بكين   مشمس جزئياً 8/0 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

مقالة خاصة: من أرض العراق... قصة حقيقية تفوق الخيال من قلب الحرب وأهوالها

2013:03:20.08:25    حجم الخط:    اطبع


ملف خاص: في الذكري العاشرة لحرب العراق


بغداد 19مارس 2013/في بلاد الرافدين مهد الحضارات الإنسانية المبكرة التي خلفت تراثا عريقا، عاش الجميع لحظات مروعة وظروفا صعبة محفوفة بالمخاطر كانت أشد قسوة على الصحفيين الذين تضاربت مشاعرهم بين الواجب المهني والأسري ، وهنا يقص عليكم الصحفي جمال هاشم من مكتب وكالة أنباء ((شينخوا)) في بغداد كيف عاصر هذا الحدث ولا سيما وأنه بث خبر "بدء حرب العراق" قبل أي جهاز إعلامي في العالم.

في فجر العشرين من مارس 2003، اندلعت الحرب على العراق وبدأت الصواريخ وقنابل الطائرات تدك مدن العراق على مدار الساعة فانتشر الرعب والدمار. ولم يكن هناك أي مكان آمن في بغداد، فقد انتشرت الأسلحة المضادة للطائرات في الأحياء السكنية للمدينة فازداد بذلك خطر استهداف هذه الأسلحة وسط البيوت السكنية.

وفي ظروف الحرب تتوقف أعمال الجميع في كل القطاعات الحكومية والأهلية فيما عدا قوات الأمن والصحفيين الذين يجدون ما يفعلونه في مثل هذه الظروف. وكان قدري أن اشارك في هذه الحرب كصحفي ووجدت نفسي في قلب الحدث. لم أكن اتمنى أن تمر بلادي بمثل هذه الظروف من الدمار وحمامات الدم، ولكن وقد حدث ذلك فانني سعيد بأني كنت شاهدا على عملية تحول تاريخية تشهدها بلادي..

أنها دورة التاريخ فكم سمعنا وقرأنا في التاريخ عن سقوط إمبراطوريات ودول ولكن الأمر مختلف تماما عندما تكون جزءا من دورة التاريخ. لذا فاني اجد نفسي محظوظا لاني عملت في هذا الوقت مع مكتب شينخوا في بغداد ولاني وجدت الفرصة كي أنقل لشعوب العالم وخصوصا الشعب الصيني ما يشهده أبناء بلادي من معاناة وما يرتكبه المحتلون من جرائم ضده.

لقد استمر القصف الصاروخي وسقوط القنابل على بغداد حوالي عشرين يوما ليلا ونهارا فكان الخوف يتملك ولدي أشرف (تسع سنوات) وأثير (ثماني سنوات) وابنتي رانية (خمس سنوات) بسبب قوة الانفجارات التي تخلع القلوب وتحرك الستائر بقوة فكنت أرى الخوف في عيونهم. وبينما اتابع أنباء القصف، كنت بين الحين والآخر اشرح لهم بأنه ليس هناك داع للخوف وأقول لهم"هذا ليس سوى صوت غير مؤذ، ابتعدوا النوافذ ولن تصابوا بأذى لأن الانفجارات بعيدة". في الواقع، لم أكن أملك أكثر من هذه الوسيلة لتهدئتهم، التي في الحقيقة لم تجد نفعا لأنهم كانوا يسهرون حتى الساعات المتأخرة من الليل بجانبي في المكتب بسبب خوفهم من الابتعاد عني إلى غرفة نومهم وكان أثير يلبس الخوذة الفولاذية ويجلب كرسيا ليجلس بجانبي حتى أنه كان ينام عليه، فاقوم بنقله إلى سريره بعدما يغفوا عندما تهدأ موجات القصف.

وفي أحد الأيام وخلال المتابعة المستمرة لاحداث الحرب على العراق والقصف المستمر تقدمت القوات الأمريكية بعد الظهر على الطريق السريع غربي بغداد واشتبكت مع قوة من الجيش العراقي وميليشيا الجيش الشعبي المكونة من افراد من حزب البعث الذي يقوده الرئيس المخلوع صدام حسين، وكانت المعركة قريبة من بيتي وأفراد عائلتي وفي هذه الاثناء وأنا اتابع تفاصيل المعركة اتصل بي ولدي الصغير الذي اخذ يبكي بخوف شديد ويتوسل أن آتي لاخذه لانه خائف وأصوات الانفجارات والرصاص شديدة جدا.

لم اتمالك نفسي وشعرت أني خذلت عائلتي وفضلت طموحي المهني على سلامتهم ، فانتظرت حتى حلول الظلام وذهبت إلى بيتي بعد أن مررت بمكان الاشتباك على الطريق السريع ، وكانت القوات الأمريكية قد تراجعت بعد المقاومة العنيفة للمقاتلين، ولكني رأيت منظرا مريعا، أسلحة مدمرة وبقايا عتاد وخوذ عسكرية مبعثرة على قارعة الطريق الشارع وجندي عراقي يقف على مقربة من الطريق العام وفي عينيه الخوف واليأس، لم يتكلم كعادة العسكريين عندما يرون شخصا في مكان كهذا وضل صامتا ثم اسرع بالاختفاء بين أشجار أحد البساتين على مقربة من الطريق العام.
[1] [2] [3]

/مصدر: شينخوا/

تعليقات