صحيفة الشعب اليومية
يقوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بأول زيارة رسمية إلى الصين خلال الفترة من 25 إلى 26 ابريل الحالي، ويعد الرئيس أولاند أول رئيس غربي يزور الصين بعد تولي القيادة الجديدة مناصبها، مما يظهر بلا شك مدى أهمية هذه الزيارة في تعزيز استمرارية التنمية طويلة الأجل للعلاقات الصينيةـ الفرنسية.
العلاقات الصينية ـ الفرنسية كانت جيدة على المدى الطويل ومن بين العلاقات بين الصين والاتحاد الاوروبى الأكثر أهمية. وفرنسا كانت أول قوة غربية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية. كما أن فرنسا هي دولة غربية كبيرة تقليدية، وواحدة من الدول الأوروبية القليلة التي لديها طموحات القوى العظمى والرؤية العالمي، وتنتهج السياسة الخارجية الطويلة المدى وفريدة من نوعها في العالم الغربي. ومنذ أن اخذ الرئيس الفرنسي السابق شارل ديغول القرار التاريخي بالاعتراف بجمهورية الصين الجديدة عام 1964 بالرغم من معارضة الولايات المتحدة، حافظت العلاقات الصينية ـ الفرنسية على تبادلات واتصالات الودية، وبات لها معنى استراتيجي. كما تطورت العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى أرقى المستويات، بسبب تفاهم واحترام فرنسا للقضايا الحساسة التي تنطوي على المصالح الجوهرية للصين مثل تايوان والتبت. وفي ظل تعدد القطبية والعولمة الاقتصادي الحالية، فإن الصين وفرنسا تتفقان نسبيا بشأن القضايا السياسية والاقتصادية من اجل بناء نظام اقتصادي وسياسي دولي أكثر عدلا وإنصافا. وتعتبر فرنسا الدولة الأوروبية الأولى التي أنشأت شراكة إستراتيجية شاملة مع الصين، والدولة الأولى أيضا التي قررت تطوير الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع الصين، مما جعل العلاقات الصينية ـ الفرنسية من العلاقات الثنائية المتميزة.
تواجه العلاقات الصينية ـ الفرنسية فرص وتحديات مشتركة في ظل الوضع الدولي المعقد والشكوك التي لا تزال تواجه تطوير الاقتصاد العالمي في الوقت الحاضر. وقد أصبح التعاون بين البلدين أكثر ضرورة واستعجال مما كان عليه في الماضي من اجل تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والتكنولوجيا والدبلوماسية ومجالات أخرى تعود بالمصالح لكلا الجانبين. ويفضي تعزيز التعاون الودي بين البلدين إلى مساعدة فرنسا على توسيع الأسواق في الصين للمنتجات والخدمات الكهرونووية والجوية والفضائية، والحصول على فرصة المنافسة أسبق من ألمانيا والولايات المتحدة واليابان وغيرها من الدول الأخرى في السوق الصينية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التنمية الاقتصادية السريعة للصين وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين خلال السنوات الأخيرة، ساعد على نمو السلع الفرنسية الفاخرة في السوق الصينية وأصبحت صناعة السياحة ذات أهمية كبيرة في الصين. وفرنسا تعترف على نحو متزايد بالاستفادة من فرص التنمية في الصين لتعزيز التنمية الاقتصادية. ومن ناحية أخرى، فإن فرنسا بحاجة إلى دعم وتعاون القوى الأخرى بما في ذلك الصين أهدافها الدبلوماسية والدفاع عن مكانتها كقوة عظمى في العالم في ظل أزمة الديون الشديدة وانخفاض نفوذها والوضع الدولي الراهن. كما أن غياب قوى مساندة لفرنسا يجعل من الصعب عليها أن تحقق طموحاتها الخارجية،و إيجاد حل لسلسلة من القضايا الدولية مثل التنمية الإفريقية ، القضية النووية الإيرانية والمفاوضات الدولية بشأن المناخ، وإصلاح النظام المالي
ولهذا السبب بالتحديد فإن الصين وفرنسا تعطيان أهمية خاصة لزيارة هولاند إلى الصين، والمتوقع أن يوقع البلدان على سلسلة من الوثائق المتعلقة بالتعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والثقافية، والتنمية المستدامة ، وغيرها من المجالات الأخرى، لتعميق تعاونهما في مختلف المجالات والمحافظة على النفع المتبادل والتنمية المتكافئة،والتبادلات في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ولذلك، فإن الزيارة ستعزز الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين، وتضخ حيوية جديدة في استمرار تنمية العلاقات الصينية ـ الفرنسية.
وبالطبع، فغني عن القول أن هناك بعض الاختلافات ووجهات نظر مختلفة بين الصين وفرنسا، بما في ذلك النزاعات التجارية، وقضايا حقوق الإنسان.وإن مثل هذا الاختلاف أمر طبيعي، ولكن من المهم أن يتمكن كلا الجانبين العمل على قدم المساواة، والاتصالات المفتوحة،ومعالجة واقعية،وعدم عمل ما يضر بالمصالح الجوهرية لكل منهما للآخر. ويخبرنا مسار تطور العلاقات الصينية ـ الفرنسية بأنه طالما أن الجانبين يتعاملان مع العلاقات الثنائية من منطلق أفق إستراتيجي ومنظور طويل الأجل،واحترام ورعاية المصالح الجوهرية لكل منهما الآخر، سوف تكون تنمية العلاقات بين البلدين مستقرة وسريعة،ولكن بمجرد الانحراف عن هذا المبدأ، سوف تشهد العلاقة بين البلدين تحولات وانعطافات والانحراف عن مسارها الطبيعي. والصين وفرنسا يتطلعان إلى رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى.
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn