تعليق: تخفيف اليابان القيود على صادرات الأسلحة يضر بالسلام والاستقرار الإقليميين

بكين 28 فبراير 2014 / يتطلع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي يطلق على نفسه "محب السلام"، إلى تخفيف القيود التي تفرضها بلاده على صادرات الأسلحة.

وفي ظل صعود اليمينيين المتشددين والنزعة القومية المتطرفة في اليابان، فإن من شأن هذا أن يتسبب فى تآكل الصورة السلمية لليابان ويعزز من انعدام الثقة الاقليمية ويفاقم الصراعات الدولية.

وقد ساعدت القيود الذاتية التي فرضت في 1967، وهي "المبادئ الثلاثة اليابانية بشأن صادرات الاسلحة"التي تحد بقوة من صادرات الأسلحة، الدولة الفاشية فيما مضى على استعادة شىء من الثقة من جيرانها والمجتمع الدولي.

ومع ذلك فإن النهج المتعرج لطوكيو بشأن التاريخ لم يستعد اخلاصها بالكامل، كما ان الصعود الأخير لليمينيين المتشددين على الساحة السياسية اليابانية زاد بشكل كبير من شكوك العالم فى نواياها الحقيقية.

وكشفت زيارة آبي في اواخر ديسمبر لضريح ياسوكوني، وهو ضريح يكرم قتلى الحرب اليابانيين ومنهم 14 من مجرمي الحرب من الدرجة الاولى، بالاضافة إلى التصريحات الاستفزازية التي ادلى بها وتحركات شخصيات يمينية رفيعة المستوى، محاولة حكومة آبي لتبرئة سجل اليابان فى الحرب واسقاط النظام العالمي في فترة ما بعد الحرب.

كما يأتى فى خلفية التعديل المزمع للمبادئ الثلاثة، محاولة آبي إعادة كتابة الدستور السلمي الياباني وزيادة الانفاق العسكري.

واذا ووفق على ذلك، فإن المبادئ الثلاثة الجديدة ستعطي طوكيو الضوء الاخضر لتصدير الاسلحة للدول التي تطل على ممرات مائية هامة ومنها ممرات فى بحر الصين الجنوبي.

وقد أثار هذا التخفيف للقيود المفروضة على التصدير مخاوف من أنه قد يشجع دولا بعينها على اتخاذ إجراءات أكثر طيشا في البحر المضطرب بالفعل، وهو ما يقوض الاستقرار الاقليمي في المقابل.

وتفيد القواعد الجديدة المقترحة أن نقل الاسلحة لن يهدف إلى "تحقيق منافع اقتصادية"، وان مجلس الامن الوطني الذى انشىء على غرار المجلس الامريكى سيراقب بشدة تلك الصادرات.

ولسوء الحظ، فإن الهيئة الرقابية سيرأسها آبي نفسه، وهو مصمم خطة التعديل، وهو ما قد يحول ما يسمى بآلية الرقابة على الصادرات إلى ما يشبه "الذئب الذي يحرس الاغنام".

وفي النهاية فإن مراجعة "المباديء الثلاثة" هو جزء من محاولة طوكيو التخلص مما تراه قيودا من الماضي لكى تجعل من نفسها قوة عسكرية كاملة .

بيد أن هناك شيئا يجب أن يتذكره العالم هو ان يابان مقيدة عسكريا بقيادة رئيس وزراء لديه نزعة قومية تحولت بالفعل الى مثير للمتاعب.

لذا فإنه ليس من المستبعد أن تصبح اليابان العسكرية بقيادة منكر للتاريخ كابوسا للمنطقة والعالم بأسره.

ويجب على المجتمع الدولي أن يمنع ذلك من الحدوث.

/مصدر: شينخوا/