تحليل إخباري : خبراء سوريون يستبعدون قيام سوريا برد عسكري مباشر على الغارة الإسرائيلية

دمشق 6 مايو 2013 /استبعد محللون وخبراء سياسيون في سوريا يوم الاثنين قيام الجانب السوري برد عسكري مباشر على العدوان الذي استهدف ثلاثة مواقع عسكرية في بلدة جمرايا بريف دمشق، مؤكدين أن الرد سيكون دبلوماسيا أكثر منه عسكريا.

واعتبر المحللون أن التوازن العسكري مختل من الجانب السوري بسبب انشغاله في الصراع الداخلي مع ما يسمى المجموعات الإرهابية المسلحة، ومحاولته القضاء عليهم وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد .

وأكد صفوان عكاشة، عضو هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي، أن سوريا غير قادرة عسكريا على الرد على العدوان الإسرائيلي الذي وقع على أراضيها خلال اليومين الماضيين، مشيرا إلى السبب يعود إلى عدم وجود إمكانية عسكرية متوازنة مع الكيان الإسرائيلي .

وقال المعارض السوري في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء ((شينخوا)) بدمشق "أعتقد أن هناك إمكانية عسكرية سورية للدخول في حرب أو نزاع مسلح مع الكيان الصهيوني" ، معربا عن اعتقاده بأن الرد الحقيقي على هذا العدوان الإسرائيلي أو أي عدوان آخر هو "وحدة الشعب السوري، وكسر حلقة العنف الحالية، والتوصل إلى حل سياسي وبناء دولة مدنية ديمقراطية".

وأضاف عكاشة قائلا "أعتقد أنه لا ينبغي أن نسير وراء التصريحات الجوفاء، لأن التوازي العسكري مختل بشكل فادح لصالح الكيان الإسرائيلي وليس لصالح سوريا وباقي دول المنطقة".

واعتبر عكاشة "أن هذا العدوان له أبعاد كثيرة منها ما هو إقليمي والآخر داخلي، وربما له أبعاد دولية "، مشيرا إلى أن العدوان ربما يقصد منه ضرب الاجتماع المرتقب بين وزيرى خارجية روسيا والولايات المتحدة الأمريكية قريبا، أو ربما له علاقة بتسليح المعارضة.

وأعلن التليفزيون السوري الأحد أن عدوانا صاروخيا إسرائيليا استهدف بلدة جمرايا بريف دمشق، كما قالت مصادر معارضة إن الانفجارات وقعت في مركز بحوث عسكري ومخزن للأسلحة، حيث وقعت عدة انفجارات فجر الأحد على السفح الغربي لجبل قاسيون بدمشق، إذ سمع دويها وشوهد الضوء الناجم عن الحريق الذي خلفته في كافة أرجاء المدينة.

وطالبت وزارة الخارجية السورية مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه وقف العدوان الإسرائيلي على سوريا، ومنع تكراره والحيلولة دون تدهور الوضع في المنطقة وخروجه عن السيطرة، في حين اعتبر مجلس الوزراء أن العدوان الإسرائيلي يفتح الباب واسعا أمام جميع الاحتمالات، ويظهر ترابطا بين المجموعات الإرهابية وإسرائيل.

ولاقى العدوان الإسرائيلي على سوريا استنكارا من دول عدة بينها مصر والجزائر وإيران، في وقت أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون عن قلقه البالغ من الغارات الإسرائيلية على سوريا, داعيا جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس واحترام السيادة الوطنية والإقليمية لجميع الدول في المنطقة.

ومن جانبه، استبعد علي محفوض، الباحث والكاتب السوري المعروف، أن تتحول هذه العملية المحدودة من قبل إسرائيل إلى مواجهة مفتوحة مع تل أبيب، مشيرا إلى أن الرد السوري " سيكون مدروسا لأنه ليس هناك ضمانات محدودة للرد الإسرائيلي على الرد السوري لاحقا ، في ظل حالة التشتت الجغرافي وإنهاك قوى الجيش السوري على خطوط الفراغ الإستراتيجي مع العدو الإسرائيلي على خط التماس".

وأضاف محفوض لـ (( شينخوا)) بدمشق أن الرد السوري " سيكون دبلوماسيا عبر ضغط دولي عبر قنوات دولية حليفة لسوريا كروسيا والصين ودول البريكس" ، مبينا أن "اسرائيل سوف ترسل تطمينات لهذه القوى الدولية عبر الولايات المتحدة الأمريكية أن هذه العملية المحدودة قد لا تتكرر".

وأشار الباحث السوري إلى أن الساحة السورية الآن " هي ساحة مستباحة والأمن القومي والوطني مخترق في العمق وهناك ضعف في سيطرة سلطة المركز على الإقليم أمنيا وعسكريا " ، معتبرا أن السيطرة على الإقليم أحد عناصر السيادة.

/مصدر: شينخوا/