تقرير اخباري : اتساع دائرة العنف بالعراق والمالكي يحذر من " الفتنة الطائفية "

بغداد 25 ابريل 2013 / اتسعت دائرة العنف الحالية بالعراق، التي انطلقت شرارتها من الحويجة جنوب غرب كركوك، لتصل الى مناطق اخرى بعدة محافظات تسكنها غالبية عربية سنية، في وقت حذر فيه رئيس الوزراء نوري المالكي من "الفتنة الطائفية" اذا استمرت الاوضاع على ما هي عليه.

وشملت دائرة العنف خصوصا مناطق في محافظات صلاح الدين ونينوى والانبار وديالى.

ففي مدينة الموصل (400 كم) شمال بغداد مركز محافظة نينوى، وقعت اشتباكات اليوم (الخميس) بين الشرطة العراقية ومسلحين هاجموا مراكز الشرطة العراقية في احياء الرفاعي و17 تموز والاصلاح وموصل الجديدة، ما أدى الى سقوط 41 قتيلا.

وقال مصدر في شرطة الموصل لوكالة أنباء (شينخوا) اليوم إن مراكز الشرطة العراقية في احياء الرفاعي و17 تموز والاصلاح وموصل الجديدة، تعرضت لهجمات من قبل مسلحين مجهولين، ما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة مع رجال الشرطة.

وتابع ان عشرة من افراد الشرطة قتلوا، واصيب اثنان اخران بجروح خلال هذه الاشتباكات، فيما تم احراق 10 سيارات شرطة.

وأضاف ان السلطات الامنية فرضت حظرا شاملا للتجوال في عموم مدينة الموصل، اعتبارا من الساعة الثامنة من مساء اليوم وحتى الساعة السابعة من صباح الغد بالتوقيت المحلي.

بدوره، قال اللواء مهدي الغراوي قائد الفرقة الثالثة في الشرطة الاتحادية التي تتمركز في مدينة الموصل في تصريح صحفي اليوم إن "قوات الشرطة الاتحادية وبمساندة قوات الجيش تمكنت اليوم من قتل 31 مسلحا من مسلحي جماعة جيش الطريقة النقشبندية في عملية أمنية ".

وتابع الغراوي ان هذه العملية " استمرت اكثر من ثلاث ساعات في مناطق حي الرفاعي ومنطقة 17 تموز غربي الموصل".

واضاف ان قواته تمكنت ايضا من تحرير 17 من افراد الشرطة المحلية احتجزهم المسلحون في وقت سابق، وصادرت خمس سيارات تابعة للمسلحين واستولت على كميات كبيرة من الاسلحة والاعتدة التي كانت بحوزتهم.

ومنذ اقتحام قوات الأمن العراقية ساحة اعتصام لمحتجين الثلاثاء بمنطقة الحويجة (70 كم) جنوب غرب كركوك، سقط العشرات بين قتيل وجريح في أعمال عنف ومواجهات منفصلة بين مسلحين وقوات الأمن في عدة مدن عراقية.

وقتل في الحويجة أكثر من 50 شخصا واصيب اكثر من 150 اخرين بجروح، وفقا لاخر احصائيات دائرة الصحة في مدينة كركوك.

وفي محافظة صلاح الدين شمال بغداد، قال مصدر أمني لـ (شينخوا) إن مسلحين مجهولين تمكنوا من السيطرة على منطقة سليمان بيك (80 كم) شرق تكريت بعد معارك عنيفة مع الجيش العراقي سقط خلالها 15 قتيلا وعشرات الجرحى.

وأحرق المسلحون مقر مديرية الشرطة بعد ان طرودا عناصرها، وقاموا بالاستيلاء على الأسلحة والأعتدة والسيارات، فيما غادر غالبية سكان المنطقة الى مناطق أكثر أمنا بعد تعرض منازلهم للقصف بالطائرات المروحية والدبابات، حسب المصدر.

ومساء اليوم أعلن محافظ صلاح الدين احمد عبدالله عبد، التوصل الى اتفاق مع المسلحين الذين يسيطرون على منطقة سليمان بيك لإنهاء سيطرتهم عليها.

واوضح ان الاتفاق ينص على اعادة سيطرة قوات الشرطة على المنطقة وابعاد الجيش عنها بسبب تحسس ابناء الناحية من وجوده فيها، على ان يبدأ تنفيذ الاتفاق صباح غد الجمعة.

واضاف انه تم التوصل الى قيام قوات الامن بتفتيش المنازل بحضور شيوخ العشائر، مؤكدا ان المالكي خوله في اتصال هاتفي الاتفاق مع المسلحين وابناء الناحية.

وتتبع ناحية سليمان بيك محافظة صلاح الدين، وتقع على الطريق الرئيسي الذي يربط بغداد بشمالي العراق عند مفترق طرق يربط محافظات بغداد وصلاح الدين وكركوك والسليمانية وديالى وتقطنها اغلبية من العرب والتركمان.

وفي مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالي شمال شرق بغداد، دارت اشتباكات عنيفة اليوم بين قوات الجيش العراقي ومسلحين من جيش الطريقة النقشبندية في منطقة قره تبة (112 كم) شمال المدينة، أسفرت عن مقتل ثلاثة من المسلحين واصابة عشرة اخرين بجروح مختلفة.

كما أصيب اربعة من افراد الجيش العراقي، بينهم ضابط برتبة مقدم بجروح مختلفة، حسب ما أفاد مصدر أمني.

وقال المصدر إن المسلحين يحاولون قطع طرق الامدادات للقوات العراقية المتواجدة في منطقتي سليمان بيك والحويجة، لكن تعزيزات من القوات الامنية تصل تباعا الى المنطقة.

ووقعت كذلك اليوم اشتباكات بين الشرطة ومسلحين مجهولين في مدينة الفلوجة (50 كم) غرب بغداد، أوقعت قتيلين من الشرطة واصيب ثالث بجروح، فيما قتل اثنان من افراد قوات الصحوة في هجوم مسلح على نقطة تفتيش لها وسط المدينة.

والى الشمال من بغداد فجر مسلحون مجهولون انبوب نقل النفط الخام الى تركيا بواسطة عبوات ناسفة في منطقة تلول الباج (100 كم) شمال تكريت (170 كم) شمال بغداد، ما ادى الى نشوب حريق هائل فيه، وفقا لمصدر في شرطة المنطقة.

وقال المصدر إن الانفجار ادى الى توقف تصدير النفط الخام عبر هذا الانبوب بشكل كامل.

فيما غطت سحب الدخان المنطقة، مبينا ان فرق الدفاع المدني توجهت الى منطقة الحادث في محاولة للسيطرة على النيران ومنع انتشارها الى المناطق المجاورة.

كما هاجم مسلحون مجهولون في وقت مبكر من صباح اليوم قافلة للجيش العراقي على الطريق العام في منطقة البو عجيل ( 15 كم) شرق تكريت، ما ادى الى مقتل جندي، فيما اصيب اثنان اخران بجروح خطيرة نتيجة سقوط قذيفتي هاون على نقطة تفتيش للجيش في منطقة يثرب(70 كم) جنوب تكريت.

وكذلك فجر مسلحون مجهولون بعبوات ناسفة مركزا للشرطة في قرية بسطاملي التابعة لمنطقة سليمان بيك (80 كم) شرق تكريت بعد ان سيطروا عليه وطردوا افراد الشرطة المتواجدين به.

في هذه الاثناء، حذر رئيس الوزراء العراقي في كلمة وجهها الى شعبه اليوم من انتشار الفتنة في البلاد، قائلا إن " ما حصل قبل أيام في منطقتي الحويجة وسليمان بيك يدعونا الى التفكير مليا، لان الفتنة ان اشتعلت فلن تستثني احدا من ابناء العراق، سنة وشيعة، عربا واكرادا وتركمانا ومسيحيين ".

ودعا العراقيين الى تغليب لغة الحوار، قائلا " اقول للجميع ان ما يحققه الحوار والجلوس وجها لوجه لمناقشة مشاكلنا، افضل بكثير مما تحققه القوة واعمال القتل والارهاب ".

واضاف ان " العراق امانة في رقابنا جميعا، ونريد ان يبقى العراق موحدا قويا بعيد عن الفتن والاقتتال "، مؤكدا ان العراق بدأ يتأثر بالمحيط الاقليمي الذي يعج بالفتن.

لكن القائمة العراقية، التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي رأت ان على المالكي القيام بخطوة في اتجاه الحوار.

وقال اياد السامرائي القيادي في القائمة العراقية في مؤتمر صحفي مشترك مع عضو القائمة احمد المساري بمبنى مجلس النواب "على القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي المبادرة الى سحب الجيش من المواجهة ، وتسليم الملف الامني في المحافظات التي تشهد مواجهات الى سلطاتها المحلية".

وتابع أن " هذا الامر يضمن امكانية اجراء مباحثات لحل الازمة الحالية في البلاد ".

وأضاف ان " الازمة الحالية في البلاد ينبغي معالجتها بحكمة من خلال الحوار ومن خلال البرلمان وليس بتشكيل لجان حكومية"، مبينا إن " تشكيل اللجان الحكومية هو الذي تسبب في الازمة الحالية".

من جانبه، قال المساري إن "ناحية سليمان بيك تقصف بالطائرات والدبابات من قبل الجيش العراقي"، محذرا من "مجزرة جديدة في سيلمان بيك من قبل الجيش ضد رجال العشائر".

ويرى مراقبون ان كرة النار اذا ما استمرت بالتدحرج الى مناطق البلاد الاخرى، ستحرق الاخضر واليابس، وتذكي الطائفية التي عانى منها العراق خلال السنوات الماضية.

/مصدر: شينخوا/