القاهرة 6 ديسمبر 2012 / دعا الرئيس المصري محمد مرسي اليوم (الخميس) المعارضة الى "حوار شامل" السبت المقبل للتوصل الى" اتفاق موحد للامة" لانهاء الازمة السياسية التي نشبت على خلفية اصداره الاعلان الدستوري ، فى خطوة اعقبها مباشرة اقتحام متظاهرين للمقر الرئيسي لجماعة الاخوان المسلمين التى ينتمى اليها مرسي واحراق محتوياته عشية مظاهرات للمعارضة.
وقال مرسي ، فى خطاب متلفز وجهه للشعب مساء اليوم، "ندعو للحوار الشامل المنتج ، دعوة اوجهها لكل الرموز الوطنية والقوى السياسية ورؤساء الاحزاب وشباب الثورة يوم السبت الثامن من ديسمبر فى الساعة الثانية عشر ونصف بعد الظهر فى رئاسة الجمهورية، للتوصل لاتفاق جامع للكلمة وموحد للامة ".
وحاول مرسي طمأنة الرافضين للاعلان الدستوري بتأكيده ان المادة الثانية من الاعلان التي تنص على تحصين الاعلانات الدستورية والقوانين والقرارات الرئاسية من الطعن عليها امام القضاء لم يقصد بها منع القضاء من ممارسة حقه او منع المواطنين من الطعن على قرارات او قوانين.
واكد انه لن يتم اللجوء لهذه المادة الا فيما يتعلق باعمال السيادة التى يحددها القضاء والتى تمارسها الدولة بوصفها سلطة حكم.
وتابع ان المادة السادسة من الاعلان الدستوري لم تكن سوى ضمانة لحماية الوطن واذا كانت مصدر قلق للبعض فلست مصرا على بقائها اذا انتهى الحوار مع القوى السياسية على ذلك.
وتنص المادة السادسة على ان "لرئيس الجمهورية إذا قام خطر يهدد ثورة 25 يناير أو حياة الأمة أو الوحدة الوطنية أو سلامة الوطن أو يعوق مؤسسات الدولة عن أداء دورها، أن يتخذ الإجراءات والتدابير الواجبة لمواجهة هذا الخطر على النحو الذي ينظمه القانون".
واوضح ان الاعلان الدستوري سوف ينتهى بمجرد الاعلان عن نتيجة الاستفتاء على مسودة الدستور المقرر فى 15 ديسمبر الجاري سواء كانت بـ "نعم" او " لا " .
واشار الى انه اذا رفض الشعب مسودة الدستور خلال الاستفتاء فانه سيدعو لتشكيل جمعية تأسيسية جديدة سواء بالتوافق او بالانتخاب المباشر.
وشدد على انه يحترم حق التظاهر والتعبير السلمي بعيدا عن تعطيل العمل وتعويق المرور والعدوان على الممتلكات العامة والخاصة، وابدى بشدة رفضه لما حدث من اعتداء صارخ على المتظاهرين السلميين استخدم فيه السلاح وقنابل الغاز والخرطوش.
ولفت الى ان قوات الامن القت القبض أمس خلال الاشتباكات امام قصر الرئاسة على اكثر من 80 شخصا تورطوا فى اعمال العنف بعضهم لديه روابط عمل واتصال مع قوى سياسية .
واضاف "لن اسمح ابدا بأن يعمد احد الى القتل والتخريب وترويع الامنين والدعوة للانقلاب على الشرعية القائمة"، مقدما العزاء لاسر ضحايا الاشتباكات التى وقعت امس ، داعيا الشعب الى التصدى للعنف.
وعقب انتهاء الخطاب اقتحم حوالي ثلاثة الاف متظاهر المقر الرئيسي لجماعة الاخوان المسلمين فى منطقة المقطم بالقاهرة وقاموا باحراق محتوياته، بحسب الموقع الرسمي للجماعة على الانترنت الذى اكد ان المقر تعرض لـ" عدوان ارهابي".
وجاء خطاب مرسي عشية مليونية "الكارت الاحمر" التى دعت الى تنظيمها امام قصر الاتحادية الرئاسي وميدان التحرير قوى المعارضة.
وقبل ان يدعو مرسي للحوار ، اعلنت جبهة الانقاذ الوطني التى تضم فى عضويتها كل من عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر ومحمد البرادعي رئيس حزب الدستور والسيد البدوي رئيس حزب الوفد وحمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، المشاركة فى المليونية الى جانب بعض الحركات الشبابية والقوى الثورية فى مقدمتها حركة 6 ابريل والجبهة الحرة للتغيير السلمي.
