تحقيق :لاجئون فلسطينيون يتمسكون بحق العودة إلى قراهم بعد مرور 65 عاما على "النكبة"

رام الله 14 مايو 2013/على الرغم من مرور 65 عاما على تهجير الفلسطينيين من قراهم التي احتلتها إسرائيل عام 1948 إلا أن أحمد (16 عاما) من مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية يروي تفاصيل الحياة في قرية أجداده (نورس) المهجرة بكل دقة.

وأحمد واحد من بين مئات آلاف الفلسطينيين الذين ولدوا وتربوا في المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ودول الشتات لكن آذانهم لم تتوقف يوما عن سماع قصص قراهم عبر الأجيال المتعاقبة منذ ما يعرف (بالنكبة) الفلسطينية.

ويحيي الفلسطينيون في 15 مايو من كل عام ذكرى ترحيل آلاف الفلسطينيين عن بلداتهم وقراهم في عام 1948، ويطلقون على هذا اليوم ذكرى (النكبة)، فيما تحتفل إسرائيل في ذات اليوم بإعلان استقلال دولتها.

ويقول احمد وهو يقف أمام باب منزل ذويه في مخيم جنين حيث يبيع الخضار لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن والده ومن قبله جده كانوا يحدثونه دائما عن أدق تفاصيل الحياة في قرية (نورس) بأراضيها وأزقتها والعمل فيها.

ويضيف "كان جدي يمتلك أراض واسعة في القرية ويزرعها ويبيع محصولها (...) والآن نحن نعيش في مخيم للاجئين لا نمتلك شيئا لذا أنا أعمل في بيع الخضار بعد عودتي من المدرسة لجني بعض الأموال ومساعدة والدي في مواجهة الحياة الصعبة هنا".

وعلى الرغم من أن طرقات مخيم جنين وبعض منازله تبدو حديثة بعد ان اعيد بناؤها بمساعدات قدمتها دولة الإمارات العربية بعد الاجتياح الإسرائيلي للمخيم خلال عملية (السور الواقي) عام 2002 إلا أن السكان مازالوا يعيشون حياة صعبة مثل باقي المخيمات الفلسطينية بانتظار العودة إلى قراهم بحسب ما يقول أحمد.

وأظهر تقرير أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني اليوم (الثلاثاء) بمناسبة الذكرى 65 (للنكبة) الفلسطينية التي تصادف يوم غد الأربعاء، أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) منتصف العام الجاري بلغ حوالي 5.3 مليون لاجئ فلسطيني، يشكلون ما نسبته 45.7 في المائة من مجمل السكان الفلسطينيين في العالم.

وبين التقرير، أن حوالي 29 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

وتوفر (أونروا) الخدمات الغذائية والصحية والتعليمية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس وهي الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا.

واحتفظ كبار السن من لاجئي المخيمات الفلسطينية بمفاتيح منازلهم التي تركوها وقت (النكبة) وحتى أوراق ملكيتهم لأراضهم، وعمدوا إلى توريثها لأبنائهم وأحفادهم علهم يرجعون لها يوما ما بحسب ما تقول أم عمر (75 عاما) من سكان مخيم جنين ل((شينخوا)).

وتضيف أم عمر، أنها دائما تتذكر منزل ذويها وأراضيهم التي خرجوا منها عام 1948 بعد أن أخبرهم مخاتير القرى بأنهم سيعودون إلى قراهم ومنازلهم بعد بضعة أيام لكن هذا لم يحدث إلى حد الآن.

/مصدر: شينخوا/