تقرير إخباري : فصائل فلسطينية تعارض استئناف المفاوضات مع إسرائيل

رام الله/غزة 19 يوليو 2013 /بعد الإعلان عن اتفاق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أسس لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول الوضع الدائم أبدت فصائل فلسطينية معارضتها لذلك.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري - في مؤتمر صحفي عقده في عمان بعد اجتماعه في رام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الاتفاق مازال في مرحلة بلورته وأن طاقمي التفاوض الإسرائيلي برئاسة وزيرة العدل تسيبي ليفني، والفلسطيني برئاسة صائب عريقات سيصلان إلى واشنطن الأسبوع المقبل لإجراء مباحثات.

وقال مصدر فلسطيني ل((شينخوا)) ، أن كيري عرض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائهما اليوم العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل مقابل تعهدات أمريكية بالضغط علي الجانب الإسرائيلي للقبول بالمقترحات الأمريكية التي جاء بها كيري .

وتعهد كيري خلال اللقاء ، بحسب المصدر ، بإطلاق سراح 350 أسيرا فلسطينيا من بينهم 100 أسير ما قبل اتفاق (أوسلوا) بين منظمة التحريرالفلسطينية وإسرائيل عام 1993 وذلك خلال مرحلة المفاوضات وجلوس الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة المفاوضات .

وأضاف المصدر، أن كيري أبلغ عباس أنه سيجتمع فور عودته إلى واشنطن مع يهود أمريكا من أجل وضعهم في صورة التطورات التي حدثت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على قبول مبدأ حل الدولتين ووقف الاستيطان خلال فترة المفاوضات.

وأشار المصدر، إلى أن كيري قدم "ضمانات ووعود" أمريكية للرئيس عباس للذهاب إلى طاولة المفاوضات مقابل اعتراف وتعهد إسرائيلي بحدود الأراضي التي احتلتها عام 1967.

وكان كيري قبل مجيئه إلى رام الله للقاء عباس التقى في العاصمة الأردنية عمان صباح اليوم مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقاتالذي أوفدته القيادة الفلسطينية لإبلاغ وزير الخارجية الأمريكي بمطالبها التي توصلت إليها خلال اجتماع مطول عقدته يوم أمس الخميس لبحث رؤيته فيما يتعلق بالعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل.

وجاء اجتماع القيادة بعد لقاءين عقدهما كيري في عمان مع عباس حيث عرض عليه رؤيته للعودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل، إضافة إلى عقده اجتماعا مع وفد من لجنة متابعة مبادرة السلام العربية التي أكدت خلال لقاء آخر مع عباس على دعمها لاستئناف المفاوضات. وطالب عريقات كيري ، بمزيد من الإيضاحات فيما يتعلق بمرجعية المفاوضات وفق الحدود المحتلة عام 1967 بحسب ما ذكر واصل أبو يوسف عضو التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ل((شينخوا)).

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة بعد لقاء عباس وكيري في رام الله في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن تقدما تحقق في المحادثات بما يسمح بالموافقة على المبادئ التي تسمح باستئناف المفاوضات.

وذكر أبو ردينه، أن تفاصيل معينة مازالت بحاجة إلى إيجاد حل لها، وإذا ما سارت الأمور على ما يرام فإن كيري سيوجه الدعوة إلى كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، وممثل عن الجانب الإسرائيلي للقائه في واشنطن وإجراء محادثات أولية في الأيام القريبة القادمة.

وبهذا الصدد أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف يونيو عام 2007 إثر جولات من القتال الداخلي مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية برئاسة عباس، عن رفضها الشديد لخطوة استئناف المفاوضات مع إسرائيل برعاية أمريكية.

وقال سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة لوكالة أنباء ((شينخوا))،إن موقف السلطة الفلسطينية "يمثل خروجا عن الموقف الوطني ويعبر عن حالة استفراد دون تفويض وطني".

واعتبر أبو زهري، أن المستفيد الوحيد من العودة الفلسطينية للمفاوضات هو " الاحتلال الإسرائيلي الذي يستخدم ذلك غطاء لجرائم الاستيطان والتهويد".

وانتقد المتحدث باسم حماس موقف وزراء الخارجية العرب لموافقتهم على خطة كيري للعودة للمفاوضات، معتبرا أن "دورهم هو تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وليس دفعه للتنازل والتفريط".

وفي السياق ذاته انتقدت الجبهة الشعبية اليسارية لتحرير فلسطين ثاني أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بعد حركة (فتح) التي يتزعمها عباس قرار استئناف المفاوضات مع إسرائيل، معتبرة أنه "يلحق ضررا كبيرا بالقضية الفلسطينية".

وقال جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ل((شينخوا))،إن "العودة للمفاوضات دون تلبية الحد الأدنى من المطالب الفلسطيني يشكل خرقا للإجماع الوطني الفلسطيني".

وأضاف مزهر "نرفض رفضا قاطعا العودة للمفاوضات بما أنها مسار عبثي وعقيم تم تجربته فلسطينيا على مدار 20 عاما واستغل لتمرير السياسات العدوانية الإسرائيلية بالاستيطان والتهويد".

واعتبر مزهر، أن جولة المفاوضات الجديدة "مقدر لها الفشل مسبقا"،مؤكدا أن الأولوية لدى القيادة الفلسطينية يجب أن تنصب على إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي ووضع إستراتيجية متكاملة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي .

من جهته ، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية النائب مصطفي البرغوثي ، إن العودة للمفاوضات دون تجميد شامل ومطلق للاستيطان ودون تحديد واضح لحدود الدولة الفلسطينية كمرجعية للمفاوضات يمثل خطرا كبيرا على القضية الفلسطينية.

وحذر البرغوثي في تصريحات ل((شينخوا))، من استخدام إسرائيل المفاوضات كغطاء لاستمرار عمليات التهويد والبناء الاستيطانية ، مستبعدا أن يثمر الرهان الجديد على عملية السلام عن جديد للفلسطينيين.وقال بهذا الصدد "حتى لو بدأت مفاوضات فهي ستنتهي للفشل لأن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة مستوطنين ولا يمكن أن توافق على حل حقيقي يلبي الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني ".

وكانت جولة كيري التي انتهت اليوم بالإعلان عن استئناف المفاوضات هي السادسة له في المنطقة ضمن جهوده التي يبذلها منذ 20 مارس الماضي لاستئناف المفاوضات المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ مطلع أكتوبر 2010 بعد أربعة أسابيع من إطلاقها برعاية أمريكية في حينه بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني الإسرائيلي .

/مصدر: شينخوا/