رئيس وزراء الأردن: المقاطعة للانتخابات النيابية ليست السبيل السليم للديمقراطية

عمان 23 يناير 2013/ أكد رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور أن المقاطعة للانتخابات النيابية ليست السبيل الديمقراطي السليم، مشيرا إلى أن الانتخابات واجب لا يقاطع "في اشارة إلى أحزاب المعارضة المقاطعة للانتخابات وأكبرها حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي لجامعة الإخوان المسلمين في الأردن).

وقال النسور، في مؤتمر صحفي عقده اليوم (الأربعاء) بمقر المركز الثقافي الملكي بالعاصمة عمان، " إن الديمقراطية هي أن تدخل البرلمان بأصواتك وتغير القانون ولا تنتظر من الآخرين أن يغيرونه لك". وأضاف "إنه كان ثمة عزوف عن المشاركة في الانتخابات النيابية الحالية فسببه يعود إلى عدم قناعة المواطنين الأردنيين بالانتخابات والمجالس النيابية السابقة"، مشيرا إلى أن ما يحفز الناس على المشاركة هو الانتخابات النزيهة والأداء المميز لمجلس النواب .

وتوجه الناخبون الأردنيون إلى صناديق الاقتراع صباح اليوم للادلاء باصواتهم فى الانتخابات البرلمانية المبكرة للبلاد.

وبدأ التصويت في الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (الساعة الرابعة فجرا بتوقيت غرينتش) في 1484 مركز اقتراع تضم 4069 صندوقا في 45 دائرة انتخابية في جميع أنحاء البلاد، ومن المقرر أن يغلق باب التصويت فى تمام الساعة السابعة مساء (بالتوقيت المحلي).

وأكد النسور قناعته أن الأردن قادر على أن يعطي نموذجا راقيا يحتذى به في العالم العربي وذلك من خلال انتخابات نيابية نظيفة وبرلمان وحكومة قويين ، معتبرا أن الكرة الآن في ملعب المواطن الأردني. وأوضح أن الأردن ملكا وحكومة وهيئة مستقلة للانتخاب أوفوا وصدقوا الوعد، وحانت لحظة الحصاد"، مؤكدا أن الانتخابات النيابية جاءت نزيهة ولا يراود أي شخص في الأردن أن الحكومة وأجهزتها وقفت مع هذا المرشح أو ذاك أو تقصدت هذا المرشح أو ذاك.

وأضاف " إن الأردن .. هذا البلد الصغير يمكن أن يعطي النموذج الأرقي والأحسن في العالم العربي في الانتخابات الحرة النزيهة.. والكرة الآن في معلب الأردنيين لإعطاء هذا النموذج في أن نجري انتخابات نظيفة وبرلمان وحكومة قويين بتوافق أردني وبسلام وليس بالتدمير والاغتيال ولا بالدخان والصواريخ .. بل بورقة الاقتراع وبكلمة الشعب" على حد تعبيره. وذكر النسور "العالم العربي متعطش لرؤية نموذج ناجح في العالم العربي ودعونا نعمل لأن يعطي الأردن نموذجا في هذا الصدد"، مؤكدا أن القيادة الأردنية منفتحة ومستنيرة ولم تمل أو تفرض أي شيء على الشعب الأردني.

ونفى رئيس الوزراء الأردني علمه بوجود أية حالات لشراء الأصوات في أي من الدوائر الانتخابية في المملكة ، مشيرا إلى أنه اذا كان هناك لدى وسائل الإعلام أية دلائل فليقدمها للقضاء.

ويتنافس في هذه الانتخابات 606 مرشحين للدوائر المحلية و819 مرشحا يمثلون 61 قائمة منها 17 قائمة حزبية للاحزاب الوسطية واليسارية، تحت اشراف الهيئة المستقلة للانتخاب للمرة الاولى في تاريخ الانتخابات الاردنية، التي تم تشكيلها لهذه الغاية بموجب تعديل الدستور الاردني، وتتمتع بشخصية اعتبارية واستقلال مالي واداري.

وردا على سؤال حول شكل مجلس النواب القادم، قال النسور إن المجلس المقبل سيدخل تحت القبة ومعه كارت نزاهة الانتخابات مع مصداقية وثقة الناس وأن الحكومة لم تتدخل العملية الانتخابية بأي صورة من الصور"، مضيفا "إن لدينا مشكلة بعدم وجود حياة حزبية قوية .. ونحن ننتظر أداء المجلس القادم ".

واعتبر أن بقاء مجلس النواب القادم حتى انتهاء مدته القانونية بأربع سنوات يتوقف على أدائه ومدى قناعة المواطنين به.

وبدوره، قال رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب عبد الاله الخطيب في مؤتمر صحفي عقده اليوم ان خبراء محايدين عبروا عن رضاهم لاداء الجهاز العامل في مراكز الاقتراع الذي يضم عشرات الالاف لاعطاء صورة ايجابية حقيقية عن الانتخابات النيابية.

ونفى ان تكون هناك اي الات لصناعة البطاقات الانتخابية، قائلا إن البطاقة الانتخابية هي ورقة صنعت لحساب الهيئة وحتى لو امكن تزويرها فلا يمكن الاحتيال على المنظومة المتكاملة لها .

وطلب الخطيب من وسائل الاعلام تحري الدقة والموضوعية في رسائلها وتقاريرها لان هناك انباء عديدة تواردت عن حوادث واخطاء لاصحة لها على الاطلاق .

من جانبه، قال الناطق باسم الهيئة المستقلة للانتخاب حسين بني هاني إن هناك اقبالا متزايدا على صناديق الاقتراع بواقع ألف ناخب كل دقيقة ، مشيرا إلى أن هناك شكاوي تأتي من هنا أو هناك ويجري حلها أولا بأول ولا توجد أي مشاكل بمراكز الاقتراع والفرز حتى الآن وكل المشاكل تحدث خارج تلك المراكز، مؤكدا أنه لم يتم تبليغ الهيئة بأي حالة غير طبيعية.

وأشار إلى أنه كان هناك بعض الاحتكاكات في مراكز الاقتراع والفرز في بعض الأمكان في المملكة. ولفت بني هاني إلى أن نسبة الاقتراع بلغت حتى الساعة الواحدة بعد الظهر بتوقيت الأردن حوالي 24 % في جميع مناطق المملكة وأن أعلى نسبة كانت بين دوائر البدو الثلاث بنسبة 33 % وأن أقل نسبة في العاصمة عمان 13 %.

وكان رئيس الدائرة الانتخابية الرابعة بمحافظة العاصمة عمان "علي الماضي" قد أحال اليوم شكوى عدد من مرشحي الدائرة بوجود تداول للمال السياسي في منطقة القويسمة (جنوب عمان) الى الاجهزة الامنية المختصة .

ومن ناحيته، أشاد رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات في الاردن ديفيد مارتن بالإجراءات التي اتخذتها الهيئة المستقلة للانتخاب لضمان سير العملية الانتخابية ضمن المعايير الدولية، مؤكدا عدم وجود اي مخالفات جوهرية تعكر صفوها .

وأشار مارتن في تصريح للصحفيين خلال تفقده لاحد مراكز الاقتراع اليوم ان بعثة الاتحاد الاوروبي المكونة من 80 مراقبا بدأت جولاتها على مراكز الاقتراع منذ السادسة والنصف صباح اليوم .

وبين مارتن أن هناك بعض المخالفات والتي لا تؤثر في مجملها على العملية الانتخابية، حيث ظهرت بعض المشاكل في عملية الربط الالكتروني في بعض مراكز الاقتراع اضافة الى ممارسة بعض المرشحين للدعاية الانتخابية خارج المراكز الانتخابية بشكل مخالف للقانون.

وأعلن التحالف المدني لمراقبة الانتخابات النيابية بالأردن "راصد" النتائج الأولية لملاحظات الراصدين على النموذج الأول المتعلق بالشكاوى والملاحظات في الفترة الصباحية التي تمتد الى ما قبل افتتاح صناديق الاقتراع وصولا لافتتاح الصناديق عند الساعة السابعة صباحا (بالتوقيت المحلى)، حيث أكد منسق التحالف الدكتور عامر بني عامر في مؤتمر صحفي عقده اليوم انه تم رصد خروج ورقة اقتراع من خارج مركز للاقتراع في الدائرة الأولى ولم يتم التأكد من استخدامها او كيفية استخدامها.

وأشار إلى أن لدى تتبع النتائج الأولية لملاحظات الراصدين فيما يتعلق بوضوح أماكن مراكز الاقتراع بشكل محدد للناخبين أفاد ما نسبته 96 % من الراصدين أن مراكز الاقتراع كانت محددة بشكل واضح للناخبين.

وتوضح المؤشرات أن نسب الاقبال على التصويت ضعيفة حتى ظهر اليوم فيما يتوقع أن تزداد نسبة الاقبال في ساعات المساء.

/مصدر: شينخوا/