تحقيق: تشييع 6 افراد قضوا حرقا بسبب "شمعة" في اجواء غاضبة إزاء أزمة الكهرباء في غزة

غزة 31 يناير 2013 /خيم غضب وحزن شديدان على موكب تشييع عائلة من ستة أفراد قضوا في حريق نتج عن "شمعة" كانوا يعتمدون عليها في إنارة منزلهم في قطاع غزة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في القطاع المحاصر.

وشيع مئات الفلسطينيين اليوم (الخميس) جثامين ضحايا عائلة حازم ضهير (32 عاما) وزوجته (30 عاما) وأطفاله الأربعة الذين تتراوح أعمارهم من (3 إلى 6 أعوام)، بعد أن انتشلوا جميعا جثثا متفحمة غابت ملامحها من داخل منزلهم الصغير في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وبالكاد التقط أقارب للضحايا صورة للأطفال الأربعة وقد غطى الرماد أجسادهم النحيلة المتفحمة.

وحمل المشيعون الضحايا على الأكتاف وأخذوا يرددون عبارات غاضبة تندد بأزمات قطاع غزة جراء النقص الحاد في الخدمات الأساسية خاصة الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.

وتم تغطية جثث الضحايا بإحكام لمواراة التشوه الشديد في ملامحهم.

وأطلق مسلحون وابلا من الرصاص في السماء، فيما سمعت على نطاق واسع هتافات تنتقد الحكومة المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة وتحميلها المسئولية عن الفاجعة التي تردد صداها في جميع أنحاء القطاع الساحلي.

وقال أقارب للضحايا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الحريق نتج عن شمعة كانت تستخدم كبديل عن انقطاع التيار الكهربائي.

وصب المشيعون غضبهم على شركة كهرباء غزة التي قال أقارب الضحايا إنها قطعت التيار الكهربائي عن المنزل بدعوى عدم دفع فواتير متأخرة.

كما انتقد هؤلاء "تأخر طواقم الدفاع المدني في الوصول إلى مكان الحادثة والتعامل مع النيران داخل المنزل".

وما أن فرغ المشيعون من دفن الضحايا حتى توجه العشرات منهم إلى مقر شركة كهرباء غزة في خطوة غير مسبوقة، عمدوا خلالها إلى اقتحام المقر والاعتداء على مرافق بداخله ما خلف أضرارا مادية واسعة.

وتطلب الأمر تدخل شرطة حكومة حماس التي سارعت لتفريق المحتجين.

وقال المتحدث باسم الشرطة في غزة أيمن البطنيجي ل(شينخوا) إن التحقيقات الأولية أكدت أن منزل العائلة المنكوبة تعرض لقطع التيار الكهربائي منذ يومين، ما أجبر سكانه على الاعتماد على الشموع التي أدت للحادثة.

ولم تؤكد شركة كهرباء غزة أو تنفي قطع التيار الكهربائي عن منزل العائلة، وقالت في بيان إنها تجري تحقيقات مع الجهات الرسمية لتوضيح ملابسات الحادثة.

وأعلن النائب العام في حكومة حماس إسماعيل جبر، أنه أمر بفتح تحقيق رسمي وجمع الأدلة الجنائية بإجراء التحريات اللازمة لتحديد سبب الحادثة.

وتحول منزل العائلة المنكوبة في حي الشجاعية السكني المكتظ إلى وجهة لمئات المتوافدين عليه لمعاينة مكان الحادثة وقد تحول إلى أكوام من الرماد الأسود.

وأجهش أقارب الضحايا بالبكاء، فيما كان الأسى باديا على وجوه المتوافدين إلى المنزل وقد ضاق بمساحته المحدودة بمعالم حزينة للفاجعة وهو يعبر عن أوضاع اقتصادية بائسة للعائلة.

ويعتمد كثير من سكان غزة على الشموع أو مولدات الكهرباء الصغيرة التي تعمل بالبنزين لإنارة منازلهم في ظل انقطاع الكهرباء الذي يمتد في معظم الأحيان إلى 18 ساعة في اليوم.

ولقى نحو عشرين فلسطينيا على الأقل أغلبهم أطفال مصرعهم جراء حوادث حريق مماثلة بسبب أزمة انقطاع التيار الكهربائي خلال السنوات الأربع الأخيرة، بحسب حصيلة حصلت ((شينخوا)) عليها من الدفاع المدني التابع للحكومة المقالة في غزة.

وكان من أسوأ هذه الحوادث مصرع ثلاثة أطفال أشقاء مطلع أبريل من العام الماضي في حريق داخل منزله وسط قطاع غزة.

وأثارت هذه الحوادث المتكررة انتقادات واسعة تركزت أغلبها تجاه حكومة حماس.

وقال الناشط الحقوقي مصطفى إبراهيم ل(شينخوا) إن ما جرى اليوم "جريمة" يتحمل الجميع مسؤوليتها وفي مقدمة ذلك حكومة حماس "العاجزة عن توفير الحد الأدنى للناس من العيش بكرامة حتى لو تحججت بالحصار".

وأعلنت حركة (الجهاد) الإسلامي أن رب العائلة المنكوبة هو أحد عناصرها، وقالت إن الحادثة تحتم على المسؤولين في دوائر الاختصاص المختلفة القيام بمسؤولياتهم وواجبهم لضمان عدم تكرار مثل هذه "المآسي المفجعة".

وحذرت الجبهة الشعبية اليسارية لتحرير فلسطين في بيان، من مغبة الغضب الشعبي غير المسبوق في حال استمرار حوادث "الموت المجاني" لسكان قطاع غزة وتبريرها بحجج الحصار.

وكثيرا ما تتوقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل بسبب نقص الوقود، ما يؤدي الى انقطاع التيار الكهربائي عن معظم ارجاء القطاع.

/مصدر: شينخوا/