تعليق: التعريفات الجمركية الباهظة على الألواح الشمسية ليست طوق نجاة للمصنعين الأوروبيين

بكين 9 مايو 2013/وافقت المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء على فرض تعريفة جمركية عقابية باهظة نسبتها 47 في المائة على اللوحات الشمسية المستوردة من الصين سعيا لإنقاذ صناعة الخلايا الكهروضوئية التي تواجه صعوبات في أوروبا، ولكن هذا النهج الحمائي لن يقود سوى إلى كارثة غير مقصودة.

تتصدر دول الاتحاد الأوروبي منذ سنوات الجهود العالمية الرامية إلى تطوير الطاقة النظيفة وتفوقت على بلدان أخرى في هذا الصدد، إذ أنها تسعى إلى تركيب المزيد من اللوحات الشمسية فوق أسطح المباني السكنية والإدارية.

وقد تكابد مبادرتهم هذه المتعلقة بالطاقة النظيفة، والتي تعد بمثابة إسهام جدير بالثناء في الحملة العالمية لمكافحة الإحترار العالمي، تكابد المعاناة في ظل إلغاء المستهلكين لطلباتهم بعدما أصبحوا غير قادرين ماديا الآن على شراء اللوحات الصينية التي كانت من قبل أرخص بواقع 40 في المائة عن نظيرتها الأوروبية.

وذكر فوتر فيرميرش رئيس شركة ((كلينتيك تريد)) البلجيكية في بيان يوم الأربعاء أن "أنشطة أعمال اللوحات الشمسية شديدة الحساسية بالنسبة للأسعار ... وإذا ما رُفعت الأسعار على نحو مصطنع عبر التعريفات الجمركية العقابية، فإن سوق اللوحات الشمسية الأوروبية ستصل بكل بساطة إلى حالة توقف تام".

ومن الناحية الاقتصادية، فإن التعريفات الجمركية الباهظة يمكن أن تتسبب على نحو خطير في تقسيم وإضعاف شركات اللوحات الشمسية في أوروبا، إذ أن الشركات المتخصصة في تصنيع اللوحات الشمسية وتركيبها تشارك بنصيب كبير في سلسلة القيمة المضافة في الاتحاد الأوروبي. وإن خسائرها الفادحة في الإيرادات واضطرارها إلى خفض العمالة سيقوضان حيوية القطاع الشمسي ككل، ما يزيد من حدة المشكلات الاقتصادية الشائكة في أوروبا.

وتتهم المفوضية الأوروبية الصين علانية بما نسب إليها من تصدير لوحات شمسية بأسعار أقل من التكلفة واستخدام دعم غير قانوني لابعاد المنافسين الأوروبيين إلى زاوية السوق.

بيد أنه حتى الشركات الأوروبية أقرت بأن ميزة السعر لدى الصين تعد إلى حد كبير نتاجا لاقتصادات الحجم وأذكتها جزئيا الزيادة الأسية في الطلب العالمي على الطاقة الشمسية في السنوات الأخيرة .

ومن ثم، فإن صانعي اللوحات الشمسية في أوروبا بحاجة إلى إيجاد طرق بأنفسهم لإنعاش أنشطتهم والتنافس مع أندادهم في السوق العالمية، بدلا من محاولة إيجاد متنفس عبر اتخاذ إجراءات غير عادلة.

وفي ظل اقتصاد عالمي مرتبط ببعضه البعض، يمكن أن تقود الحمائية التجارية إلى وضع لا يخرج أحد منه فائزا. إن إتباع نهج ماكر يقوم على الإضرار بالجار اقتصاديا يمكن أن يقود إلى حرب تجارية لا يمكن أن يتحملها أي جانب، وإلى تدهور العلاقات التجارية القيمة التي تعود بالفائدة على الملايين من الأشخاص من الجانبين.

ويؤثر هذا الإجراء الحمائي على لوحات شمسية صينية تقدر قيمتها بحوالي 21 مليار يورو (27.6 مليار دولار أمريكي)، وهى أكبر قضية مناهضة للأغراق في الاتحاد الأوروبي حتى الآن. ويتعين على الاتحاد الأوروبي أن يتعامل مع القضية بدقة ويضع لها حلولا عبر الحوار والتشاور مع شركائه الصينيين.

إن الصين تحرص كل الحرص على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي الذي يعد أكبر شريك تجاري لها. كما توسع الصين، باعتبارها الشريك التجاري رقم 2 للاتحاد الأوروبي، على نحو سريع من سوقها الإستهلاكي ، الأمر الذي يمكن أن يعطى زخما للاقتصاد الأوروبي الذي مازال يتعافي من سنوات الأزمة المالية.

وسوف تؤتى استراتيجية تعاونية، وليست عدوانية، فيما يتعلق بإدارة العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، الاقتصادين العملاقين في العالم، ثمارها الاقتصادية لتعود بالخير على الجانبين وتدعم الجهود العالمية الرامية إلى تطوير الطاقة النظيفة.

/مصدر: شينخوا/