تعليق: جولة شي تفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الصينية-الأمريكية اللاتينية

بكين 5 يونيو 2013 / فتحت جولة الرئيس الصيني شي جين بينغ الحالية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي فصلا جديدا في العلاقات الثنائية سريعة النمو بين الصين والمنطقة.

كما أثبتت الجولة أن الجانبين يعدان بمثابة فرصة لكل منهما الأخر في التعاون الثنائي الشامل بينهما على الأمد الطويل.

ويشهد التطور في العلاقات الثنائية في العقد المنقضي على سعي الصين وشركائها اللاتينيين لتحقيق التعاون متكافئ الكسب.

وتعد الصين الآن ثاني أكبر شريك تجاري لأمريكا اللاتينية ومصدر رئيسي للاستثمار في المنطقة. كما تعد الشريك التجاري الأكبر للبرازيل وتشيلي. وقد وقعت اتفاقيات تجارة مع تشيلي وبيرو وكذا كوستاريكا على الترتيب.

وحتى في خضم الركود الاقتصادي العالمي وأزمة الدين الأوربية، وصل حجم التجارة الثنائية بين الصين والمنطقة إلى 261.2 مليار دولار أمريكي في عام 2012، بزيادة 8.1 بالمئة على أساس سنوي. ومن المتوقع أن تصل إلى 400 مليون دولار أمريكي في 2017.

لا ينكر أحد أن طلب الصين على السلع أنعش محرك النمو في أمريكا اللاتينية الغنية بالموارد في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، لا تعتبر أمريكا اللاتينية مجرد مصدر للمواد الخام بالنسبة للصين، ولا الصين تعتبر بمثابة منجم ثراء لمرة واحدة بالنسبة لأمريكا اللاتينية .

إن تعزيز التعاون عبر هذه المسافات الجغرافية ليس بريكولاجا أو ديكورا . فالهياكل التجارية للصين ودول أمريكا اللاتينية متكاملة إلى حد كبير. وتوفر مجموعة واسعة من فرص التعاون التي توسعت إلى ما وراء الطاقة لتشمل من بين أمور أخرى المالية والزراعة والبنية التحتية والعلوم والتكنولوجيا والفضاء الجوي والسياحة.

وقد أدى التبادل الاقتصادي بين الصين وأمريكا اللاتينية إلى تحقيق التوازن بين التجارة والاستثمار ، متطورا من وضع هيمنت عليه التجارة في البداية.

ووصلت الاستثمارات الصينية في أمريكا اللاتينية إلى حوالي 65 مليار دولار وخلقت وظائف تشتد إليها الحاجة في المنطقة. وباتت مشاريع البنية التحتية الممولة من قبل البنوك الصينية والتي بناها مقاولون صينيون أمثلة جيدة على أن الصين وأمريكا اللاتينية تسيران على مسار التعاون الشامل على المدى الطويل.

في الوقت نفسه، تواجه الصين وأمريكا اللاتينية تحديات مشتركة أيضا أثناء تنميتهما.

وتوجد الهجرة بين الريف والحضر والتنمية المستدامة وحماية البيئة واتساع فجوة الثروة على جدول أعمال الجانبين.

وتمر الصين ومعظم بلدان أمريكا اللاتينية ، وفقا لمؤشر التنافسية العالمية في 2012و2013، بمرحلة تنمية مدفوعة بالكفاءة أو مرحلة انتقال من "مدفوعة بالكفاءة إلى مدفوعة بالابتكار".

ويمكن للصين وأمريكا اللاتينية التعلم ومساعدة بعضهما البعض على المدى الطويل، والقيام بجهود مشتركة للحفاظ على الاندماج في سلسلة القيمة للإنتاج العالمي.

ومن اللافت للنظر أن التبادلات رفيعة المستوى بين الصين وأمريكا اللاتينية كانت منتظمة منذ فترة انتقال القيادة الصينية. وتشكل العلاقات بين الجانبين جزء مكملا للتوازن الدبلوماسي الشامل للحكومة الصينية.

كما أن الصين وأمريكا اللاتينية غير بعيدتين عن تعاون الجنوب-الجنوب. وقد تبادل الجانبان وجهات النظر ودعما بعضهما البعض في قضايا متنوعة من خلال منصات من الطراز العالمي مثل قمم آبيك وبريكس ومجموعة العشرين ولجنة خبراء أمريكا اللاتينية التي شكلت حديثا في منتدى بواو لآسيا.

وقد اشار الرئيس شي وزعماء صينيون آخرون مؤخرا إلى أن الصين مستعدة لتعزيز إقامة منتدى التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية باعتباره منصة أفضل لتعميق شراكة التعاون الشاملة بين الصين والمنطقة.

ويعد شي أول رئيس صيني يزرو ترينيداد وتوباغو ودول الكاريبي الناطقة باللغة الانجليزية وثاني رئيس صيني يزور كوستاريكا. وخلال زيارتيه، التقى شي أيضا مع قادة عدد من الدول الأخرى في المنطقة بما في ذلك أنتيغوا وباربودا وجزر البهاما ودومنيكا وغرينادا وجويانا وسورينام وجامايكا.

ومن المؤكد أن زيارات الرئيس الصين سوف تضيف زخما جديدا وتفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية .

وفي ضوء المواقع الهامة لترينيداد وتوباغو وكوستاريكا والمكسيك في منطقة الكاريبي وأمريكا الوسطي وأمريكا اللاتينية، فمن المتوقع بكل تأكيد أن ترسي الزيارات نموذجا لتنمية العلاقات الثنائية بين الصين والبلدان الأخرى في المنطقة.

/مصدر: شينخوا/