دمشق 6 ديسمبر 2012 / جددت دمشق اليوم (الخميس) تأكيدها على عدم استخدام السلاح الكيماوي الذي عاد مجددا للواجهة في النزاع الدائر حاليا في البلاد منذ اكثر من عشرين شهرا ، معتبرة ان الحديث الغربي عنه "مسرحية" تمهيدا للتدخل.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة التحذيرات والمخاوف الغربية من استخدام السلطات السورية لهذا السلاح، أو وصوله الى ايدي جماعات المعارضة.
وعبرت واشنطن عن قلقها من احتمال استخدام سوريا للسلاح الكيماوي ، اذ حذر الرئيس الامريكي باراك اوباما النظام السوري من مغبة استخدام هذا السلاح فيما اعتبرت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ان استخدام السلاح الكيماوي "يعد تجاوزا للخطوط الحمر".
وأبدت دول غربية عدة بينها فرنسا وبريطانيا مخاوفها من استخدام هذا السلاح ، خصوصا مع حديث المعارضة المسلحة السورية عن احرازها تقدما واضحا على الارض في معظم المناطق وهو ما يعزز مخاوف الغرب من وصول السلاح الى هذه الجماعات او اضطرار النظام الى استخدامه لتحقيق النصر ضد معارضيه.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم (الخميس) إنه يخشى أن يكون تعبير الدول الغربية عن خوفها من احتمال استخدام دمشق أسلحة كيماوية هو للتمهيد للتدخل في البلاد رغم إعلان دمشق المتكرر أنها لن تستخدمها.
وأضاف المقداد في حديث تلفزيوني لقناة ((المنار)) اللبنانية أن التقارير الإعلامية التي نقلت عن مسؤولي مخابرات أمريكيين وأوروبيين قولهم إن سوريا تجهز أسلحة كيماوية ويحتمل أن تستخدمها "مسرحية".
واستطرد المسؤول السوري انه اذا فكرت القوى الاجنبية فعليا في "العدوان" فعليها ان تفكر في العواقب ، معربا عن اعتقاده بأن الثمن سيكون باهظا وان على هذه القوى ان تفهم انها تعرض المنطقة كلها ومحيطها للخطر اذا ارتكبت هذه الحماقة.
ولا تقر سوريا رسميا بوجود السلاح الكيماوي لديها ، كما لا تنفي امتلاكها له بل تكتفي بعبارة "إن وجد " بينما تقول دول غربية ان سوريا تمتلك هذا السلاح.
ورأت أوساط المراقبين والمعارضة هنا أن اثارة هذا الملف الان يدخل في اطار الضغط النفسي والتضخيم الاعلامي بهدف تحقيق مكاسب سياسية.
واعتبر النائب البرلماني السوري شريف شحاده ان اثارة هذا الملف في الوقت الحالي لا يعدو كونه ضغطا سياسيا ، تمارسه دول الغرب مع بعض الدول الاقليمية بهدف تحقيق اجندات سياسية واستراتيجية عجزت عن تحقيقه خلال الاشهر الماضية.
وقال شحاده لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم إن " الولايات المتحدة تدرك ان سوريا لا تمتلك مثل هذا السلاح" ، مشيرا الى ان كل هذا الضجيج الاعلامي حول السلاح الكيماوي السوري يصب في خانة تقوية الموقف الغربي في مقابل الموقف الروسي الداعم لسوريا.
وأكد شحاده ان الجيش السوري يسيطر ميدانيا على الارض وقد حقق تقدما عسكريا في مجال ملاحقة الارهابيين ، وبالتالي "فهو لا يحتاج الى استخدام السلاح الكيماوي إن وجد".
واتفق المحلل السياسي السوري عفيف دله مع سابقه اذا رأى ان ما يقال حول استخدام سوريا للسلاح الكيماوي هو "مجرد تضخيم اعلامي الهدف منه تحقيق مكاسب سياسية على طاولة المفاوضات".
وقال دله الذي يدير مركزا للدراسات الاستراتيجية في دمشق ان " بلاده لن تقدم على ارتكاب حماقة من هذا النوع ، وأن استخدام مثل هذا السلاح لا يحسم المعارك بالمفهوم العسكري بل ستكون نتائجه كارثية على المدنيين الامر الذي ترفضه الحكومة السورية الحريصة على سلامة شعبها".
وخلص دله الى القول ان الدول الغربية تستخدم جميع الاوراق في سبيل الضغط على النظام السوري ، معتبرا ان اثارة ملف الكيماوي السوري هو احد تلك الاوراق التي تلجأ الى استثمارها سياسيا في الوقت.
ومن جانبه اعرب الباحث السوري معين العماطوري عن اعتقاده ان الغرب يثير هذا الموضوع ليس خوفا من النظام السوري فهو يعلم ان النظام لن يستخدمه ، وانما خشية من وصول هذا السلاح الى جماعات متطرفة تقاتل على الارض السورية.
واضاف العماطوري لـ (شينخوا) ان " التحذيرات الغربية لا تأتي من باب الحرص على سلامة سوريا وشعبها ، بل هي نابعة من حرصها على امن اسرائيل".
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس بشار الأسد من خطورة استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، على حد تعبيره، لافتا إلى أنه سيترتب على استخدام تلك الأسلحة "عواقب وخيمة".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي في تصريح صحفي، امس الأربعاء، إن "بان بعث برسالة هي الثانية للرئيس الأسد يحذره فيها من مغبة استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه"، مشيرا إلى أن "اللجوء إلى استخدام مثل تلك الأسلحة يعتبر جريمة شنعاء، وسيترتب على ذلك عواقب وخيمة".
وإعتبرت هيئة التنسيق السورية المعارضة ، ان الحديث عن السلاح الكيميائي في سوريا "لا يخرج عن نطاق الضغط السياسي لا اكثر"، مشيرا إلى انهم يدركون انه لا يمكن استخدام مثل هذا السلاح".
وقال الناطق الاعلامي باسم الهيئة منذر خدام في تصريحات لـ (شينخوا) إن الحديث عن السلاح الكيماوي في سوريا "لا يخرج عن نطاق الضغط السياسي ، فهم يدركون (اي الغرب) انه لا يمكن استخدام مثل هذا السلاح، ان وجد، ضد الشعب او في المدن، لأنه لا يمكن التحكم بنتائجه، كما ان النظام ليس مضطرا لاستخدام هذا السلاح.. والموضوع كله ذريعة لاجندات خارجية ما" .
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn