بقلم ثريا لوه وشيماء خه وحازم قو
بكين 24 ديسمبر 2012 /ظلت منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولات سياسية كبرى في عام 2012، إذ تغيرت القيادة السياسية في تونس، ووصل إلى سدة الحكم في مصر أول رئيس ينتخبه الشعب مباشرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، وانبثق نظام جديد في ليبيا بعد سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، من بين تغيرات سياسية أخرى بالمنطقة.
وسواء كانت السلطات الحاكمة قديمة أو جديدة في دول الشرق الأوسط، تظل هذه البلدان راغبة في تعزيز علاقاتها مع الصين في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية ، وساعية إلى كسب دعم الصين في حل المشكلات المحلية والدولية.
وعلى مدار العام 2012، شاركت الصين بنشاط في تسوية قضايا تخص الدول العربية، وفي مقدمتها الأزمة السورية. ولعبت الصين، كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، دورا ايجابيا وبناءا في دفع تسوية الأزمة السورية، وبذلت كثيرا من الجهد لتهدئة الوضع الخطير في البلد الواقع بالشرق الأوسط .
وفضلا عن هذا، حققت العلاقات بين الصين والعالم العربي تطورا ملموسا في المجالات كافة بفضل جهود الجانبين وفي مقدمتها زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو لثلاث دول خليجية في أوائل العام 2012 وحتى انعقاد المنتدى الاقتصادي والتجاري الصيني - العربي في أواخر العام, ما ساهم في رفع مستوى العلاقات بين الصين والدول العربية بصورة شاملة وحمل نتائج مثمرة للجانبين.
زيارة ون جيا باو للخليج ترتقي بالعلاقات الصينية - العربية:
كانت زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو إلى الإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر أول زيارة من نوعها لزعيم صيني بارز في عام 2012، وجاءت في وقت يشهد فيه العالم أكثر التغيرات عمقا وتعقيدا منذ الحرب الباردة.
وخلال زيارته إلى الإمارات ضمن جولته الخليجية التي تمت في يناير 2012، طرح ون جيا باو اقتراحا ثلاثي النقاط حول توطيد العلاقات الصينية - العربية يشمل تدعيم الثقة السياسية المتبادلة وتعميق التعاون الاستراتيجي, وتقوية التعاون متبادل المنفعة لتعزيز التنمية المشتركة, وتوسيع أطر التبادلات الثقافية والشعبية بهدف دفع الصداقة التقليدية قدما.
ووقع ون جيا باو مع قادة الدول الثلاث أيضا على بيانات مشتركة، كما شهد مراسم التوقيع على عشرات الاتفاقيات في مجالات التعاون الثنائي.
وقال ون جيا باو أثناء الجولة إن الصين تدعم ساحات الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية مثل مؤتمر الصداقة الصينية - العربية، وندوة التعاون الإعلامي الصيني - العربي، على أساس مستمر، وترحب أيضا بإقامة المزيد من المعارض والمهرجانات الفنية والأسابيع الثقافية ونشر المزيد من الأعمال الفنية بين الجانبين.
وأضاف رئيس مجلس الدولة الصيني أن الصين ترغب في رؤية المزيد من التبادلات الطلابية بين الصين والدول العربية، ومواصلة تعزيز تعليم اللغة العربية في الصين.
كما صرح ون جيا باو خلال جولته الخليجية قائلا "نأمل في استقبال مزيد من السائحين العرب في الصين، ودعم المزيد من الدول العربية في الحصول على وضع المقصد المعتمد للسائحين الصينيين".
وقيم وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي جولة ون جيا باو قائلا إنها حققت أهدافها التي تتمثل في تعميق الثقة المتبادلة، وتعزيز التبادلات، وتدعيم الصداقة، وتوسيع التعاون مع الدول العربية، مضيفا أن الجولة تزيد من توطيد التعاون الودي الصيني - العربي وتحقق منافع مشتركة للجانبين.
وقال يانغ جيه تشي لدى مشاركته في الاجتماع الوزاري الخامس لمنتدى التعاون الصيني - العربي الذي عقد في مايو 2012 بمدينة الحمامات التونسية، قال إنه يتعين على الجانبين الصيني والعربي الحفاظ على التواصل على كافة المستويات، وتوسيع أطر التبادل في مختلف المجالات لبناء ثقة إستراتيجية طويلة الأمد تصمد أمام اختبارات الزمن، وتركيز الجهود على تطوير وتعميق علاقات التعاون الاستراتيجي .
كما ذكر يانغ جيه تشي أنه في ظل تغيرات الأوضاع الإقليمية والدولية، أصبحت العلاقات الإستراتيجية بين الجانبين أكثر متانة، لافتا إلى أن المنتدى بات يلعب دورا رائدا في تطوير وتعميق هذه العلاقات.
ومن جهتها , قالت وزيرة التجارة الخارجية الإماراتية لبنى القاسمي على هامش المنتدى الاقتصادي والتجاري الثالث بين الصين والدول العربية الذي أقيم في سبتمبر 2012 في نينغشيا بشمال غرب الصين، منطقة ذاتية الحكم لقومية هوي العرقية على مستوى مقاطعة، قالت إنه على مدى السنوات القليلة الماضية حققت العلاقات التجارية الثنائية نقلة نوعية مع وجود العديد من الفرص الواعدة لمواصلة تعزيز التعاون الاستثماري والاقتصادي المشترك.
وصرحت تشيو هونغ، مساعدة وزير التجارة الصيني، على هامش المنتدى بأن الصين تنوي الدفع من أجل زيادة انفتاح السوق على أساس الربح المشترك لتحقيق هدف رفع حجم التجارة بين الصين والدول العربية إلى 300 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2014، موضحة أن الصين والدول العربية اتفقت على هذا الهدف في الاجتماع الوزاري الخامس لمنتدى التعاون الصيني - العربي.
وأشارت تشيو هونغ إلى أن تحقيق ذلك يتطلب من الجانبين تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري وتنويعه وتوسيع مجالاته إلي القطاعات غير النفطية وذات التكنولوجيا العالية وغيرها من المجالات الجديدة.
جدير بالذكر أن الاضطرابات السياسية التي بدأت في نهاية عام 2010 واجتاحت عدة دول عربية خلال عامي 2011 و2012، ألقت بظلالها على العلاقات الاقتصادية والتجارية المزدهرة بين الصين والدول العربية. ومع ذلك، شهد حجم التجارة بين الجانبين نموا سريعا في عام 2011 ليبلغ 195.9 مليار دولار أمريكي بزيادة 34.7 بالمائة لتصبح الصين ثاني اكبر شريك تجاري للدول العربية، في حين اصبحت الدول العربية سابع اكبر شريك تجاري للصين.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn