حزب الجبهة الوطنية الليبي يثني على استقالة المقريف ويصفها بـ"نكران الذات"

طرابلس 29 مايو 2013/ أثنى حزب الجبهة الوطنية على موقف رئيس المؤتمر الوطني (البرلمان) الليبي محمد المقريف بإعلانه الاستقالة من المؤتمر ، ويصف هذا القرار بقمة "نكران الذات" .

وأوضح حزب الجبهة الوطنية في بيان رسمي حصلت وكالة أنباء ((شينخوا)) على نسخة منه يوم الأربعاء ، " ينظر الحزب بكل الفخر وإعتزاز لما قام به المقريف من موقف يعد قمة فى نكران الذات ، حين آثر مصلحة الوطن العليا وبادر بتقديم استقالته لكي يجنب البلاد كثيرا من اللغط والجدل حول قانون العزل ومستقبل الشرعية في البلاد " .

وتابع بيان الحزب " نعتبر موقفه حرصاً على عدم وضع العراقيل أمام استمرار مسيرة بناء المؤسسات في بلادنا ، وهو أمر ليس بمستغرب على مناضل أفنى عمرة في سبيل تحقيق الهدف الأسمى وهو تخليص ليبيا من كافة أنواع الظلم والإستبداد ... ، هو درس يضاف إلى مجموعة الدروس التي لا تأتي إلا ممن يحرص على الوطن ويغلبها على أي مكسب " .

وكان محمد المقريف مؤسس حزب الجبهة الوطنية ثالث أكبر الكيانات السياسية بعد تحالف القوى الوطنية الليبرالي وحزب العدالة والبناء المنبثق عن جماعة الأخوان المسلمين في ليبيا ، قد قدم استقالته يوم الثلاثاء من المؤتمر الوطني العام على خلفية إقرار قانون العزل السياسي الذي يسري تنفيذه على كل المسؤولين الذين عملوا في عهد القذافي .

وبموجب اللوائح التنظيمية الداخلية للمؤتمر الوطني (البرلمان) الليبي فإن النائب الأول للرئيس هو من يخلفه أو نائبه الثاني بشكل مؤقت ، وإذا تعذر ذلك فيتولى العضو الأكبر سنا في المؤتمر الرئاسة لحين انتخاب رئيس جديد من قبل أعضاء المؤتمر الوطني .

وعن أهمية الرسالة التي قدمها المقريف إلى الأحزاب السياسية في خطاب استقالته، وصف حزب الجبهة الوطنية الخطوة في بيانه " ننظر لهذا الموقف على أنه رسالة سامية لكل الشرفاء في ليبيا بأن يضعوا مصلحتها أمام أعينهم ونصب أهدافهم المستقبلية والآنية ، وأن أي خلافات مصلحية حزبية كانت أو مناطقية لن تقودنا إلا لمزيد من الإرباك " .

واختتم بيان الحزب " ما أبرزه محمد المقريف في كلمته أمام أعضاء المؤتمر ، تعد نقطة هامة للسلطة الشرعية والتيارات الحزبية وكافة أطياف الشعب بأن المرحلة تحتاج لصدق وقوة في العمل واتخاذ خطوات جادة في سبيل ترسيخ هيبة الدولة وبنائها " .

هذا ووصف محمد المقريف الأحزاب السياسية في خطاب استقالته، بأنها تهتم بمصالحها فقط وتتناسى المصلحة الوطنية ، معللاً ذلك " التعصب الأعمى للحزب ومصالحه قبل مصلحة الوطن ، مقيت ومذموم ويمثل مصدر إفساد للديمقراطية والحياة السياسية" .

ويقصي قانون العزل السياسي ، والذي ستباشر هيئته الخاصة مهامها رسميا في الخامس من يونيو المقبل، محمد المقريف من منصبه حيث عمل رئيسا لديوان المحاسبة (بدرجة وزير) في عهد القذافي سنة 1972 كما شغل منصب سفير ليبيا في الهند عام 1980 .

وتنص مواد القانون على عزل كل مواطن ليبي، ولمدة عشر سنوات من تاريخ تطبيق القانون ، تقلد مناصب قيادية في نظام القذافي السابق وساهم في إفساد الحياة السياسية ابتداء من عام 1969، تاريخ تولى القذافي السلطة في ليبيا وحتى تاريخ "تحرير ليبيا" في أكتوبر 2011 إثر انتفاضة شعبية شهدتها البلاد في فبراير من العام ذاته .

/مصدر: شينخوا/