحرا في العالم. وحاليا، تعبر قناة السويس 70 سفينة كبيرة يوميا بحمولة تصل إلى أكثر من مليون طن. وتعدّ قناة السويس من أهم مصادر النقد الأجنبي في مصر، ويطلق عليها في مصر اسم "بقرة حلوب ". وقال رئيس هيئه قناة السويس‎ أن القناة حققت خلال العام الماضي إيرادات بلغت جملتها 5.13 مليار دولار.

إن رفع الحكومة المصرية رسوم عبور السفن في قناة السويس سوف يزيد من عائدات النقد الأجنبي، وبالتالي تعزيز التنمية الاقتصادية في مصر. وفي هذا الصدد، علقت جريدة العرب الاقتصادية الالكترونية أن تنمية الاقتصاد المصري يواجه نقص الرأس المال، ومما لا شك فيه، فإن رفع رسوم عبور السفن في قناة السويس سوف يزيد من تدفقات النقد الأجنبي إلى التنمية الاقتصادية لمصر.

تغيير العديد من شركات الشحن مسارها البحري

أشار المحللون إلى أن رفع رسوم عبور السفن في قناة السويس قد يجعل بعض شركات الشحن تغير مسارها البحري في نقل الشحن. كما أن بعض شركات النقل البحري قد تستعيد الطرق التقليدية بسبب اعتبارات التكلفة. وفي الواقع، فإن قناة السويس والبحر الأحمر تعج في كثير من الأحيان بالقراصنة، وقد بدأت بعض شركات الشحن ضبط مسارها بالفعل، واختيار مسار رأس الرجاء الصالح لأنه أكثر أمانا وأن كان أطول من قناة السويس.

وبحسب المطلعين، فإن المفهوم الجديد في عالم الشحن و النقل هو في خلفية ضمان سلامة الممر المائي، اختيار تمديد الرحلة للسير بسرعة الاقتصاد، وبالتالي تقليل من استهلاك الوقود وانبعاث ثاني أكسيد الكربون، ويصبح تمديد الإبحار تدريجيا خيار من شركات الشحن. على سبيل المثال، يوفر طريق قناة السويس المباشر الكثير من الوقت عن طريق رأس الرجاء الصالح، لكنها فعالة من حيث التكلفة الاقتصادية، وشركات الشحن بحاجة إلى زيادة مناسبة في أسعار البضائع ليتمكنوا من الاستفادة بسهولة.

ووفقا لذلك، فإن تطبيق مصر زيادة الرسوم التي تحصِّلها من السفن التي تعبر قناة السويس، قد يجعل العديد من شركات الشحن مضطرة إلى تغيير مسارها، وهذا يؤثر على نمط النقل البحري العالمي.

تكاليف الشحن والنقل ترتفع في الصين

ومما لا شك فيه إن رفع رسوم عبور السفن في قناة السويس سوف يزيد من تكاليف النقل لدى شركات الاستيراد والتصدير في الصين. وقال ليو شو قوانغ، نائب رئيس معهد الاقتصاد بجامعة المحيطات الصينية أن الصين أكبر زبون لقناة السويس تليها الولايات المتحدة واليابان، ومن بين 20 ألف سفينة التي عبرت قناة السويس العام الماضي ،هناك 1/10 سفينة صينية بما فيها منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة. ووفقا للإحصاءات، فإن 60 %من البضائع المصدرة من الصين إلى أوروبا بحاجة إلى عبور قناة السويس، لذلك فإن رفع رسوم عبور السفن في قناة السويس سوف يضر بالتأكيد برحلات السفن الصينية.　　

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/