تعليق: زيارة رئيس الوزراء الباكستاني للصين تعزز التعاون في القطاعات الاقتصادية

بكين 3 يوليو 2013 / يصل رئيس الوزراء الباكستاني الجديد نواز شريف إلى بكين اليوم (الأربعاء) بعد شهر واحد فقط من زيارة نظيره الصيني لي كه تشيانغ إلى البلد الواقع جنوبي آسيا.

ومن المقرر أن يجتمع نواز، الذي تولى رئاسة الوزراء في باكستان لثلاث ولايات، مع كبار القادة الصينيين خلال زيارته التي تستمر 6 أيام. ويبرهن توقيت الزيارة وترتيباتها مجددا على المستوى الرفيع من الثقة المتبادلة والصداقة الخاصة بين الجارتين.

ومع ذلك، لا ينبغي الإخفاق في ملاحظة النهج الجديد "للشراكة الإستراتيجية الشاملة" بين الصين وباكستان.

وتتصدر أجندة زيارة شريف للصين على الأرجح محادثات حول ممر اقتصادي يربط بين مدينة كاشغار الواقعة بمنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور وميناء غوادار الواقع بجنوب غرب باكستان.

ويوضح المشروع ، الذي من المأمول أن يصبح علامة بارزة أخرى في العلاقات الثنائية بين البلدين، أن كلا من البلدين يحول تركيزه على التعاون العملي والاقتصادي.

ومن شأن الزيارتين البارزتين الأخيرتين ضخ زخم جديد في التوجه الخاص بتوسيع أطر التعاون الثنائي في القطاعات الاقتصادية، إلى جانب المجالين السياسي والعسكري.

ويعد قيام كل من بكين وإسلام آباد بأعمال جريئة لتسريع ترجمة الشراكة السياسية إلى نتائج تتمثل في التعاون الاقتصادي الواقعي في الوقت الراهن خطوة حكيمة تصب في المصالح الرئيسية للبلدين اللذين يمران بمرحلة حيوية من التنمية ويتمتعان بتكامل اقتصادي شديد.

وبالنسبة لباكستان، البلد الذي لا يزال يواجه مهمات صعبة فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لا توفر الصين مساعدة فحسب بل تسهم أيضا في تحسين "قدرة صنع الدماء الجديدة" والتي تعد ضرورية لإنعاش الاقتصاد وضمان التنمية المستدامة والسليمة.

وبالنسبة للصين، فالتعاون الاقتصادي مع باكستان، وبخاصة في مشروع الممر الاقتصادي، يربط إستراتيجية الصين الخاصة بالتنمية في المنطقة الغربية مع التنمية الداخلية للبلد الواقع جنوبي آسيا من بين آخرين.

لا يزال هناك من يشتبه في أن الصين وباكستان تشكلان تحالفا لاحتواء نفوذ بلد ثالث. وهؤلاء يتمسكون بعقلية الحرب الباردة، ويتجاهلون حقيقة مفادها أن الصين لم تسع مطلقا لتطوير علاقات مع بلد آخر على حساب علاقاتها مع آخرين.

إن الشراكة الصينية - الباكستانية تقدم في الواقع مساهمة للتنمية الإقليمية. وتقوم الصين بدورها في حماية الاستقرار الإقليمي عبر مساعدة باكستان، التي تعد في واجهة الحرب ضد الإرهاب، على بناء قدرة مكافحة الإرهاب.

كما يسهم البلدان كثيرا في الرخاء الإقليمي، إذ تعمل باكستان كجسر بين الصين ودول في جنوب ووسط وغرب آسيا، فيما يطور أكبر اقتصاد في آسيا العلاقات والتعاون مع هذه الدول.

/مصدر: شينخوا/