القدس 29 نوفمبر 2012 /استهان مسؤولون وخبراء إسرائيليون بمسعى فلسطين اليوم (الخميس) للحصول على وضع دولة غير عضو في الأمم المتحدة بالرغم من التصميم الشديد الذي ابداه الفلسطينيون.
كما وصفت السلطات الإسرائيلية مسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة بأن "انتهاك صارخ" لاتفاقات أوسلو لعام 1993 التي تهدف إلى تمهيد الطريق لإيجاد حل كامل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وصرح بول هيروشسون المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية لوكالة أنباء ((شينخوا)) قائلا "إن الفلسطينيين سينتهكون بهذا الإجراء الفقرة الأساسية باتفاقات أوسلو، وإن كل تلك القضايا بحاجة إلى حل عبر المفاوضات وليس عبر تجاهلها مثلما يفعل عباس الآن ".
وذكر أن "بهذا الإجراء ، ستزداد صعوبة العودة إلى طاولة المفاوضات".
وحتى إذا حصلت فلسطين على وضع دولة غير عضو في الجهاز العالمي، فإن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون انه لن تكون لذلك أية تبعات قانونية في ضوء كونه في الغالب وضعا رمزيا.
وقال هيروشسون "إننا نحاول منذ سنوات قليلة إعادة الفلسطينيين إلى المفاوضات دون جدوى، والآن سيصبح تحقيق ذلك امرا أشد صعوبة بعدما شاهدنا كيف قفزوا على الاتفاق ".
تعد فلسطين حاليا "كيانا مراقبا" في الأمم المتحدة. وإن قبول فلسطين كدولة غير عضو، على غرار وضع الفاتيكان في الأمم المتحدة، سيعنى ضمنا اعترافا بدولة فلسطينية.
كما يمكن ان تمنح هذه الترقية الفلسطينيين القدرة على الانضمام إلى أجهزة مثل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاى حيث سيكون في مقدورهم رفع شكاوى ضد إسرائيل.
وذكر رياض منصور، مراقب فلسطين الدائم لدي الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء أن مسعى فلسطين في الأمم المتحدة سيكون بمثابة "لحظة تاريخية" لكل من الفلسطينيين والجهاز العالمي.
وقال منصور في مؤتمر صحفي عقد في نيويورك "لقد اعطيتموني انطباعا بأنكم مستعدون للحظة تاريخية يوم 29 نوفمبر".
وأضاف "انها ستكون لحظة تاريخية في صراع الشعب الفلسطيني، ولحظة تاريخية في تاريخ الأمم المتحدة".
بيد انه من وجهة نظر يهودا بلوم سفير إسرائيل السابق لدي الأمم المتحدة، فإن موقف عباس وتوقيت مسعاه في الأمم المتحدة يرجعان إلى موقفه الضعيف في السلطة الوطنية الفلسطينية والضغينة بينه وبين حركة المقاومة الإسلامية في غزة.
ولفت إلى ان المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة "خطأ كبير" وسيؤدى إلى تباطؤ مفاوضات السلام مع إسرائيل.
وذكر بلوم ان قوة عباس ومصداقيته آخذة في الضعف فيما تكتسب حماس المزيد من الشعبية على الأرض ، ولا سيما بعد الاعمال العدائية التي وقعت مؤخرا بين الحركة الإسلامية وإسرائيل.
وقال بلوم، وهو أيضا استاذ سابق للعلاقات الدولية في الجامعة العبرية، إن "هذه العملية عززت وضع حماس في العالم العربي، فيما بدا عباس زعيما ضعيفا، لذا يعتزم ان يقوم بعمل دراماتيكي لاستعادة مصداقيته".
وذكر أن "عباس يرتكب خطأ فادحا بهذا التحرك الذي سوف يتسبب في تباطؤ عملية السلام . وهذه أيضا وجهة نظر الأمريكيين الذين أوضحوا لعباس أنه سيزيد من صعوبة الأمور فيما يتعلق بمفاوضات السلام".
ويعتزم عباس تقديم مسعى فلسطين الثاني لترقيه وضعها في الأمم المتحدة اليوم الخميس. ويعد هذا المسعى الجديد اخف حدة مقارنة باقتراح عضوية كاملة تقدم به في سبتمبر من العام الماضي.
وتعارض إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة هذا التحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة.
وكان عباس قد ذكر يوم السبت في مقر البنك الدولي أن ترقية وضع فلسطين في الأمم المتحدة إلى دولة غير عضو قد يكون الفرصة الأخيرة لصنع السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف ان "الجانب الفلسطيني مستعد للعودة إلى طاولة المفاوضات بمجرد ان يحصل على عضوية دولة فلسطين". مضيفا "انها قد تكون الفرصة الأخيرة لصنع السلام في الشرق الأوسط قبل أن يفوت الآوان".
وفي مواجهة المعارضة الأمريكية للمسعى الفلسطيني، أعرب عباس عن اعتقاده بأنه "لا يوجد ما يمنعنا عن الحصول على عضوية غير كاملة في الأمم المتحدة".
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn