مقالة: الصين والهند تسعيان الى خلق محرك اقتصادى جديد

بكين22 مايو 2013 / تسعى الصين والهند اللتان يتجاوز عدد السكان في كل منهما مليار نسمة وتعدان من القوى الصاعدة فى العالم, الى توحيد الجهود لخلق محرك جديد للاقتصاد العالمى.

وقال رئيس مجلس الدولة الصينى لى كه تشيانغ خلال زيارته للهند, المحطة الأولى لجولته الخارجية الأولى بعد توليه المنصب فى شهر مارس الماضى, ان الصين والهند سوف تنظران الى العلاقات الثنائية من أفق استراتيجى, وتعملان بصورة مشتركة على تغذية نقاط مضيئة جديدة فى التعاون بين الدول الآسيوية, وانشاء محرك جديد للنمو الاقتصادى العالمى.

ويتوقع محللون أن يساعد التعاون بين الكتلتين الاقتصاديتين الناشئتين, لاسيما فى التجارة والاستثمار, على رسم صورة أكثر اشراقا في ظل تعثر الاقتصاد العالمى نتيجة للركود الطويل فى دول الاتحاد الأوروبى والانتعاش الفاتر فى الولايات المتحدة.

وقال تشانغ يان شنغ, الخبير فى التجارة الخارجية من لجنة الدولة للتنمية والاصلاح , ان اقتصادي البلدين يكملان بعضها البعض على نطاق واسع، اذ أن الصين قوية فى التصنيع والهند جيدة فى الاستعانة بالمصادر الخارجية, وذلك يشير الى وجود مجال لاجراء المزيد من التعاون.

وفى عام 2012, بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 66.5 مليار دولار أمريكى. وتعتبر الصين الآن ثانى أكبر شريك تجاري للهند, بينما تعد الهند أكبر شريك تجاري للصين فى جنوب آسيا.

وتهدف الدولتان الى رفع حجم التجارة الثنائية بينهما الى 100 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2015.

وفي الوقت الذي جلبت فيه التجارة المتنامية فوائد ملموسة لكلا البلدين وسط تباطؤ الأسواق الأخرى , قد يشعر بعض الهنود بالقلق من ميل التجارة بحدة لصالح الصين, وهى مسألة ذات حساسية للهند التي تشهد تضخم الفجوة فى حسابها الجارى.

وأكد رئيس مجلس الدولة الصينى لى كه تشيانغ فى الهند على أنه ليست لدى الصين النية أبدا فى السعى وراء تحقيق فائض تجارى, وأنه مجرد تحقيق توازن تجارى ديناميكى يعتبر علاقة تجارية مستدامة.

وارجعت ليو شياو شويه, الخبيرة فى التجارة بين الصين والهند من معهد آسيا-الباسيفيك التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية , ارجعت سبب عدم التوازن القائم رئيسيا الى ان خطوط الانتاج أقل تطورا فى الهند.

يذكر أن صادرات الهند الى الصين تتمثل فى القطن والمعادن بصورة رئيسية, بينما تقدم الصين السلع التصنيعية مثل المعدات الصناعية .

وخلال جولة لى فى الهند, اتفق الجانبان على اتخاذ اجراءات لمعالجة قضية اختلال التوازن التجارى, بما فى ذلك التعاون فى الرقابة الدوائية وتقوية الصلات بين الشركات الصينية وصناعة تكنولوجيا المعلومات فى الهند واكمال المفاوضات بشأن المنتجات الزراعية.

وقالت ليو انه طالما تحافظ التجارة على تدفقها, يمكن لجانبان حل اختلال التوازن في هذا الصدد تدريجيا.

توافقت آراء كل من ليو وتشانغ فى أن ضعف الهند فى التصنيع والبنية التحتية يقيد بشكل رئيسى تطورها وأن الصين تستطيع لعب دور بناء بصورة اكبر فى هذين المجالين.

وقالت ليو ان الهند التى تستهدف تحسين قطاع تصنيعها وتوفير المزيد من فرص العمل, تستطيع أن تكون بمثابة قاعدة تحويل مثالية للأعمال التجارية الصينية في ظل ارتفاع تكاليف الموارد والأيدى العاملة فى الصين.

وفى بيان مشترك صدر يوم الاثنين, قال الجانب الهندى انه يرحب بالشركات الصينية للاستثمار فى الهند والمشاركة فى تطوير البنية التحتية فى بلاده.

وقالت ليو ان امكانية التعاون بين البلدين ضخمة , شريطة أن يعزز الجانبان بيئة سليمة من أجل تحقيق التنمية المشتركة.

ومن جانبه, قال تشانغ انه كاثنين من الاقتصادات النامية الرئيسية فى العالم, يتمثل الأمر الأكثر أهمية للبلدين في الحفاظ الدائم على مسار يساعد على النمو لدفع المصالح المشتركة للمناطق الأقل نموا.

وأضاف أنه لا يمكن للبلدين أن يصبحا حقا محركا جديدا للاقتصاد العالمى دون ذلك الطريق.

/مصدر: شينخوا/