صحيفة الشعب اليومية ـ الصادرة يوم 21 مارس عام 2013- الصفحة رقم:21
قالت مصادر أمنية إسرائيلية يوم 20 مارس الحالي، إن لدى إسرائيل معلومات تفيد بأن أسلحة كيميائية "استخدمت فعلا" في سوريا، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان قد تم استخدامها من قبل الحكومة السورية أو المعارضة. وأرسلت منظمة الصحة العالمية في نفس اليوم فريق إمدادات طبية إلى مدينة حلب السورية، لكنها لم تستطع التحقق من أن ما استخدم في المدينة يوم 19 مارس الحالي هي أسلحة كيميائية أو بعض السموم الأخرى.
أرسلت وزارة الخارجية السورية يوم 19 مارس الحالي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بشان الهجوم الكميائي في مدينة حلب. وجاء في الرسالة تحذير من خطر وقوع أسلحة ممنوعة في أيدي الإرهابيين من مجموعتي "القاعدة" و"جبهة النصرة" التي تسيطر على معمل خاص في شرق حلب حيث يحتفظون بأطنان من المواد السامة وفي مقدمتها الكلور.
شكوك حول هوية المهاجمين
بعد الهجمات الصاروخية التي تحتوي على مواد كيميائية على مدينة حلب يوم 19 مارس الحالي، عقدت وزارة الخارجية السورية مؤتمرا طارئا لسفراء الدول المعتمدين في دمشق وممثلي الهيئات الدولية في دمشق، وأدانت الوزارة هذه الهجمات واتهمت المعارضة السورية باستخدام السلاح الكيميائي ، وحملت تركيا وقطر ودول أخرى المسؤولية. وفي هذا الصدد، قال رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، إن تركيا لم تقم باستخدام الأسلحة الكيميائية على الإطلاق، ولا توجد في جعبتنا أي أسلحة كيميائية. واتهم الجيش السوري الحر القوات الحكومية باستخدام الأسلحة الكيميائية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لى يوم 20 مارس الحالي،إن استخدام الأسلحة الكيميائية يخالف مبادئ القانون الدولي المقبولة لدى المجتمع الدولي، مؤكدا أن الصين تعارض بحزم استخدام أي طرف للأسلحة الكيميائية. وأشار هونغ لي إلى أن الصين ظلت تدعو إلى حظر وتدمير أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة الكيميائية بشكل كامل وتدعم مبادئ وأهداف معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأعرب الجانب الروسي عن مخاوفه البالغة لوقوع أسلحة دمار شامل في أيدي المعارضة الأمر الذي يزيد الوضع في سوريا تدهورا ويصعد المواجهة في الدولة إلى مستوى جديد. واتهمت إيران الإرهابيين بخلق هذا الحدث عمدا لفسح الطريق للتدخل الخارجي.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني يوم 19 مارس الحالي أن الولايات المتحدة ليس لديها دليل يدعم اتهام المعارضة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية، ولديها شكوك كبيرة في النظام السوري الذي فقد كل مصداقيته. وحذرت الولايات المتحدة الحكومة السورية ألا يستغل مثل هذه الادعاءات كـ " حيلة " أو " غطاء" لاستخدام الأسلحة الكيميائية .وأكد كارني أن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ من حيال استخدام الحكومة السورية الأسلحة الكيميائية في الصراع. وحذر كارني من العواقب التي ستواجهها الحكومة السورية إذا ما استخدمت الأسلحة الكيميائية أو لم تستطع ضمان أمن الأسلحة الكيميائية .
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان له، إن استخدام أي طرف للأسلحة الكيميائية في أي ظروف إذ حدث فسيشكل جريمة شنيعة. وفي نفس الوقت،كرر بان كي مون تأكيد دعم عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي من شأنها مراقبة الوضع عن كثب في سوريا.
تزايد القلق في إسرائيل
يعتقد حسين المحلل السياسي السوري أن نمو الجماعات المتطرفة في سوريا يقلق كثيرا إسرائيل باعتبارها الجار، وصاحبة المصالح المباشرة. وقبل ذلك، ادعت إسرائيل مرارا وتكرار بأنها سوف تنظر في التدخل بقوة لضمان أمنها القومي، إذا ما لم تستطع سوريا ضمان أمن الأسلحة الكيميائية. وإن الشائعات التي انتشرت قبل بضعة أشهر عن احتمال استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية لم تهدأ إلا بعد أن تحققت إسرائيل من أن الأسلحة الكيميائية السورية في حالة آمنة.
في حين أن استخدام الأسلحة الكيميائية في الهجمات الأخيرة لمس بالتأكيد العصب الإسرائيلي. وإذا ما تم تسليح المسلحين المتطرفين بالأسلحة الكيميائية، فإن إسرائيل من المحتمل أن تأخذ بعين الاعتبار: أي طرف من الأطراف السورية الأكثر أمانا لإسرائيل، حكومة بشار الأسد أم المسلحون المتطرفون؟
وقال يين قانغ، الباحث في معهد دراسات شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن هناك بالفعل عدد كبير من الأسلحة الكيميائية في سوريا. ومنذ صيف عام 2012، أثارت الشائعات التي تتحدث عن احتمال استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية تداعيات قوية. حيث قالت فرنسا أن استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية سوف يكون سببا منطقيا للتدخل العسكري الخارجي. وقالت الولايات المتحدة الأمريكية أن استخدام الأسلحة الكيميائية " خط احمر" بالنسبة لواشنطن. لذلك، وجهت الحكومة السورية رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن يوم 8 ديسمبر العام الماضي، أكدت التزامها الدائم بعدم استخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب الأهلية.
إن الحكومة السورية والمعارضة كلاهما يملكان مبررات عدم ضلوعهما في الهجمات الصاروخية التي تحمل المواد الكيميائية والتي أدت إلى سقوط ضحايا في مدينة حلب. وتعتبر مدينة حلب منطقة رصد القوات الحكومية، وإصرار المعارضة على السيطرة عليها أيضا لإقامة " منطقة محررة" للاتصال الخارجي. ومن ناحية أخرى، تسيطر القوات الحكومية حتى الآن على المعركة المستمرة لأكثر من سنة. وفي ظل هذا الوضع، هل هناك ضرورة لاستخدام الأسلحة الكيميائية وتحدي الرأي العام العالمي؟ وتقول المعارضة السورية أنها لا تمتلك الأسلحة الكيميائية، و لا أداة لاستخدامها، ولا يمكن أن تكون هي المشبه فيه في هذه الهجمات.
إن الوصول إلى الحقيقة ليس بأمر صعب. حيث يمكن تحديد نوع المواد الكيميائية القاتلة بفحص عام لجثث القتلى، وإذا تحقق من أن المواد المكتشفة نفس معيار الأسلحة الكيميائية للجيش السوري، فإنه ينبغي على الحكومة السورية تحمل المسؤولية، ولكن إذا كانت نوع الأسلحة الكيميائية السهلة جدا في التصنيع، أو القذائف العادية التي تحدث اختناق، فإن المعارضة يمكن أن تكون مسؤولة عن ذلك.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn