تحليل إخباري: الولايات المتحدة لن توقف على الأرجح مساعداتها لمصر بسبب عزل مرسي

القاهرة 11 يوليو 2013 / بالرغم من أن الولايات المتحدة تشعر "بقلق بالغ" إزاء الإجراءات التي اتخذها الجيش مؤخرا وأسفرت عن الإطاحة بالرئيس ذي التوجه الإسلامي محمد مرسي، إلا أن القوة الكبرى في العالم لن توقف على الأرجح مساعداتها لمصر لأن هذا الإجراء سيعرض مصالحها الخاصة في الشرق الأوسط للخطر، حسبما يقول المراقبون المصريون.

وبات السؤال الأكثر شيوعا على الساحة السياسية الأمريكية منذ الإطاحة بمرسي الأسبوع الماضي يقول هل ما حدث في مصر أنقلابا أم ثورة شعبية؟ وكانت عدم القدرة على إيجاد إجابة واضحة لهذا السؤال السبب وراء رد الفعل الأمريكي "المتردد" تجاه الوضع في مصر.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أمر يوم الأربعاء البنتاغون "بمراجعة" مساعدات عسكرية أمريكية لمصر تصل قيمتها إلى 1.3 مليار دولار. ومن ناحية أخرى، ذكر البنتاغون مؤخرا أنه سيستمر في إرسال أربع طائرات مقاتلة من طراز ((أف - 16)) لمصر في الأسابيع المقبلة، وهو ما اعتبره المحللون إشارة من أوباما على أن إدارته لن تصف عزل مرسي بالإنقلاب .

-- ضغط ناعم على مصر

وفي هذا الصدد، قال أستاذ العلوم الإستراتيجية ومساعد وزير الدفاع الأسبق نبيل فؤاد لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الولايات المتحدة تمارس نوعا من "الضغط الناعم" على مصر، إذ أنها لا تريد أن تخسر هذا البلد العربي باعتباره حليفا حيويا لها في الشرق الأوسط.

وقال الخبير إن "مصالح الأمريكية مع مصر قد تكون أكثر أهمية من المصالح المصرية مع الولايات المتحدة"، مستبعدا احتمالية أن تتخذ واشنطن "اتجاها صادميا" في تناول علاقات مع مصر فيما بعد مرسي.

وأشار فؤاد إلى أن "الولايات المتحدة لم تحدد بعد ما إذا كان ما حدث في مصر انقلاب أم ثورة شعبية، فيما قد يضغط الجمهوريون على أوباما لوقف المساعدات العسكرية لمصر"، مشيرا إلى أن عزم البنتاغون على مواصلة إرسال المقاتلات ((أف- 16)) لمصر يدل على أن "الولايات المتحدة في حالة عدم يقين".

وكان البيت الأبيض قد أوضح أنه "لن يكون في صالح الولايات المتحدة تغيير برامج المساعدات التي تقدمها لمصر فورا" وذلك حسبما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين يوم الاثنين.

وقد ذكر الخبير الأمني المصري حسام سويلم إن الولايات المتحدة "لن تستفيد من وقف مساعداتها المالية لمصر، إذ أنها تمثل جزءا من الأمن القومي الأمريكي والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ".

وصرح سويلم، وهو أيضا المدير السابق لمركز البحوث والدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة المصرية، بأن "الولايات المتحدة تدرك أن مصر قد تلجأ إلى قوى كبرى أخرى مثل روسيا أو الصين، علاوة على الحصول على مساعدات مالية من دول خليجية غنية بالنفط".

ومضى في حديثه قائلا إن الولايات المتحدة تعلم أن الإبقاء على تقديم المساعدات لمصر أمر "بالغ الأهمية " لاظهار الدعم الأمريكي للإرادة الشعبية المصرية.

-- التزام الحذر

ومن جانبه، قال عماد عواد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن واشنطن ابدت في بادئ الأمر رد فعل "غامض" مماثل لما حدث أثناء ثورة يناير 2011 عندما أطاحت ثورة شعبية بحسني مبارك.

وذكر عواد لشينخوا أن "الولايات المتحدة تمر الآن بعملية تقييم مكاسب الوضع وخسائره"، مضيفا أن إعادة النظر في تقديم المساعدات لمصر والموافقة في الوقت نفسه على إرسال المقاتلات ((أف - 16)) لهذا البلد المضطرب يثبت أنها تريد التزام الحذر حتى تتكشف تطورات الأمور.

واستطرد قائلا إن "الولايات المتحدة لديها مصالح في مصر ولا تكترث بمن يحكم البلاد ولكن بمن يحافظ على مصالحها"، مشيرا إلى أن إسرائيل، الحليف رقم 1 للولايات المتحدة في المنطقة، لديها تأثير كبير على رد الفعل الأمريكي.

وأضاف أن الولايات المتحدة قد لا تريد أن تدخل في خلا ف آخر مع روسيا التي دل رد فعلها السريع والواضح ونقدها للإخوان المسلمين في مصر دل ضمنا على تأييدها للإطاحة بمرسي.

/مصدر: شينخوا/