خبير اقتصادي: لا حاجة للعجلة في إعادة توازن الاقتصاد الصيني

بكين 3 يناير 2014/ يقول العالم بأسره إن الصين بحاجة إلى اعادة توازن اقتصادها وتتفق الحكومة الصينية في ذلك. بيد أن احد الاقتصاديين يقول الآن "فلننتظر لبعض الوقت".

وهو ليس شخصا عاديا. انه يو كون هوانغ الاقتصادى البارز وممثل الصين السابق لدى البنك الدولي.

وقد انتقل الاقتصاد الصيني على مدار عقود قليلة ماضية من قوة إلى قوة.

وقد نجح الاقتصاد الصينى فى الانتقال الى مرتبة ثاني اكبر اقتصاد في العالم، بعد أن كان يحقق نموا مزدوج الرقم ثم تخطى الأزمة المالية العالمية.

ولكن برغم وضعه كقوة اقتصادية، فإن الاقتصاد الصينى عادة ما يصنف على انه غير متوازن، بمقياس الحصص غير المتكافئة بين الاستثمار والاستهلاك.

وقال هوانغ إن الصين على الطريق الصحيح، وليست بحاجة إلى معالجة الخلل.

وقال هوانغ، خلال مقابلة اجراها مؤخرا مع وكالة انباء ((شينخوا)) إن "النمو السريع هو عملية غير متوازنة في الأساس".

واضاف أن "عدم التوازن ليس هو المشكلة، فالمشكلة هي التأكد من الاستثمار في الأشياء الصحيحة".

وفي الصين، حقق الانفاق الاستهلاكى في الأرباع الثلاثة الاولى من عام 2013 نسبة 45.9 في المائة من النمو الاقتصادى في البلاد، في حين أن الاستثمار كان يمثل 55.8 في المائة، وفقا للمكتب الوطني للإحصاءات.

وقال هوانغ، وهو عضو بارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن، إنه في الوقت الذي يمثل فيه الاستهلاك بالصين حوالي 35 في المائة فقط من ناتجها المحلي الاجمالي، لا يجب اعتباره مجرد جزء من الناتج المحلي الاجمالي فقط.

واضاف ان "الاستهلاك الصيني بالاسعار الحقيقية معدلا بنسبة التضخم كان يتزايد لعدة عقود".

ودرس هوانغ، وهو محرر مشارك في تقرير "اعادة تشكيل الجغرافيا الاقتصادية في شرق اسيا"، و"رؤى شرق اسيا"، التنمية فى العماليق الاقتصادية في العالم.

واضاف أنه عندما كانت الولايات المتحدة تمر بمرحلة التصنيع منذ قرن مضى، كان لديها "أكثر عملية نمو غير متوازنة شهدناها على الإطلاق ".

وعندما كانت اليابان وجمهورية كوريا وسنغافورة في مرحلة النمو لتصبح دولا عالية الدخل، أحيانا بنسبة 9 أو 10 في المائة سنويا، لم تكن عمليات النمو بها متوازنة.

ومضى قائلا "لذا فلماذا يجب ان نفكر في أن النمو غير المتوازن سيء، بينما كانت عمليات النمو في الدول الناجحة غير متوازنة".

وحذر من أن تعزيز التوازن السابق لأوانه قد يسبب الركود بالفعل.

واضاف "بمجرد أن حققوا معدل دخل عاليا، أصبحت اقتصاداتهم اكثر توازنا عندئذ".

وتوقع إنه اذا حققت الصين نموا بنسبة 7 في المائة سنويا، بحلول 2020، سيبدأ الاقتصاد في عملية اعادة التوازن.

واستطرد "ولكن وقتها سنكون من الدول عالية الدخل".

وبالنسبة لهوانغ فإن النمو يحدده عاملان هما الاستثمار والإنتاجية وليس الاستهلاك.

وأضاف "اذا قمت بالاستثمار على نحو ملائم، فستبني قدرة للإنتاج، واذا كان لديك التكنولوجيا والابتكار عندها ستزيد انتاجيتك".

ولكن هوانغ حذر من أن الصين اذا استمرت في نمو سنوي بنسبة 7 في المائة لبقية هذا العقد، ستكون بحاجة إلى إعادة توجيه تدفقاتها الاستثمارية والتعامل مع الدين الحكومي المحلي الذى عانة من مشروعات بنية تحتية عامة ضخمة وقروض بنوك غير مدفوعة.

ومن اجل تعزيز الانتاجية، قال إن الصين يجب عليها ان تعزز الاستثمار في القطاع الخاص، وهو اكثر كفاءة في العادة من القطاع العام.

كما قال ايضا ان برنامج التحديث المتواصل في الصين يجب ان يكون اكثر كفاءة من خلال تقليل الانفاق غير الضروري على البنية التحتية.

/مصدر: شينخوا/