نابلس 2 فبراير 2013 / فرق الجيش الإسرائيلي بالقوة اليوم (السبت)، مئات النشطاء في اللجان الشعبية الفلسطينية من داخل قرية مصغرة أقاموها على أراضي قرية (بورين) في نابلس شمال الضفة الغربية لمنع مصادرتها لصالح البناء الاستيطاني.
واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات من الجيش الإسرائيلي ونشطاء اللجان الشعبية تخللها عراك بالأيدي قبل أن تطردهم تلك القوات خارج منطقة القرية التي أقاموها.
وقال غسان دغلس مسئول شئون الاستيطان في شمال الضفة الغربية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن قوات إسرائيلية ومستوطنين أجبروا المعتصمين في القرية الوليدة على مغادرتها على بعد أكثر من كيلو متر بالقوة.
وذكر دغلس أن فتى أصيب بعيار ناري أطلقه مستوطن إسرائيلي خلال المواجهات، فيما أصيب نحو 70 ناشطا بالاختناق جراء إطلاق جنود الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين.
وكان النشطاء وضعوا ثماني خيام ذات أطر حديدية في منطقة جبلية شمال بورين قالوا إن الجيش الإسرائيلي يخطط لمصادرتها لصالح التوسع الاستيطاني بعد أن حظر قبل أشهر على الفلسطينيين الوصول إليها.
وشارك في الفعالية نحو 400 ناشط في لجان المقاومة الشعبية اعتصموا داخل القرية المصغرة التي أطلقوا عليها اسم (المناطير) الذي يعني "حراس" الأرض.
وفور إعلان إقامة القرية ورفع الأعلام الفلسطينية حاصرت قوات إسرائيلية القرية المعلنة وعمدت إلى إغلاق المداخل المؤدية إليها ومنع مسئولين فلسطينيين من مشاركة النشطاء فعاليتهم.
وتصنف المنطقة التي أعلن عن إقامة هذه القرية فيها ضمن مناطق (ب) التي تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية وإدارية فلسطينية بموجب اتفاق (أوسلو) الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل في العام 1993.
وتبلغ المساحة الإجمالية لقرية بورين نحو 1300 دونم يقول الفلسطينيون إن إسرائيل تصادر أكثر من 80 في المائة منها لصالح البناء الاستيطاني.
وابتدع نشطاء اللجان الشعبية الفلسطينية أسلوب إقامة قرى من الخيام منذ مطلع العام الجاري في محاولة لإثارة مصادرة إسرائيل لمناطق واسعة من الضفة الغربية والقدس الشرقية لصالح البناء الاستيطاني.
وسبق أن أقامت تلك اللجان ثلاث قرى هي (الأسرى.. قيد الكسر) للتضامن مع الأسرى لدى إسرائيل عند مدخل بلدة (عانين) قرب جنين في شمال الضفة الغربية، و (باب الشمس) في منطقة (إي 1) قرب القدس، و (باب الكرامة) في قرية (بيت اكسا) شمال القدس، إلا أن الجيش الإسرائيلي هدم قريتي باب شمس وباب الكرامة بالقوة.
وحثت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأسبوع الماضي، على توسيع نطاق الفعاليات الاحتجاجية السلمية لمواجهة سياسات إسرائيل بمصادرة الأراضي الفلسطينية لصالح البناء الاستيطاني، مؤكدة على توفير كافة مقومات الدعم الرسمي لذلك.
وطالبت لجنة تحقيق شكلها مجلس حقوق الإنسان الدولي في تقرير أعلنته أول أمس الخميس، بوقف البناء الاستيطاني وحثت إسرائيل على ضرورة إخلاء كافة المستوطنات في الأرض الفلسطينية المحتلة في العام 1967 وإخراج المستوطنين منها تدريجيا.
واعتبرت لجنة التحقيق الأممية، أن المستوطنات تتعارض مع معاهدات جنيف لعام 1949 التي تحظر نقل سكان مدنيين إلى أراض محتلة وهو ما يمكن أن يرقى إلى جرائم حرب تقع في نطاق اختصاص المحكمة الجنائية الدولية.
وتسبب الاستيطان في توقف آخر محادثات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل لصالح البناء الاستيطاني بعد أربعة أسابيع من إطلاقها برعاية أمريكية.
ويقول الفلسطينيون، إن استمرار الاستيطان يقوض فرص حل الدولتين نهائيا، فيما ترفض إسرائيل المطالبة بوقف نشاطاتها الاستيطانية كشرط مسبق لاستئناف محادثات السلام.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn