خبراء: ثورة الغاز الصخري تغير منظومة موارد الطاقة في الصين

من المتوقع أن تؤدي ثورة تطوير طاقة الغاز الصخري إلى تغيير وضع نقص الطاقة في الصين وهيكلة سوق الطاقة العالمية.

اذ توقعت الوكالة الدولية للطاقة أن يصبح الغاز الطبيعي ثاني أكبر طاقة أساسية بعد النفط في عام 2035 ويحتل 25 بالمائة من إجمالي حجم استهلاك الطاقة في العالم.

وبحسب البيانات ذات الصلة، تنتشر موارد غنية من الغاز الصخري في أنحاء العالم. وفي صدارة قائمة الدول الغنية بموارد الغاز الصخري القابلة للاستخراج تأتي الصين والولايات المتحدة والارجنتين والمكسيك وجنوب أفريقيا وأستراليا وكندا وليبيا والجزائر والبرازيل، حيث احتل حجم الموارد القابلة للاستخراج لهذه الدول العشر نسبة 84.5 بالمائة من إجمالي موارد الغاز الصخري في العالم.

وأصدرت هيئة معلومات الطاقة الأمريكية تقريرا كشف أن موارد الغاز الصخري القابلة للاستخراج في الصين بلغت 36 تريليون متر مكعب.

ومن ناحيتها، أصدرت الصين ((خطة تطوير الغاز الصخري عام 2011-2015 ))، حيث قدرت أن تبلغ موارده 25 تريليون متر مكعب مع تحديد هدف تحقيق 6.5 مليار متر مكعب من حجم الإنتاج للغاز الصخري في عام 2015 وزيادة حجم استكشاف الغاز الصخري سنويا إلى 60 مليار أو 100 مليار متر مكعب في عام 2020 .

أما في الولايات المتحدة، فبلغ حجم الموارد الكامنة القابلة للاستخراج 24.4 تريليون متر مكعب، وحتى نهاية عام 2012، وصل حجم إنتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة إلى 265.3 مليار متر مكعب، ومن المتوقع أن يبلغ معدل إنتاج الغاز الصخري من إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي 49 بالمائة في عام 2035.

وفي هذا الصدد، أشار وو شين شيونغ، نائب رئيس لجنة الدولة للتنمية والإصلاح ومدير مصلحة الدولة للطاقة، إلى أن الغاز الصخري، كونه من مصادر الغاز الطبيعي غير التقليدية، يمتاز بأهمية إستراتيجية كبيرة في تحسين هياكل الطاقة وضمان أمن الطاقة الوطني وحفز إنتاج الطاقة واستهلاكها .

غير أن معدل اعتماد الصين على الطاقة من خارج البلاد تصاعد بشكل سريع في هذه السنوات بحسب أرقام إحصائية، وازداد معدل الاعتماد على النفط من الرقم 32 بالمائة في بداية هذا القرن إلى 57 بالمائة في عام 2012، بينما بلغ معدل الاعتماد على الغاز الطبيعي في الصين 29 بالمائة في عام 2012 بزيادة 5 نقاط مئوية على أساس سنوي، ويتوقع أن يزداد معدله إلى 32 بالمائة في عام 2013.

وذكر تشانغ داه وي، مدير مركز تقدير الموارد المعدنية في وزارة الأراضي والموارد، أن تطوير الغاز الصخري واستخراجه سيساعد على خفض مدى اعتماد الصين على الطاقة المستوردة من الخارج, ويعزز مكانة البلاد في مجال الطاقة الدولية وحتى الشؤون الجيوسياسية.

وبحسب ((خطة تطوير الغاز الصخري عام 2011-2015 ))، ستقوم الصين بتحقيقات وتقييمات بشأن موارد الغاز الصخري بشكل أساسي في عام 2015, وتحقق هدف اكتشاف 600 مليار متر مكعب من الاحتياطي المؤكد من الغاز الصخري و 200 مليار متر مكعب من الاحتياطي القابل للاستخراج و6.5 مليار متر مكعب من الإنتاج السنوي للغاز الصخري .

يتميز الغاز الصخري بكونه طاقة نظيفة ذات فعالية كبيرة للاستغلال , ما سيخفف الضغوط الواقعة على الصين في الاعتماد على الطاقات الخارجية.

وتتسم صناعة الغاز الصخري بوجود مخاطر كبيرة والحاجة إلى مستوى تكنولوجي عال وطول مدة طور الدورة وارتفاع تكاليف الاستكشاف ، الأمر الذي يعيق حماسة بعض الشركات في تطوير أعمالها في هذا القطاع .

وقال تشه تشانغ بو، مسؤول قسم الاستكشاف الجيولوجي بوزارة الأراضي والموارد، إن استخراج الغاز الصخري وتطويره أمر صعب بسبب خصائصه والظروف الطبيعية الصعبة داخل البلاد ، وهنالك حاجة ماسة إلى تنفيذ الحكومة لسياسات تفضيلية لدعم الأسعار وخفض الضرائب والرسوم.

كما كشف يانغ ليه، مسؤول بقسم النفط والغاز الطبيعي في مصلحة الدولة للطاقة، عن خطط البلاد في إجراء بحوث تقنية في هذا الشأن، حيث ستكثف الدولة دعمها في مشروعات التقنيات المهمة وتأسيس مركز بحوث وتنمية للغاز الصخري وتعزيز دعم المؤسسات داخل البلاد لإجراء اختبارات معنية وتنفيذ مشروعات نموذجية في هذا المجال.

هذا واقترح وانغ تشن، نائب مدير معهد إستراتيجية الطاقة الصينية التابع لجامعة الصين للنفط، أن استخراج الغاز الصخري وتطويره يحتاج إلى تحقيق اختراقات تقنية مستقلة بدلا من استيراد تقنية حديثة من أمريكا، حيث تتسم الصين بظروف جيولوجية أكثر تعقيدا مقارنة بأمريكا, ومن الضروري أن تعزز الدولة تطوير التكنولوجيا في هذا المجال وألا تعتمد على دول أخرى، مما يحفز تنمية هذه الصناعة داخل البلاد .

/مصدر: شينخوا/