تعد تحقيقات الإغراق والدعم التي يقوم بها الإتحاد الأوروبي ضد ألواح الطاقة الشمسية الصينية إجراء حمائي غير عادل. ومن جانبها ستلجأ الصين إلى طاولة المفاوضات، وبيدها أوراق اللعب الكافية.
يمكن القول ان التحقيقات الأوروبية الأولية المكافحة للإغراق والدعم ترسل رسالتين سلبيتين: أولا، ان الإتحاد الأوروبي يفتقد الشجاعة للإعتراف بالحقيقة الأساسية، كما لم يتعلم معالجة القضايا من خلال الحوار. فرغم تغيرات الزمن وتقهقر القوة، إلا أن ذلك لم يزيل مشاعر التكبر لدى الأوروبيين. ثانيا، المشاكل التي تعانيا آليات إتخاذ القرار في أوروبا. إذ في ظل معارضة غالبية الأعضاء، إلا أن المفوض التجاري للإتحاد الأوربي يصر على مخالفة الجميع في هذه المسألة المعقدة والحساسة، وهو مايعد أمرا غير طبيعي.
ورغم أن ضرائب الإغراق والدعم الظرفية التي فرضها الإتحاد الأوروبي مؤقتا قد تراجعت من 47% كما كان منصوص إلى 11.8%، لكن طبيعة الأشياء لم تتغير. وهنا من الضروري أن نقول بعض الأشياء: أولا، ان الصين تعارض اجراءات الحمائية التجارية غير العادلة. فقرار الإتحاد الأوروبي لايضر بالمصالح الصينية فحسب، بل يرسل رسالة خاطئة إلى المجتمع الدولي. ثانيا، على الإتحاد الأوربي أن يتحلى بالصدق ويجلس على طاولة الحوار مع القطاع الصناعي الصيني، والتوصل إلى حل عادل ومربح للطرفين من خلال الحوار. ثالثا، الصين لا ترغب في خوض حرب تجارية. لكن، سلوك الحمائية التجارية من غير الممكن ألا يتلقى رد فعل. واذا أرادت بعض الأطراف التصرف كما يحلو لها، فربما لن يكون بإمكانها تحمل النتيجة.
اذا كانت ألواح الطاقة الشمسية الصينية تتمتع بقدرة تنافسية سعرية، فهذا ليس خطأ الصين. لأن الجميع يعلم أن هذه التنافسية ناجمة عن تراجع أسعار المواد الأولية للألواح الشمسية وتقدم الصناعة الصينية، وليست لها علاقة بالإغراق أو الدعم. لذلك فإن فرض الإجراءات العقابية المزدوجة بدون سند حقيقي سوف لن تصمد في النهاية. وفي هذا السياق، أظهرت الصين الصدق والجهود البنائة الكافية من أجل معالجة الخلافات التجارية. وبمجرد قيام أوروبا بتفعيل تحقيقات الإغراق والدعم سيتخذ الجانب الصيني إجراءات الرد المناسبة. وإلى جانب الأعمال التي تم القيام بها على المستوى الحكومي، قامت غرفة التجارة الصينية للصادرات والواردات الميكانيكية والإلكترونية بتمثيل القطاع الصناعي في الحوار مع الإتحاد الأوربي وشرح القضايا المتعلقة.
بالمقارنة مع الموقف المتشدد الذي أباده كارل ديقوشت في البداية، أظهرت الإجراءات الأوروبية تقلصا واضحا. أو ربما، قامت بعض الدول الأعضاء ورئيس جهاز الإتحاد الأوربي بـ "عرقلة" المسؤولين المشرفين على التجارة الأوربية. لكن رغم ذلك، تبقى نسبة 11.8 % من ضريبة الأغراق والدعم مضرة. لأن الموردين الأوربيين سيكونون في حاجة إلى احتواء مبلغ التأمين، وبمجرد تفعيل الضريبة فإن أسعار ألواح الطاقة الشمسية سترتفع بـ 20%. ووفقا للتوقعات، فإن جباية 15% من الضرائب الجمركية، ستؤدي إلى خفض الطلب الأوربي على الألواح الشمسية بـ 85%. لذلك، من غير الغريب أن يشكك البعض: هل يهدف الجانب الأوربي الى القضاء على منتجات الألواح الشمسية الصينية تماما في فترة مسيرة المفاوضات الطويلة.
يدرك الجانب الصيني جيدا صعوبة المفاوضات خلال المرحلة القادمة، لكن الصين ستبذل كل جهودها للتوصل إلى النتيجة الأفضل، كما ستستعد إلى الرد في أسوأ الحالات. والصين الآن قد أعدت جيدا طاولة المفاوضات، وبحوزتها أوراق اللعب الكافية.
يبقى أن نشير إلى الحجم الكبير للتجارة الصينية الأوربية، ومن العادي حدوث خلافات، لكن المشكلة تكمن في كيفية القيام بمعالجة جيدة لهذه القضية. وقد أثبت تطور العلاقات الصينية الأوربية خلال السنوات الأخيرة، بأن مصالح الجانبين تتقدم بطريقة متوازية، وان التعاون بين الجانبين يتعزز بإستمرار، وأنه لاوجود لعقبات لايمكن تجاوزها. لكن، عدم إحترام المصالح الملحة بين الجانبين، وإفتقاد الصدق المطلوب لحل القضايا الخلافية من خلال الحوار والتشاور، لاشك بأنها عوامل ستؤثر على العلاقات الصينية الأوروبية والنمو الصحي لعلاقات التعاون التجاري. كما يجب التنويه إلى التشابك الكبير إلى المصالح الصينية الأوربية، وإلى العلاقات التجارية بين الجانبين المبنية على الفوز المشترك.
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn