تعليق: الصين تعزز التعاون في شرق آسيا بنشاط

بكين 10 أكتوبر 2013 / سلطت الأضواء مرة أخرى على منطقة آسيا-الباسيفيك أمس عندما بدأ رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ جولته إلى جنوب شرق آسيا، في أعقاب اختتام زيارة الرئيس شي جين بينغ إلى المنطقة.

أصبح التعاون الديناميكي في شرق آسيا أكثر أهمية من ذي قبل بالنسبة لجميع الشعوب حول العالم، في ظل خفض صندوق النقد الدولي توقعاته بالنسبة للنمو في الدول النامية.

وتدعم الصين دائما الدور الرائد لرابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) في التعاون الإقليمي. وفى الوقت نفسه ،فإن الصين لها دور لا شك أنه رائد في التعاون بين شرق آسيا والاسيان باعتبارها مركزا جيوسياسيا بسبب الحاجة المتبادلة للأمن والتنمية وقوتها الاقتصادية.

وعلى الجبهة الاقتصادية، فإن الصين وبعض أعضاء الاسيان لا يتنافسون فيما بينهم فقط ولكن يتكاملون فيما بينهم أيضا .

وبالعمل معا في مجالات واسعة تتراوح من التجارة والشئون المالية والبنية التحتية إلى الثقافة والعلوم والتكنولوجيا، فإن الصين والآسيان وكذلك دول شرق آسيا، قد حققوا باستمرار تقدما في تعاونهم.

وبسبب مواجهة التعافي المتباطيء للاقتصاد العالمي والتأثير المتواصل لتخفيض الدول المتقدمة إجراءات التيسير النقدي تدريجيا وارتفاع الحمائية التجارية ،أخذ التعاون في شرق آسيا يتعرض لضغوط كبيرة كما خفض صندوق النقد الدولي توقعات النمو بالنسبة للصين وبعض أعضاء الآسيان.

بيد أنه يمكن للصين ودول شرق آسيا أن تتعلم من دروس التاريخ وتحول الضغوط إلى قوة دفع.

وكما قال لى فى معرض الصين - الآسيان العاشر فى مدينة نانينغ فى الشهر الماضى ،فإن الجانبين لم يبنيا فقط "عقدا ذهبيا" فى السنوات العشر الماضية ولكن لديهما القدرة على إقامة "عقد ماسى" في المستقبل.

ويمكن فقط من خلال تحركات برجماتية ونتائج جوهرية أن تكون علاقات الصين مع الآسيان وشرق آسيا ناضجة وأن يتسارع التعاون بينهما .

كما تسهم القوة الاقتصادية للصين في دورها الرائد في التعاون بشرق آسيا. وقال بيتير دريسدال، رئيس منتدى شرق آسيا باستراليا، إن جميع الدول تقريبا في المنطقة تتطلع إلى ان تصبح شريكا تجاريا كبيرا رئيسيا للصين .

وبفضل الحجم التجاري المنطلق بسرعة بين الصين والاسيان على مدار العقد الماضي، ليس من الصعب بالنسبة للجانبين أن يوسعا تجارتهما إلى تريليون دولار امريكي بحلول 2020.

وقادت الصين التعاون في اكثر المناطق ديناميكية في المرحلة الجديدة، سعيا لتحقيق السلام والتنمية والتعاون.

وقد اظهرت خطابات القادة الصينيين خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا - الباسيفيك وسلسلة اجتماعات شرق اسيا ان الصين مستعدة لبناء ثقة سياسية متبادلة مع الدول الاخرى في المنطقة من اجل تعزيز تعاونهم الاقتصادي.

وهم يرون أن التعاون بشرق آسيا لا يرتبط فقط بإقامة مجتمع له مصير مشترك في المنطقة، ولكن يرتبط ايضا بالاستقرار والازدهار فى العالم اجمع.

وقد طرحت الصين على مدار العقدين الماضيين سلسلة من الافكار الجديدة في تعزيز التعاون الاقليمي.

ومن المتوقع أن تقدم الصين خلال اجتماعات قادة شرق اسيا في بروناي نموذجا جديدا للتعاون في المنطقة بما في ذلك منظومة للتجارة الحرة فى ظل شراكة اقتصادية شاملة، ونظام استقرار للعملة الاسيوية ومنظومة تعاون فى الاستثمار والتمويل ومنظومة تصنيف ائتمانى آسيوية ترتكز على سوق السندات الاسيوية.

ولايهتم النموذج الجديد بالنتائج الجوهرية الفورية فحسب ، بل يولي ايضا اهمية كبيرة للمنافع المستقبلية.

ويقدم التعاون في شرق اسيا، في ظل استبصار عميق وخطة اجراءات ملموسة ، فرصة غير مسبوقة للمنطقة ويظهر افاقا واضحة للتحول من العقد الذهبي إلى العقد الماسي.

/مصدر: شينخوا/