بكين   مشمس ~ مشمس جزئياً 11/2 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تقرير : الصداقة الصينية - الأفريقية نموذج جيد للتعاون بين بلدان الجنوب

2013:03:25.09:32    حجم الخط:    اطبع

بكين 24 مارس 2013 / بينما تسير الصين وأفريقيا على طريق التنمية والرخاء، شكلتا صداقة وطيدة منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان على أساس المساواة والنفع المتبادل.

وسواء في أوقات السعي إلى التحرر الوطني والاستقلال أو التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى معيشة الشعب، ظلت أفريقيا والصين توفران الدعم الكامل لبعضهما البعض بدون تردد.

وينظر على نطاق واسع إلى الصداقة الطويلة بين الصين وأفريقيا، والتي تجاوزت اختبارات الدهر، على أنها نموذج جيد للتعاون بين بلدان الجنوب، وسوف تتطور حتما نحو مستوى جديد بفضل الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني المنتخب حديثا شي جين بينغ.

علاقة قائمة على المساواة السياسية:

السبب الرئيسي وراء احتفاظ الصداقة بين الصين وأفريقيا بتطورها السريع والسليم لوقت طويل يعود إلى أن جذور هذه الصداقة هي المساواة السياسية والاحترام المتبادل.

غرست بذور الصداقة بين الجانبين في منتصف القرن الـ20، عندما دعم الشعب الصيني والشعوب الأفريقية بعضهم البعض في قضاياهم العادلة لمكافحة الإمبريالية ونيل الاستقلال الوطني.

وفي هذا السياق، صرح جوزيف إدوزين، رئيس المؤسسة الاقتصادية الحديث بجنوب أفريقيا، لوكالة الأنباء ((شينخوا)) مؤخرا بأن التعاون التاريخي بين الصين وأفريقيا ظل بشكل عام علاقة غير استغلالية وندية تعتمد على المصالح المتبادلة.

وأضاف إدوزين أنه "منذ الحرب العالمية الثانية وحتى نهاية الحرب الباردة، كان من الممكن أن توصف علاقات الصين مع أفريقيا بالشراكة في الكفاح من أجل التحرر. وجوهريا، كانت علاقات سياسية قائمة على المصالح المتبادلة للتخلص من الاستعمار والتحرر الوطني".

وثمة نموذج بارز على تعاون الجانبين يتمثل في أن بعض الدول الأفريقية اعتادت أن توفر للصين دعما هائلا في سعيها إلى استعادة وضعها القانون في الأمم المتحدة عام 1971. وأعرب الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ عن تقديره للمساعدة التي وفرها الأصدقاء الأفارقة قائلا "لقد حملنا أخوتنا الأفارقة إلى الأمم المتحدة".

وفضلا عن هذا، تحترم غالبية الحكومات الأفريقية المصالح الرئيسية للصين وتدعمها في قضايا تخص سيادتها وسلامة أراضيها.

وفي الوقت نفسه، اغتنمت الصين كل فرصة لدعم مصالح الأصدقاء الأفارقة وحمايتهم، واعترفت الشعوب الأفريقية بهذا.

وقال عثمان محمد، وهو محاضر بارز بجامعة أبوجا النيجيرية، لـ((شينخوا)) في مقابلة خاصة إن الصين أثبتت أنها داعم كبير لطموحات أفريقيا وصراعها من أجل تحديد المصير، كما أثبتت أنها أفضل صديق لأفريقيا في التاريخ.

وأضاف محمد قائلا "عندما نتحدث عن الصين، فنحن نتحدث عن صديق متعاطف، صديق يقف بجوارك ويعمل من أجلك في أوقات الحاجة"، موضحا أن صداقة الصين تتمتع بدليل تاريخي، إذ وقفت بجوار نلسون مانديلا وجميع الشعوب الأفريقية ضد التمييز العنصري في النصف الثاني من القرن الـ20.

وفضلا عن هذا، كرست الصين جهودها لمساعدة الدول الأفريقية على تقوية نفوذها على الساحة الدولية من خلال دعوة جنوب أفريقيا، أكبر اقتصاد في القارة السمراء، إلى الانضمام لآلية ((بريك)) التي كانت تضم البرازيل وروسيا والهند والصين في أواخر عام 2010، ومن ثم انضم مشهد أفريقي لساحة تشاور مهمة على الصعيد العالمي يعرف حاليا بمجموعة ((بريكس)).

كما اقترحت الصين منح صوت أكبر للدول الأفريقية في إصلاح المؤسسات الدولية ومن بينها مجلس الأمن الدولي، في مسعى لمعالجة التمثيل الضعيف للدول النامية.

علاقة قائمة على النفع المتبادل:

لا تعد الصداقة بين الصين والدول الأفريقية ثمرة قضاياهم السياسية المشتركة فحسب، ولكن أيضا نتيجة طبيعية للنفع المتبادل.

من ناحية، تعد الصين أكبر مصنع في العالم ومحرك رئيسي لنمو الاقتصاد العالمي، وتحتاج التنمية في الصين إلى موارد طبيعية ضخمة وأسواق أجنبية. ومن ناحية أخرى، تمتلك أفريقيا الموارد الطبيعية الوفيرة والأسواق الضخمة، لكنها تفتقر إلى رأس المال والتكنولوجيا.

ونتيجة لهذا، تعتبر الصين أفريقيا مصدرا موثوقا للموارد الطبيعية وسوقا يتمتع بإمكانات كبيرة، فيما تسعد أفريقيا لرؤية المنتجات الصينية تلبي حاجات شعوبها، وتحظى بدعم سخي من الصين في مجالي التكنولوجيا والاستثمار. ويتمتع الجانبان بمنافع ملموسة عن طريق هذا التعاون، ما يجعل العلاقة قائمة على النفع المتبادل.

وقال الدكتور سفين غريم ، مدير مركز الدراسات الصينية بجامعة ستيلنبوش في كيب تاون بجنوب افريقيا، لوكالة ((شينخوا)) في مقابلة حديثة، ان افريقيا تقدم فرصا اقتصادية وفوائد هائلة للصين من مثل هذا التعاون.

واضاف غريم ان " الصين تكسب من الوصول الى الاسواق النامية في افريقيا ووضع السلع فى الاماكن التي تشهد نموا الآن ، وقد تصبح هذه الاسواق زبائن لها على المدى الطويل. كما ان توريد المواد الخام -- سواء من خلال الاستثمارات المباشرة او بالاحري من خلال شراء السلع من السوق العالمي-- من شأنه ان يحافظ على النمو في الصين".

والمح غريم الى ان العلاقة بين الصين وافريقيا هى علاقة متبادلة النفع، قائلا " المواد الخام الافريقية تجد مستهلكين جدد. والمستهلكون الافارقة يجدون خيارات أكثر وسلع أرخص".

وشاطره الرأي تشينغ تاو، نائب رئيس معهد الشعب الصيني للشئون الخارجية، الذي قال ان افريقيا قارة غنية بالموارد الطبيعية واليد العاملة، في حين ان الصين تمتلك مزايا التمويل والتكنولوجيا.

واضاف ان " التعاون الثنائي سيثمر عن نتائج مفيدة للجانبين".

وتظهر الاحصاءات ان حجم التجارة بين الصين وافريقيا زاد من 10 مليار دولار امريكي في عام 2000 الى 166 مليار دولار في عام 2011. كما زادت الاستثمارات الصينية المباشرة فى افريقيا بشكل سريع بمجموع تراكمي تجاوز 15 مليار دولار ومشاريع ذات صلة تغطي 50 دولة فى القارة.

وبدلا من التبرع فقط لافريقيا بالدماء, كرست الصين أيضا جهودها لتعزيز قدرة القارة على ادرار الدم ذاتيا من خلال نقل التكنولوجيات المتقدمة وتعزيز المهارات في افريقيا.

ووفقا للكتاب الابيض بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وافريقيا، الذي نشر في ديسمبر 2010، " تولي الحكومة الصينية اهمية كبيرة لبناء قدرات التنمية في القارة وتطوير الموارد البشرية والتعاون مع الدول الافريقية وارسال الخبراء والمتطوعين الشباب الى القارة لمساعدة الدول الافريقية على تحسين قدرة الاشخاص المهرة".

وعلى سبيل المثال، تم افتتاح مركز التكنولوجيات الزراعية بتمويل كامل من الصين فى جمهورية الكونغو في سبتمبر عام 2012. وقد اشاد وزير الزراعة هناك ريغوبيرت مابوندو عاليا بالمركز، قائلا انه " حقق ثلاثة اشياء تشكل ركائز التنمية الزراعية : التدريب والتعميم والبحث العلمي".

-- تعاون فى مختلف المجالات

ولا يقتصر التعاون بين الصين وافريقيا على المجالين السياسي والاقتصادي فقط ، وانما يغطي سلسلة واسعة من المجالات مثل الثقافة والتعليم وتبادل الافراد.

وقال لو شاييه، المدير العام لقسم الشئون الافريقية بوزارة الخارجية الصينية، في مقابلة حديثة مع الصحافة الصينية، ان التعاون فى مجالات القوي الناعمة لا غني عنه لتطوير علاقات الصين مع افريقيا.

واضاف لو ان " جوهر تعزيز تنمية القوي الناعمة في افريقيا بتمثل في تعزيز التبادلات في القطاعات الانسانبية بين الصين وافريقيا، ما سيساعد على فهم الشعوب بشكل افضل ودعم التعاون المشترك".

وفى هذه السنوات، ازدهرت التبادلات الثقافية والشعبية مع التطور في العلاقات الصينية-الافريقية. واظهرت احصاءات صادرة عن وزار التجارة الصينية ان مليون شخص صيني سافروا الى افريقيا وما يقرب من 500 الف افريقي سافروا الى الصين في عام 2011.

وقال قوان جيان، السفير الصيني لدى جمهورية الكونغو، ان الصين والدولة الافريقية حققتا انجازات بارزة فى التعاون فى مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة والتعليم والرعاية الصحية والاعلام ، الامر الذى دفع بشكل كبير تنمية الدولة الافريقية وجلب المنافع للصين.

كما اشار قوان الى ان الكونغوليين وخاصة الشباب يقبلون بـ"نهم" على الثقافة الصينية. واضاف ان معهد كونفوشيوس فى جامعة ماريين نغوابي، والذى افتتح العام الماضي، " سيساعد على تسهيل اتصال هؤلاء بالثقافة الصينية".

في الوقت نفسه، اعطت الصين الثقة للدول الافريقية التي تكافح من اجل تحقيق التنمية. وتعد التجربة الصينية ثمينة جدا للقارة في هذا الصدد.

وقال محمد، وهو خبير نيجيري، ان القادة السياسيين والمشرعين الافارقة بحاجة الى تعزيز زياراتهم الي الصين في محاولة " لتقدير ما يمتلكونه من قواسم مشتركة مع الصين" ودراسة كيف اضحت الصين معتمدة اقتصاديا على ذاتها حتي انها اصبحت اكثر اللاعبين المهمين على الساحة العالمية منذ عقود.

واضاف " الفجوة بين الاقتصادات النامية والصناعية كبيرة جدا. لكن ما ان تجد نموذجا لنسخه، تكون امنا".

/مصدر: شينخوا/

تعليقات