وكانت قوات الحرس الجمهوري قد اخلت عصر اليوم محيط قصر" الاتحادية " الرئاسي بحي مصر الجديدة في القاهرة من المتظاهرين غداة اشتباكات دامية بين مؤيدي ومعارضي الرئيس مرسي اسفرت عن مقتل ستة واصابة 697 متظاهرا.
ووقعت مواجهات دامية الاربعاء بين مؤيدين للرئيس مرسي ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين ومعارضين له بعد ما فض المؤيدون اعتصاما لعشرات المعارضين امام القصر الرئاسي بعد تظاهرة حاشدة الثلاثاء، الا ان قوات الحرس الجمهوري قامت باخلاء محيط القصر الرئاسي من المتظاهرين والمعتصمين.
وبحسب بيان للرئاسة فقد قررت قيادة الحرس الجمهورى ايضا حظر تواجد أية مظاهرات فى محيط المنشآت التابعة لرئاسة الجمهورية.
وأغلقت قوات الحرس الجمهوري كافة الشوارع المؤدية إلى قصر الاتحادية بالأسلاك الشائكة، ونشرت عددا من الدبابات والمدرعات على مداخل الشوارع خلف الأسلاك الشائكة منعا لدخول أي من المتظاهرين إلى منطقة القصر.
وصرح قائد قوات الحرس الجمهورى اللواء أركان حرب محمد زكي بأن تواجد قوات الحرس الجمهورى فى محيط القصر الرئاسى جاء بهدف الفصل مابين المؤيدين والمعارضين للرئيس، والحيلولة دون حدوث أية إصابات أخرى.
ووجه زكي رسالة إلى الشعب المصري، قائلا إن "القوات المسلحة وقوات الحرس الجمهوري، لن تكون أداة لقمع المتظاهرين، كما انه لن يتم استخدام أى من أدوات القوة ضد أفراد الشعب المصرى" ، داعيا الجميع الى التزام الهدوء .
وشدد فى تصريحات بثتها وكالة أنباء (الشرق الأوسط) ، على حرص القوات المسلحة والحرس الجمهورى على أرواح المواطنين جميعا باعتبارها " جزءا أصيلا من الشعب المصرى".
لكن الاف من المعارضين تظاهروا امام الاسلاك الشائكة وخلف قصر الاتحادية، مرددين هتافات تطالب الرئيس مرسي بالرحيل، بحسب قناة (النيل) للاخبار التى بثت مشاهد مباشرة للمظاهرة.
وطالب المشاركون بتقديم كافة المسؤولين عن اشتباكات الأمس للمحاكمة العاجلة، متهمين جماعة الاخوان المسلمين بالوقوف ورائها، مرددين هتافات "يسقط يسقط حكم المرشد "، " ثورة ثورة حتى النصر..ثورة فى كل شوارع مصر " .
غير ان جماعة الإخوان المسلمين اعلنت ان انصارها خرجوا امس الى القصر الرئاسي لاحباط " مؤامرة محكمة للانقلاب على الشرعية والإرادة الشعبية وللإجهاز على الثورة وأهدافها".
وقالت في بيان إن قمة المؤامرة تمثلت في محاولة اقتحام القصر الرئاسي واحتلاله وإسقاط النظام والشرعية، وهو ما تم إجهاضه رغم ضخامة هذه التضحيات، لافتة الى انه "تم القبض على مجموعة مسلحة حاولت القيام باحتلال القصر الرئاسي.
واعتراضا على الاشتباكات قرر الدكتور رفيق حبيب مستشار الرئيس مرسي ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة " اعتزال اى عمل سياسي، والانسحاب من اى دور سياسي الان ومستقبلا بما فى ذلك الانسحاب من اى دور فى مؤسسة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة".
وكان ثلاثة من مستشاري الرئيس مرسي قدموا استقالاتهم من مناصبهم الاربعاء احتجاجا على الاشتباكات امام قصر الرئاسة.
وتعمقت الازمة السياسية في مصر خلال الايام الاخيرة على خلفية الاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس مرسي في 22 نوفمبر الماضي وحصل بموجبه على صلاحيات واسعة.
وكانت قوى المعارضة المصرية قد اعلنت الاربعاء استعدادها للحوار في حال الغاء الإعلان الدستوري وتأجيل الاستفتاء على الدستور الجديد الذي تعتبر انه "صادر من لجنة غير ممثلة وغير مؤهلة لوضع دستور للبلاد".
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn