تعليق: تعميق الثقة المتبادلة أفضل طريق لتعزيز التعاون بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي

اقترح الرئيس شي جين بينغ خلال زيارته إلى أربعة بلدان آسيا الوسطى في سبتمبر عام 2013، بناء "حزام اقتصادي على طريق الحرير" . و دعا خلال زيارته إلى إندونيسيا لحضر اجتماع القادة الـ21 لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا - المحيط الهادئ في أكتوبر عام 2013 إلى بناء " طريق الحريري البحري للقرن الـ21". كما أن التطور السريع الذي شهدته العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الأخيرة، جعل هذه المناطق رئيسية في إستراتيجية "حزام اقتصادي على طريق الحرير" و" طريق الحريري البحري للقرن الـ21" الصينية. وقال الرئيس الصيني شى جين بينغ خلال الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين الصين ومجلس التعاون الخليجي ببكين يوم 17 يناير 2014، أن الصين تأمل من الجانبين الإسراع في التوقيع المبكر على الاتفاق.

التكامل التجاري القوي بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي

الهيكل الاقتصادي بين الصين و دول مجلس التعاون الخليجي مختلف والتكامل التجاري قوي. و يعتبرالنفط والمنتجات الكيماوية، وكذلك مواد النحاس والألومنيوم والصلب والمعادن الأخرى أهم الواردات الصينية من دول مجلس التعاون الخليجي.وفي المقابل، تصدرالصين لدول مجلس التعاون الخليجي منتجات الصناعة الخفيفة، الغزل، النسيج والملابس والمواد الغذائية تشمل أساسا المعادن، بالإضافة إلى المعادن والآلات والمعدات. أما الاستثمارات العربية في الصين فقد تركزت على الصناعات الخفيفة ومواد البناء والعقارات وغيرها من الصناعات.

منذ بداية عام 2011، تشهد بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اضطرابات، ومع ذلك لم يتراجع حجم التبادل التجاري بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، وإنما شهد التبادل التجاري بين الجانبين نموا قويا وتوسيع الاستثمارات المتبادلة،و التعاون في مجالات البنية التحتية مثل التنمية المستدامة. و في عام 2012،بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي ست 155 مليار دولار أمريكي، الرقم الذي يستحوذ على ما يقرب 70% من كامل حجم التجارة الصيني مع الدول العربية.

الثقة المتبادلة أفضل طريق لتعزيز التعاون

حققت العلاقات الصينية ودول مجلس التعاون الخليجي نتائج مثمرة في السنوات الأخيرة. ويتعين على الجانبين التحرك وبذل الجهود اللازمة لاستئناف المفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة والتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن. وعلى وجه التحديد يتعين على الصين القيام بما يلي:ـ

تعميق درجة الاعتماد المتبادل في المجال التجاري والاقتصادي

تزداد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي حميمية يوما بعد يوم، كما أن التجارة بين الجانبين مكملة للغاية. وإن دول مجلس التعاون الخليجي ليست غنية فقط بموارد النفط والغاز، ولكن تمتلك أيضا الكثير من عائدات النفط، ومندفعة في بناء البنية التحتية مما يجعل هناك مساحة كبيرة للتعاون بينها وبين الصين. ويتعين على الصين ودول مجلس التعاون الخليجي التركيز على بناء علاقة اقتصادية وتجارية مترابطة، وتوسيع سوق دول مجلس التعاون الخليجي بنشاط، وتطوير تجارة الخدمات بقوة في دول مجلس التعاون الخليجي، وتطبيق سياسات لجذب دول مجلس التعاون الخليجي للاستثمار في صناعة البتروكيماويات في الصين، والعمل بمبدأ أين أنت أكون أنا، و بنمطك الخاص.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/