ملخص: قال مصدر امني في مدينة كركوك ان الهجوم الذي تعرض له مبنى مديرية شرطة كركوك وسط المدينة واسفر عن مقتل وإصابة نحو 100 شخص نفذه اربعة انتحاريين. واوضح ان الانتحاري الأول كان يقود سيارة مفخخة من نوع (كيا) اقتحم بوابة المديرية ثم تبعه ثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة ومعهم أسلحة رشاشة وقنابل يدوية حاولوا الدخول الى المبنى مستغلين الفوضى التي حدثت عقب الانفجار.
بغداد 3 فبراير2013 / اسفر هجوم منسق نفذته مجموعة مسلحة على مبنى مديرية شرطة مدينة كركوك(250 كم) شمال بغداد ، عن مقتل 30 شخصا معظمهم من افراد الشرطة واصابة 70 اخرين من افراد شرطة ومدنيين بجروح مختلفة، فضلا عن الخسائر المادية الكبيرة التي لحقت بمبنى الشرطة والمباني المجاورة له.
وقال مصدر امني في مدينة كركوك طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة انباء ((شينخوا)) ان الهجوم الذي تعرض له مبنى مديرية شرطة كركوك وسط المدينة واسفر عن مقتل وإصابة نحو 100 شخص نفذه اربعة انتحاريين. واوضح ان الانتحاري الأول كان يقود سيارة مفخخة من نوع (كيا) اقتحم بوابة المديرية ثم تبعه ثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة ومعهم أسلحة رشاشة وقنابل يدوية حاولوا الدخول الى المبنى مستغلين الفوضى التي حدثت عقب الانفجار.
واضاف أن قوات الشرطة اشتبكت مع الانتحاريين الثلاثة الذين كانوا يرتدون ملابس مشابهة لملابس الشرطة وتمكنت من قتل اثنين منهم بالقرب من البوابة، فيما تمكن الانتحاري الثالث من دخول المبنى .
وتابع المصدر ان الانتحاري الثالث فجر نفسه داخل مبنى المديرية ، مما ادى إلى اصابة عدد من افراد الشرطة بينهم العميد سرحد عبدالقادر مدير شرطة الاقضية والنواحي بجروح ، نقل على اثرها إلى المستشفى للعلاج .
واكد المصدر ان حصيلة ضحايا هذا الهجوم ، بلغت 30 قتيلا غالبيتهم من الشرطة و70 جريحا بينهم عدد من المدنيين ، فضلا عن احتراق عدد من سيارات الشرطة والسيارات المدنية والحاق اضرار كبيرة بمبنى الشرطة والمباني المجاورة له .
وكشف المصدر ان الهدف من وراء هذه العملية ، ربما هو الوصول الى سجن التسفيرات الواقع ضمن مبنى المديرية والذي يحتجز فيه العشرات من افراد تنظيم القاعدة والمجاميع المسلحة الاخرى ، مؤكدا ان المهاجمين لم يتمكنوا من الوصول الى هذا السجن ، وان القوات الامنية تمكنت من السيطرة على المبنى بشكل كامل.
إلى ذلك ، قال شاهد عيان وهو ضابط شرطة يعمل في مديرية شرطة كركوك لوكالة انباء ((شينخوا)) انه عندما وصل الى البوابة بعد حدوث الانفجار وجد اشلاء تعود لعدد من افراد الشرطة المكلفين بحماية البوابة قد تناثرت في المكان وسط برك الدماء، وحطام السيارة المستخدمة في التفجير .
اما عماد حاجي (40 عاما) صاحب محل لبيع المواد الغذائية بالقرب من مبنى مديرية الشرطة، فقال انه كان بداخل محله عندما سمع صوت انفجار هائل يهز المكان الذي غطته سحب الدخان والغبار وسط اطلاق نار كثيف.
واضاف انه وقع على الارض من شدة الانفجار، كما ان الكثير من المواد الموجودة في المحل تناثرت هنا وهناك، مبينا انه عندما تمالك نفسه ووصل الى مكان قريب من موقع الانفجار شاهد عددا من الجثث الممزقة، ملقاة على جانب الطريق امام مبنى الشرطة.
ومن جانبها ادانت حكومة اقليم كردستان، شمالي العراق الهجوم الذي تعرض له مبنى قيادة شرطة مدينة كركوك واسفر عن سقوط عشرات القتلى الجرحى .
وقال سفين دزئي المتحدث الرسمي باسم الحكومة في بيان صدر عن مكتبه ان "حكومة إقليم كردستان تدين وتستنكر بشدة هذا الاعتداء، وفي الوقت نفسه تقدم تعازيها الحارة لذوي شهداء هذه العملية الإرهابية وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى " .
وأضاف ان "حكومة إقليم كردستان وضعت جميع المستشفيات والمراكز الصحية في الإقليم على أهبة الإستعداد لإستقبال ومعالجة الجرحى".
وتابع دزئي ان "حكومة الإقليم تؤكد على أن مدينة كركوك العزيزة بحاجة إلى خطة نوعية لحماية الأمن وإستقرار المواطنين"، مؤكدا استعداد حكومة الاقليم لتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لعدم تكرار مثل هذه الحوادث لكي تعيش كافة مكونات كركوك في أجواء من الأمن والإستقرار".
ورأى النائب مؤيد الطيب المتحدث باسم التحالف الكردستاني ان الوضع الامني في مدينة كركوك تدهور اكثر من السابق، وخاصة بعد تشكيل قيادة عمليات دجلة.
وقال في تصريح صحفي ان " الوضع الامني في كركوك تدهور اكثر من السابق ، وخاصة بعد تشكيل قيادة عمليات دجلة"، مبينا انه "اذا كان الهدف من وجود الجيش في كركوك وبقية المناطق وتدخله بالملف الامني استتباب الامن والاستقرار، فالواقع اثبت عكس ذلك".
ودعا الطيب الحكومة المركزية الى " البحث عن حلول لمسألة الملف الامني في المحافظات والتنازل والتراجع من اجل خدمة الوطن والسلام الاهلي ، لان هذا ليس معيبا، انما يدل على حكمة الحكومة".
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد اعلن عن تشكيل قيادة عمليات دجلة في سبتمبر الماضي للاشراف على الملف الامني في محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى التي تضم مناطق متنازع عليها بين الاكراد والحكومة المركزية وهو ما اثار حفيظة حكومة اقليم كردستان التي اعلنت عن رفضها الصريح لتشكيل هذه القوات. وتعد مدينة كركوك النفطية شمالي العراق والتي يسكنها خليط من العرب والاكراد والتركمان من ابرز المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد واربيل، حيث يصر الاكراد على ضمها لاقليمهم، فيما يساند العرب والتركمان الراي القائل بجعلها اقليما مستقلا يتبع الحكومة المركزية.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn