بكين   مشمس ~ مشمس جزئياً -1/-8 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تحقيق: رعاية المواليد تؤرق النازحين السوريين في لبنان

2012:12:05.08:27    حجم الخط:    اطبع

شبعا، جنوب لبنان 4 ديسمبر 2012 / "ما ذنب طفلي؟" هكذا تساءلت نازحة سورية عند الحديث عن معاناتها مثل اخريات من صعوبات في رعاية اطفال وضعهن في لبنان الذي شهد خلال الاسابيع الماضية، بحسب تقارير طبية، نحو 289 حالة ولادة في مختلف مناطق النزوح.

وتقول النازحة التي رزقت قبل يومين بتوأم بعدما رفضت ذكر اسمها لوكالة أنباء (شينخوا) "إننا بحاجة الى كل شيء تقريبا للطفلين".

وتابعت "بعض الجهات قدمت لنا الحليب وبعض الالبسة، لكن تبقى مشكلة في المتابعة الصحية فالتوأم بحاجة لجرعات تلقيح ضد الامراض المعدية، سنحاول تأمينها مهما كانت الظروف، فما ذنب طفلي اللذين ولدا في الوقت الصعب؟".

وشهد لبنان خلال الاسابيع الماضية نحو 289 حالة ولادة سورية في مختلف مناطق النزوح، حسب تقارير طبية اعدتها جهات مختلفة عاملة في اغاثة النازحين السوريين في لبنان.

وقالت هذه الجهات ل(شينخوا) إن نسبة مرتفعة من العائلات التي شهدت الولادات تعاني من مشاكل غذائية وطبية ناهيك عن البرد في ظل عدم توفر وسائل التدفئة الضرورية في مثل هذه الايام الشتوية عند معظم العائلات.

وتخطى عدد النازحين السوريين في لبنان 135 الف نازح، حسب ما أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مطلع ديسمبر الجاري.

فيما قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، بحسب بيان صدر عن مكتبه الاثنين، إن عدد اللاجئين السوريين يتراوح بين 130 و 140 الف نازح، نحو 60 بالمائة منهم من الاطفال والاولاد.

وتعمل المفوضية على تقديم كافة أشكال الدعم والمساعدات، خاصة الصحية الى اللاجئين السوريين.

وتقول إن 17 الف لاجئ سوري في لبنان تلقوا خدمات الرعاية الصحية الاولية، فيما تم إدخال 5 الاف شخص الى المستشفيات التي تحظى بدعم الهيئة الطبية الدولية.

وتتأسى السيدة على أيام مضت بسوريا قائلة "انتقلنا من النعيم الى الجحيم، كنت افكر بالتخلي عن الجنينين قبل الولادة بأشهر بسبب الظروف المعيشية الصعبة هنا في التهجير، لكن زوجي رفض الفكرة مهما كانت الصعاب المعيشية".

وتابعت "كانت الولادات في سوريا مجانية، كانت حياتنا هادئة وهانئة وكل شيء مؤمن".

وكذلك تشعر سليمة العلي، وهي نازحة سورية قدمت من حي بابا عمرو في حمص الى بلدة شبعا في جنوب لبنان "بالخوف" على مستقبل طفلها الذي وضعته قبل 4 ايام في سيارة اسعاف للصليب الاحمر اللبناني قبل دقائق من وصولها الى احدى مستشفيات البقاع.

وتقول "ساعدني مسعف كان في السيارة في وضع الطفل، وفي المستشفى انجزت كامل عملية الولادة"، وتضيف "اشكر الله انني والمولود الذي حمل اسم (عائد) بخير، لكن المشكلة تكمن في كيفية العناية بطفلي الجديد".

وتابعت "ينتابني الخوف من التقصير في رعاية وتربية طفلي".

فقد "تولت احدى الجهات المانحة دفع تكاليف المستشفى، لكن تبقى كيفية تربية الطفل وصونه وحمايته وتغذيته مما يستلزم مصاريف غير متوفرة"، حسب السيدة العلي.

ويؤكد محمود الحذوي، وهو رب عائلة من ريف دمشق رزق وزوجته سميرة بطفلة قبل اسبوع في احدى القرى البقاعية ان المشكلة حقا "تبقى في ما بعد الولادة".

ويقول "تربية المولود تلزمها مصاريف غير متوفرة".

وتابع "ليس لدينا في الغرفة التي نقيم فيها مدفئة او كهرباء، وباتت زوجتي بحاجة الى متابعة طبية بعدما عانت الكثير خلال عملية الولادة القيصرية التي اجرتها، لكنها صعبة المنال في هذه الظروف الاقتصادية القاسية التي نعيشها".

ويأمل الحذوي ان تؤمن الجهات المانحة تلك المصاريف.

وتعمل مؤسسات خيرية في لبنان على تأمين مختلف الحاجيات للعائلات السورية التي رزقت بمواليد.

ويقول مسؤول الشؤون الإجتماعية في الجمعية الإسلامية للرعاية والإنماء في جنوب لبنان مالك غادر "اننا نحث الجهات المحلية المانحة مثل البلديات وصناديق الزكاة على تأمين مختلف الحاجيات والمستلزمات للعائلات التي رزقت بمواليد ابتداء من المسكن والتموين حتى الطبابة والعمل".

وتابع انه "تم تأمين المدافئ مع كمية قليلة من المحروقات لبعض هذه العائلات".

لكن القسم الاكبر من النازحين يبقى خارج اطار هذه المساعدة بسبب المطلوب الكبير لشراء الوقود، حسب غادر.

ويقول الرجل إن "كل عائلة نازحة بحاجة الى ما بين 3 و5 براميل وقود خلال الشتاء، علما ان ثمن البرميل هو بحدود ال200 دولار".

وتعاقدت الجمعية كذلك مع العديد من المستشفيات والعيادات الطبية الخاصة لعلاج المرضى من النازحين كما تتعاون في هذا الاطار مع الصليب الاحمر اللبناني الذي يتولى عملية نقل المرضى الى المستشفيات.

ويقول غادر "نعمل على انجاز وثائق ولادة للمواليد الجدد بالتنسيق بين المستشفيات والمخاتير، ليحملها رب العائلة بعد عودته الى سوريا لتكون وثيقة رسمية تسمح له بتسجيل ولده في السجلات الرسمية".

وكان لبنان قد طلب الاثنين مساعدة المجتمع الدولي والدول المانحة لتمويل خطة اعدتها الحكومة لتلبية احتياجات النازحين السوريين الى لبنان في العام 2013 والتي تبلغ تكلفتها نحو 363 مليون دولار.

/مصدر: شينخوا/

تعليقات