رام الله 27 نوفمبر 2012/ أعلن اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق بوفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اليوم (الثلاثاء) أن السلطة الفلسطينية ستتوجه بنتائج التحقيق في وفاة عرفات إلى محكمة الجنايات الدولية في حال ثبت تسممه لمحاكمة المسؤولين عن اغتياله.
وقال الطيراوي في مؤتمر صحفي عقد في رام الله في الضفة الغربية بعد ساعات من أخذ عينات من رفات عرفات اليوم "عندما نحصل على دليل بشأن وفاة عرفات بالسم، سنذهب لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة هؤلاء الذين سياستهم قائمة أصلا على الاغتيالات".
واضاف "ان هذه القضية ستكون اول قضية سيتم عرضها على المحكمة الدولية بعد حصولنا على الاعتراف بدولة غير كاملة العضوية" في الامم المتحدة.
وتابع ان اللجنة التي يترأسها "لا تتهم احدا لغاية الان بصورة مباشرة، لكننا سنستمر في عملنا سواء كانت نتائج فحص العينات مخبريا إيجابية أو سلبية بشأن وجود سم في رفات عرفات، حتى الوصول إلى الحقيقة كاملة لمعرفة اسباب الوفاة".
واوضح الطيراوي ان "التحقيقات تشمل البحث في الآليات والأدوات والجهة التي دبرت عملية الاغتيال"، مشيراً إلى أنه تم الاستماع لشهادات مئات الأشخاص من قبل اللجنة، والعشرات من لجنة الاستماع الفرنسية لهذا الغرض.
وردا على سؤال لوكالة انباء ((شينخوا)) حول تأثر التحقيقات بالعلاقات الفلسطينية مع إسرائيل، قال الطيراوي "إسرائيل هي التي تحتل أرضنا وممارسة الاغتيال لقيادات فلسطينية ليس أمرا جديدا عليها".
وأضاف "إسرائيل اعترفت أخيرا باغتيال "الأخ أبو جهاد (خليل الوزير نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في تونس عام 1988) ولا يوجد ما يمنع أن تكون وراء اغتيال عرفات أيضا".
وحصل خبراء من فرنسا وسويسرا وروسيا على عينات من رفات عرفات بعد نبش قبره في رام الله، تحت إشراف السلطة الفلسطينية التي تتولى النيابة العامة لديها الإشراف القضائي على سير التحقيقات.
وتمت الخطوة بعد أربعة شهور من تحقيق تلفزيوني بثته قناة الجزيرة القطرية كشف عن عثور مختبر سويسري على نسبة من مادة البولونيوم المشعة في مقتنيات شخصية لعرفات الذي توفى في نوفمبر 2004 في ظروف غامضة.
وآثار الطيراوي عواطف الكثيرين من محبي عرفات عندما قال إن "رائحة طيبة تشبه رائحة ورد فلسطين انبعثت من القبر عند فتحه" لأخذ العينات من رفاته.
بدوره، قال الطبيب عبد الله البشير رئيس اللجنة الطبية في ملف وفاة عرفات خلال المؤتمر، إن اللجنة وزعت 20 عينة متطابقة على لجان التحقيق الثلاثة لضمان نفس النتائج لدى كل منها.
وذكر البشير أن نتائج الفحوصات المخبرية التي ستجرى في بلدان الوفود الثلاثة لن تظهر قبل ثلاثة أشهر.
واوضح ان اللجنة لم يظهر لديها أي ملاحظات غير عادية على رفات عرفات، لافتا إلى أن التحقيقات الفرنسية عند وفاته تشير إلى أن تطور حالته المرضية ناتج عن مادة سمية لم يتم فحصها أو الكشف عن نتائج فحصها ولم تكن معروفة.
وقال البشير إنه "إذا تبين بعد فحص الرفات بأن البولونيوم هو المادة السمية نكون قد وصلنا إلى الحقيقة"، مضيفا "أما إن لم يكن هنالك بولونيوم فإننا نعتقد بأن هنالك مادة سمية أخرى غيرها".
وأوضح بهذا الصدد أنه "تم الطلب من خبراء الوفود الثلاثة إجراء استقصاء عن كافة أنواع السموم في العينات وإجراء الاختبارات اللازمة للإجابة عن كل ما نبحث عنه بكل شفافية ومصداقية".
وحول احتمال اختفاء المدة السمية بعد مرور 8 أعوام على وفاة عرفات، قال البشير "نحن نؤكد أن الحقيقة لابد أن تظهر وإن طال الزمان لأننا نريد أن يتوقف الاغتيال السياسي والقتل الجماعي وأن يسود الحوار والديمقراطية والحصول على الحقوق المشروعة لينعم الجميع بالاستقرار والسلام".
ويتهم مسؤولون فلسطينيون عديدون إسرائيل التي كانت وصفت عرفات بأنه عقبة أمام عملية السلام، بتدبير عملية اغتيال له بعد أن حاصرته في مقره لعامين ونصف، الأمر الذي تنفيه الدولة العبرية بشدة.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn