تجدد الاشتباكات في طرابلس بشمال لبنان وسقوط قتيلين و16 جريحا

بيروت 21 مايو 2013 / قتل شخصان وأصيب 16 اخرون في تجدد الاشتباكات بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية اليوم (الثلاثاء) في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان، ما يرفع حصيلة الضحايا منذ الأحد إلى 6 قتلى و53 جريحا.

وقال مصدر أمني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن " الاشتباكات في طرابلس تجددت اليوم بعنف بعدما هدأت صباحا مع تنفيذ الجيش اللبناني خطة انتشار واسعة لإعادة الهدوء، ما أوقع قتيلين و16 جريحا حتى مساء اليوم ".

وخلال اليومين الماضيين سقط في هذه الاشتباكات، التي تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية وقذائف الانيرغا والهاون، 4 قتلى، بينهم عسكريان، و37 جريحا 9 منهم من جنود الجيش، حسب المصدر.

فيما لوحظت حركة نزوح واسعة من مناطق الاشتباكات نحو أماكن آمنة.

وكانت قيادة الجيش اللبناني قد أرسلت صباح اليوم " تعزيزات " إلى محاور الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة لمساندة القوات المتواجدة هناك، حيث عملت على تنفيذ انتشار واسع لضبط الأمن بعد يومين من الاشتباكات المسلحة.

وجاء تحرك الجيش غداة اجتماع لنواب مدينة طرابلس، أصدروا خلاله بيانا مشتركا أكدوا فيه أن "الجيش يقوم بواجب فرض الامن بالحزم المطلوب وتحت سقف القانون بالعدالة المرجوة بوجه كل الأطراف".

وشدد هؤلاء على "ضرورة بسط الامن والاستقرار في طرابلس، معلنين رفضهم لرفع أي سلاح في وجه القوة الشرعية."، داعين الأهالي إلى "التعاون الكامل مع الجيش والقوى الامنية للحفاظ على أمنهم وأمن طرابلس ودحر المؤامرات التي تحاك ضدهم وضد المدينة."

وكانت الاشتباكات في طرابلس قد اندلعت، بحسب مصادر محلية، على خلفية المعارك التي تدور في منطقة القصير السورية القريبة من لبنان.

وقال التلفزيون الرسمي السوري الأحد إن قوات الجيش دخلت مدينة القصير بريف حمص وسط البلاد المتاخمة للحدود اللبنانية بعد اشتباكات مع مسلحي المعارضة الذين يسيطرون عليها، ما أسفر عن مقتل "70 مسلحا واستسلام عدد اخر منهم".

فيما تنفي المعارضة السورية سيطرة الجيش النظامي على القصير، وتؤكد أن المعارك مازالت مستمرة.

وتتهم المعارضة السورية حزب الله اللبناني بالقتال إلى جانب الجيش السوري في معارك القصير، وطالبته مرارا بسحب " قواته من الأراضي السورية على الفور".

ويعيش لبنان بشكل عام انقساما على خلفية الأزمة في سوريا، وأثارت معارك القصير خصوصا "سجالا طائفيا" في شهر أبريل الماضي في هذا البلد العربي، الذي يتقاسم حدودا مع سوريا المضطربة منذ منتصف مارس من عام 2011 .

فقد دعا الشيخ سالم الرافعي إمام مسجد التقوى في طرابلس في 22 ابريل " شباب السنة الى الجهوزية التامة لارسال أول دفعة للواجب الجهادي في القصير "، معلنا " التعبئة العامة لنصرة أهل السنة في القصير بعد هجوم حزب الله السافر على أهلنا في المنطقة ".

فيما أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في كلمة متلفزة عبر قناة ((المنار)) التابعة لحزبه في 30 ابريل، مساندة عناصر الحزب للبنانيين المقيمين في منطقة القصير في سوريا، قائلا إن الحزب لن يترك اللبنانيين في ريف بلدة القصير السورية عرضة لهجمات "الجماعات المسلحة".

وأكد نصرالله أن " من حق هؤلاء الناس في القصير ان يدافعوا عن انفسهم ويحصلوا على المساعدة ".

وتتكرر الاشتباكات وأعمال إطلاق النار بين منطقتي باب التبانة المؤيدة للمعارضة السورية وجبل محسن المؤيدة للنظام السوري من حين إلى آخر على خلفية الانقسامات السياسية والمذهبية في لبنان بشأن الأحداث في سوريا.

/مصدر: شينخوا/