غزة 20 نوفمبر 2012 / مع استمرار القصف الإسرائيلي لأهداف نشطاء فلسطينيين في قطاع غزة لليوم السابع على التوالي عمد مقاتلو الفصائل الفلسطينية المختلفة الي اتخاذ تكتيكات جديدة لصد الهجمات الاسرائيلية على غزة وان لا يكونوا هدفا سائغا للغارات الجوية الاسرائيلية .
ويقوم التكتيك بحسب مقاتلون على تشكيل مجموعات صغيرة سهلة الحركة تتمركز على تخوم المناطق غير المفتوحة والتي يصعب على الطائرات الإسرائيلية الوصول اليها بسهولة وان لا يكونوا هدفا سائغا كما كانت عليه الحرب السابقة المعروفة باسم (الرصاص المصبوب).
وتمنطقت مجموعة من العناصر بذخيرة كاملة وشددوا على خصورهم "جعبة" تحتوي على وسائل قتالية وأجهزة اتصال مختلفة، وتمركزوا في أماكن بعيدة عن انظار الطائرات الإسرائيلية من اجل عدم التعرض للنيران.
وقال مقاتل من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عرف نفسه باسم محمد، ان "إطلاق الصواريخ وأنت مهدد أصبح شيء من الماضي(..)".
وبرز من خلال المواجهات الحالية امتلاك المقاتلين الفلسطينيين أسلحة حصلوا عليها خلال السنوات الثلاث الماضية مثل (صواريخ فجر 5 ) بعيدة المدى والصواريخ المضادة للدروع والطائرات وصواريخ مطورة محليا مثل صاروخ ام 75وغراد وكورنيت.
وكان المقاتلون الفلسطينيون يطلقون الصواريخ المحلية من منصات مصنوعة من الفولاذ من فوق سطح الأرض وكثير منهم كان يتعرض للتصفية الجسدية من قبل طائرات المراقبة الإسرائيلية خلال لحظات الإطلاق أو أثناء هروبه من المكان.
وقتل العشرات منهم إبان عملية الرصاص المصبوب" التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في 2008-2009.
وخلال تلك العملية قتل الجيش الإسرائيلي 1400 فلسطيني ودمر الكثير من القدرات الصاروخية لدى حماس والفصائل الفلسطينية. وقتل ثلاثة عشر إسرائيليين أيضاً آنذاك.
ويعتقد مراقبون فلسطينيون ان ما تمتلكه الفصائل المسلحة من عتاد عزز الروح القتالية لعناصرها المسلحة في مواجهة اسرائيل.
وعلى الرغم من استخدام إسرائيل القوة المفرطة لوقف اطلاق الصواريخ إلا ان الصواريخ ما زالت تطلق باتجاه البلدات الجنوبية لإسرائيل دون كلل.
وقال محللون فلسطينيون أنهم لم يفاجئوا من وابل الصواريخ الفلسطينية كرد على تصفية الجعبري فهذه طبيعة دوامة الصراع التي تجلبها التصفيات لكن هذه المرة كان الرد مختلف باستهداف مدن اسرائيلية مثل تل ابيب والقدس.
وما تمتلكه حركة (حماس) من قذائف صاروخيه جرى تهريبها لغزة او تطويرها محليا، لا يقارن بما تمتلكه اسرائيل من ترسانة عسكرية معروفة في الشرق الاوسط.
لكن أسلوب آخر ظهر جليا لدى المقاتلين الفلسطينيين من بينها اطلاق الصواريخ من منصات نفق في باطن الأرض وراجمات تعمل إلكترونياً من وسط الحقول الكثيفة في غزة.
واستلهمت الحركة السنية هذا التكتيك من حزب الله الشيعي اللبناني الذي دخل في مواجهات عسكرية مع الجيش الإسرائيلي كان أخرها حرب تموز الشهيرة في عام 2006.
واستخدمت حماس خلال المواجهه الحالية صاروخ "فجر 5"، وهو أصلا استنساخ إيراني لصاروخ يحمل اسم (WS1)علما أنه صاروخ أرض أرض يصل مداه إلى 75 كيلومتراً، وتتهم اسرائيل الفصائل الفلسطينية بتهريب كميات منه من الخارج.
ويعتقد خبراء امنيون ان حماس وفصائل فلسطينية حصلت على مزيد من الصواريخ والأسلحة المتطورة من مخازن نظام العقيد الراحل معمر القذافي في ليبيا مطلع هذا العام.
واستخدم الفلسطينيون في قطاع غزة أول صاروخ في صراعهم مع إسرائيل عام 2001، بيد ان تلك الصواريخ كان مداها محدود وقدراتها التدميرية ضئيلة.
وخلال السنوات الخمس التي سيطرت حماس خلالها على قطاع غزة بعد قتال مع قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حفرت الحركة الإسلامية عشرات الأنفاق الأرضية، على الحدود مع مصر، واستعدت لصراع جديد وفق ما يقول مقاتلوها المنتشرون في الشوارع بالزى المدني.
وقال أحدهم ويكنى بأبي حمزة وهو ناشط في كتائب القسام "نحن نحصد ما زرعنا خلال السنوات الماضية".
وتابع :" كثير من الناس ظنت اننا تركنا سلاحنا وانشغلنا بالسلطة والحكم في غزة لكننا اليوم نقول لهم انتم مخطئون فقد كنا نجهز انفسنا".
وأضاف المئات من عناصرنا ظلوا يعملون بصمت في باطن الأرض شهورا طويلة لنصل الى ما نحن فيه.
ووثقت مؤسسات حقوقية محلية سقوط عشرات الضحايا من فصائل المقاومة في ظروف غامضة خلال السنوات الماضية.
ووفقا لابو حمزة :"معظم هؤلاء الضحايا لقوا حتفهم وهم يشقون باطن الأرض".
وتفاجئ الصواريخ الفلسطينية عند انطلاقها السكان المدنيين في غزة حيث تحدث دوي هائل ويتصاعد عمود من الدخان الأبيض في السماء دون ان يلحظ أحد المكان الذي انطلقت منه.
وبثت قنوات تلفزيونية محسوبة على حركة (حماس) والجهاد الاسلامي خلال اليوميين الماضيين مشاهد فيديو تشرح كيف يتم إطلاق بعض الصواريخ من باطن الأرض من خلال نظام إلكتروني.
ويرتفع لوح من الصلب يكسوه التراب من سطح الأرض إلى أعلى وتندفع صواريخ منه.
ورغم ان الصواريخ التي اطلقت من غزة واستهدفت تل أبيب والقدس، لم تتسبب في أضرار كبيرة بفضل نظام القبة الحديدية الدفاعي الذي تستخدمه إسرائيل لمواجهة هذه الصواريخ، إلا ان أبو مجاهد، الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية، اعتبر ان الصواريخ المطلقة اصبحت تؤلمهم أكثر الآن ولا يزالون متخبطون في الوصول لوصفه سحرية لإيقافهما".
ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر أن المقاومة الفلسطينية استفادة من الضربات الإسرائيلية المميتة التي تعرضت لها عبر السنين وطورت خططها وأساليبها من أجل الصمود في الصراع مع الدولة العبرية.
وقال في مقابلة مع وكالة ((شينخوا)) من منزله في وسط قطاع غزة ان "حماس سجلت على الأرض نجاحات للمرة الأولى خاصة بوصول صواريخ تمتلكها إلى عمق إسرائيل".
وأضاف "يبدو أن إسرائيل واجهت معضلات استخبارية بشأن قدرات حماس عندما قررت تصفية أبرز قادة حماس العسكريين في غزة أحمد الجعبري".
وشن سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من ألف وثلاثمائة غاره على أهداف في قطاع غزة خلال الأيام الخمسة الأولى من الصراع الحالي وتقول حماس وفصائل فلسطينية إنها أطلقت حوالي ألف صاروخ على جنوب ووسط إسرائيل أيضاً.
ويقول ابو عامر في الحرب السابقة شن سلاح الجو الإسرائيلي ستمائة وخمسين غارة على قطاع غزة وكان أداء حماس والفصائل المسلحة محدود في ذلك الوقت حيث دمرت تلك الغارات بنية حماس الصاروخية.
وقال الجيش الإسرائيلي مطلع هذا الأسبوع إن حماس أطلقت عشرة صواريخ أرض جو ضد سلاح الجو الإسرائيلي العامل في سماء قطاع غزة.
واضطرت إسرائيل إلى تغيير مسار الطائرات المدنية في الجو حول غلاف قطاع غزة خشية إصابتها بصواريخ حماس.
وقال محمد الناشط في سرايا القدس "الأمر مختلف الآن.. في السابق بدأنا العمل بهذا التكتيك لكن الجيش الإسرائيلي باغتنا .. والآن نحن نباغته مثلما فعل ذلك معنا".
وأضاف محمد " المعركة الحقيقية مع الجيش الإسرائيلي لم تبدأ بعد، فهم يتحدثون عن معارك ستجري وجها لوجه في شوارع وأزقة غزة وعلى اسرائيل أن تنتظر مفاجآت اخرى".
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn