أوروبا تصبج السوق الأولى لعمليات الدمج والشراء بالنسبة للشركات الصينية

الاستثمارات الصينية الخارجية تعزز تنمية أمريكا اللاتينية وأفريقيا

الصين تصبح ثالث أكبر مستثمر عالمي

الشركات الصينية الصغرى والمتوسطة تسرع عمليات الدمج والشراء

أظهرت البيانات التي نشرتها وزارة التجارة الصينية في 17 يوليو الجاري، أن المستثمرين الصينيين قاموا بإستثمارات مباشرة في 2912 شركة أجنبية من 144 دولة ومنطقة في العالم، وقام بمراكمة 45.6 مليار دولار من الإستثمارات المباشرة غير المالية، محققين زيادة سنوية بـ 29%. ونمت الإستثمارات الصينية بأمريكا الشمالية، أوروبا، أستراليا، أمريكا اللاتينية وإفريقيا بـ 50%. وسجل الإستثمار الصيني في أمريكا نموا صاروخيا بـ 290%.

وذكرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في نسختها الإقتصادية أن عمليات الشراء الخارجية للشركات الصينية تنمو بوتيرة سريعة، قائلة بأن "الصين بصدد إجتياح العالم"، وتستهدف خاصة الشركات العالمية وخاصة الغربية التي تمتلك أفضل العلامات التجارية والمعارف المتخصصة. وأصبحت أوروبا السوق الكبرى الأولى بالنسبة لعمليات الشراء الخارجية التي تقوم بها الشركات الصينية. وقال تقرير لوفيغارو أن رؤوس الأموال الصينية أصبحت تحظى بقبول أكبر فأكبر من الأوروبيين، كما ستستمر في المحافظة على جاذبيتها خلال السنوات القادمة.

وقال الخبير الإقتصادي الفرنسي المشرف على الأبحاث والإبتكار بوزارة الإقتصاد الفرنسية فان أوك أنه نظرا لأن الصين قد أسست نموذج عمل يتيح للدولة والشركات تقاسم المعلومات، أصبح بإمكان المستثمرين الصينيين الحصول على أفضل المعلومات المتعلقة بالأسواق العالمية.
وقال مدير آي كابيتال التابع لشركة صندوق الإستثمارات الخاصة لونغ دهوانغ أن المستثمرين الصينيين يعملون من جهة على زيادة رؤوس أموالهم ومن جهة يعتمدون أسلوبا تدريجيا وقليل المخاطر في الدخول إلى السوق الدولية وكسب الإعتراف.

ويعتقد لارسون الأستاذ بالمعهد العالي للعلوم التجارية أن إتجاه الشركات الصينية إلى التدويل هو نتيجة مباشرة للإصلاح والإنفتاح وللنمو السريع للإقتصاد الصيني والتجارة الدولية. وأشار إلى وجود تحديات كثيرة أمام خروج الشركات الصينية إلى العالم، فهي مطالبة بجذب التكنولوجيا المتقدمة، ورفع مهارات التسويق العالمي، وتأسيس علامات دولية. في ذات الوقت، عليها أن تعمل بإستمرار على تكوين أفضليتها التنافسية.

وذكر موقع مجلة "فوربس" الأمريكية أن الحكومة الصينية بصدد تشجيع الشركات الصينية على التوسع في الخارج، إلى جانب دعوة إطارات الشركات إلى الحصول على تدريبات الإستثمار ذات الصلة. وتتعطش الحكومات الفرعية في الولايات المتحدة إلى جذب الإستثمارات الصينية، حيث يأتي حكام الولايات وعمداء المدن بأنفسهم للصين لجذب الإستثمارات الصينية.

وفي هذا السياق، قال كبير الإقتصاديين بوكالة بلومبرغ أن النمو المستقر للإستثمارات الصينية في الخارج لم يكن خارجا عن مجال التوقع. فمع نمو الإقتصاد الصيني، تحاول الصين في الوقت الحالي ضمان إستقرار الموارد مثل الطاقة والمواد الأولية، وشراء شركات العلوم والتكنولوجيا لحفز النمو الإقتصادي.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/