باحث: الروابط التجارية بين افريقيا وآسيا في تصاعد

نيروبي 23 يوليو 2013/أكد باحث في العلاقات التاريخية والراهنة بين آسيا وافريقيا أن التجارة بين القارتين في تصاعد لدعم التنمية في افريقيا.

وقال جوراف ديساي استاذ الدراسات الافريقية بجامعة تولين لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن العلاقات بين افريقيا وآسيا وصلت الى ذروتها في القرنين ال19 وال20.

وقال ديساي في كتاب أصدره حول التجارة بين افريقيا والهند في نيروبي اليوم (الثلاثاء) "بيد انه مع بدء صعود اقتصادى الاقليمين ، فإن تجارتهما سوف تحتل دورا مركزيا في جهودهما للتنمية".

ووصف الكتاب المسمى التجارة مع العالم الذي ألفه ديساي تفاصيل تجارة افريقيا مع جيرانها فى المحيط الهندي منذ العصور الوسطى.

وبحسب خبراء، فإن التجارة والاستثمار الآسيويين اللذين تسارعا مؤخرا في افريقيا يبشران بالكثير بالنسبة للنمو والتنمية الاقتصادية في افريقيا -- بشرط تنفيذ اصلاحات محددة فى السياسات في كلا القارتين .

وقالوا ان التجارة والاستثمار الآسيويين الصاعدين بسرعة في افريقيا هما جزء من اتجاه عالمي نحو تجارة الجنوب -الجنوب النامية بسرعة بين الدول النامية.

فكل من الصين والهند لديها صناعات يتم تحديثها بشكل سريع وطبقات وسطى مزدهرة بدخول وقوى شرائية مرتفعة.

وهذه المجتمعات لا تطلب فقط سلعا مستخرجة من مواد طبيعية ومنتجات زراعية مثل القطن وصادرات افريقية تقليدية اخرى، بل تطلب ايضا صادرات متنوعة غير تقليدية مثل سلع معالجة ومنتجات صناعية خفيفة ومنتجات الاستهلاك المنزلي والطعام والسياحة.

وقال ديساي ان افريقيا اعتادت في الماضي تصدير العاج ومنتجات زراعية الى الهند، بينما كانت تستورد أنسجة وبضائع مصنعة أخرى من شركائها الآسيويين.

وتابع أن سلاطين زنجبار قاموا بدور كبير في دعم التجارة بين افريقيا وآسيا.

واضاف انهم "دعوا الهنود الى الساحل الافريقي الشرقي حتى يتمكنوا من التواصل التجاري".

وكان السلاطين لهم ذوق خاص في البضائع الاجنبية التي كان يقدمها التجار الهنود. واختار بعض التجار أن يبقوا في افريقيا بينما عاد آخرون الى بلادهم.

لا يزال احفادهم في افريقيا، بينما هاجر آخرون الى الغرب، خاصة بعد ان طرد زعيم أوغندا عيدى أمين الآسيويين في منتصف سبعينيات القرن الماضي.

وقال ديساى ان الاصلاحات الاقتصادية في كل من الصين والهند جعلت بعض الدول الآسيوية اكبر الشركاء التجاريين لافريقيا. واضاف ان المنطقتين لازالتا ناميتين.

واضاف ان "التجارة من ثم اتجهت الى ان تكون على اسس متساوية.. حيث اكدت الحكومات في الجانبين ان التجارة ينبغي ان تعتمد على صداقة متبادلة وتسامح".

وكانت الدول المتقدمة في الغرب هى الشريك التجاري الأكبر لكل من آسيا وافريقيا.. لكن النفوذ المتراجع للغرب أدى الى تغير انماط التجارة.

وقال الاستاذ ديساي انه "من الآن، لايملى وسطاء من الغرب كل شروط التجارة العالمية ". وهناك فرص جديدة في افريقيا تجذب الآن المستثمرين الصينين والهنود الى القارة.

وقد برزت افريقيا الآن كثاني أسرع المناطق نموا في العالم. فقد حل التفاؤل محل المخاطر التي كانت تجعل المستثمرين الاجانب يبتعدون عن القارة .

وتقدم المنطقة الآن واحدة من اعلى العوائد فيما يخص الاستثمار. بالاضافة الى ذلك، جعلت الأزمة الاقتصادية في منطقة اليورو الغرب مقصدا اقل جذبا لرؤوس الاموال. ومع زيادة التجارة زادت ايضا التبادلات الثقافية.

وقال ديساي ان "الطلاب الافارقة يسعون الآن الى تعليم عال في الهند والصين". وأضاف إن المنتجات الثقافية مثل الفنون والافلام من آسيا تلقى رواجا في افريقيا.

وفي الكثير من المدن الافريقية، من الشائع ان تجد جامعات تدرس اللغة الصينية بالشراكة مع معاهد كونفوشيوس.

/مصدر: شينخوا/