مقابلة: خبير كيني يرى أن العلاقات الصينية - الافريقية في نمو

نيروبي 16 أغسطس 2013 /قال خبير في السياسات الافريقية إن العلاقات بين الصين وافريقيا ستستمر بالتوسع، معتمدة في ذلك على التفاهم الشعبى والاتصالات الدائمة بين الحكومات.

وصرح المدير التنفيذي لمعهد الديمقراطية والقيادة في افريقيا دنيس كودهي خلال مقابلة حديثة اجرتها معه وكالة انباء (شينخوا) ان افريقيا لديها الكثير لتتعلمه من خبرة الصين وخصوصا في سبل تعزيز التنمية الاقتصادية والابداع وتنمية البنية الاساسية والاستقرار السياسي. وقال في نيروبي يوم الثلاثاء "العلاقات الصينية - الافريقية ثنائية الاتجاه ولذلك فهي فرصة لان يستفيد الشريكان بعضهما من بعض". واضاف كودهي ان هناك حاجة لمعالجة مشكلة اختلال التوازن التجاري بين الصين وافريقيا بسرعة عبر خلق التفاهم بين رجال الاعمال الافريقيين حول فرص سوق التصدير المتاحة في الصين. وتابع الخبير "تؤمن كافة الدول المتقدمة من الدرجة المتوسطة مثل الصين بالجودة ،ولذلك يتعين على افريقيا أن تزدهر لضمان تقديم منتجات ذات جودة عالية للصين". وقال انه ينبغي على القادة الافريقيين ضمان وجود اجندة واضحة اثناء التعامل مع الصين، من اجل الحصول على المنفعة القصوى من العلاقات كما تقوم بذلك الصين. واضاف "ولا تتقيد هذه الاجندة الواضحة بالصين ولكن بكيفية تعامل افريقيا مع الشركاء الاخرين في اوروبا والامريكتين واسيا والشرق الاوسط ايضا". واعتبر الخبير ان هناك العديد من المنافع المتاحة التي ينبغي على الدول الافريقية الاستفادة منها في علاقتها مع الصين. وقال "كما ذكرت فإن في الصين الكثير من الفرص المتاحة لافريقيا. انها سوق جديدة ذات مصلحة قصوى في التعاون ولذلك فالامر يعود للافارقة لاغتنام تلك الفرص". وتابع كودهي انه "لا ينبغي النظر للصين على انها كبش فداء او بديل للقادة الافارقة الذين مازالوا يعيشون في الماضي بدون احترام حقوق الانسان ويمارسون ادارة سيئة للبلاد بدون احترام للديمقراطية هربا من الضغوط المفروضة من الدول الغربية".

واشار الى انه على افريقيا التعامل مع الصين باحترام لان بكين اقامت مكانة لنفسها عندما اصبحت قوة عالمية.

وتابع قائلا "للصين نظامها الديمقراطي الخاص وترعى الحكم الجيد ولذلك لا ينبغي على المستبدين الافارقة النظر اليها كبديل اضعف". وعن الزيارة التي يجريها الرئيس الكيني اوهورو كينياتا الى الصين في وقت لاحق من هذا الاسبوع، قال انه ينبغي ان يقنع رجال الاعمال الصينيين بالاستثمار في كينيا عبر اقامة مشروعات مشتركة في الصناعات لتسهيل تشغيل الشباب على وجه الخصوص. وقال ان "تعداد الصين السكاني كبير ويتجاوز المليار نسمة. وينبغي على الرئيس كينياتا دراسة كيفية اغتنام هذه السوق في الاعمال السياحية في كينيا. كما يتعين عليه ان يبحث مع الحكومة الصينية سبل تحسين العلاقات وخلق تفاهم افضل بين الشعبين الصيني والكيني". واضاف ان "الصين الان رائد عالمى في تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وينبغي على كينياتا اغتنام ذلك لكى يعرف كيف يستفيد الكينيون بشكل اكبر وليس مجرد شراء حواسب محمولة لاطفال المدارس في العام المقبل. وعلى كينياتا بصفته قائدا افريقيا ان يناقش مع السلطات الصينية كيفية تغيير الصورة السلبية عن الصين في افريقيا". وتابع بالقول ان الحكومات الافريقية عليها واجب توجيه الصينيين إلى كيفية الاستثمار في افريقيا، وتفهم الثقافة الافريقية وتعميق العلاقات الشخصية بين الصينيين والافارقة ومنها تشجيع الزواج بينهم. كما ينبغي على القادة الافارقة مساعدة شعوبهم في تحديد الفرص وبخاصة تلك التي يمكن ان تنتفع بها الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والمتوجهة نحو التصدير للصين. وقال انه ينبغي عليهم وضع آليات لمساعدة تلك الشركات على تحسين جودة منتجاتهم وتعبئتها. واقترح انه "على الافارقة والصينيين الالتحام ببعضهم كأخوة وشركاء أعمال لتجاوز الفجوة. ولا يجب ان يكون هناك موقف "هم ونحن" في التعاون الصيني - الافريقي".

وقال كودهي " للإعلام دور هام في تحسين التعاون الصيني - الافريقي. ويجب أن تكون وسائل الاعلام الصينية والافريقية قادرة على تقديم المعلومات الضرورية لخلق فرص الأعمال واعلام الناس وتثقيفهم بشأن الاختلافات الثقافية وقواعد الأعمال والعلاقات الصناعية". واضاف "يوجد بالفعل للصين خمس وسائل إعلامية في افريقيا. ويجب استخدامهم لاتاحة المعلومات وخلق تفاهم افضل مع وسائل الاعلام الافريقية الاخرى". واختتم بقوله "على الصينيين تشغيل الصحفيين الافارقة للعمل فى مؤسساتهم الاعلامية حتى يصبحوا قادرين كمواطنين محليين على التعبير عن القضايا الافريقية بفاعلية وكفاءة".

/مصدر: شينخوا/