تعليق: مصر ـــــ السياسة تتجه نحو اليسار والاقتصاد نحو اليمين

تشهد مصر منذ الاطاحة بمحمد مرسي في الثالث من يوليو هذا العالم العديد من الاشتباكات العنيفة،و اثارت اهتمام المجتمع الدولي.

مصالحة يصعب تحقيقها

زار مساعد وزير الخارجية وليام بيرنز يوم 5 اغسطس الماضي قادة الاخوان المسلمين في مصر في السجن. وكان قد اجتمع ايضا مع رئيس الوزراء المصري والدفاع في الحكومة الانتقالية. وبالإضافة الى ذلك، قامت شخصيات رفيعة المستوى من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية ودولة الامارات العربية المتحدة وقطر وغيرها من الدول الاخرى بزيارة مصر للالتقاء بالأحزاب ومناقشة الوضع في مصر. وعلى الرغم من أن تفاصيل المحادثات لم يتم الكشف عنها، ولكن من الواضح أن جميع الاطراف يأملون تجنب المزيد من العنف وإراقة الدماء في مصر.

ومع ذلك، يعتقد المحللون أن الحكومة المؤقتة تواجه في الوقت الحاضر قضية الاخوان المسلمين والقضية الامنية، وليست قضية سياسية، وبالتالي فإنه من الصعب انهاء هذا المأزق. وأفيد أن الجيش المصري ايد قرارا الحكومة المؤقتة يوم 25 اغسطس محاكمة قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع وخيرت الشاطر وذلك في تهمة التحريض على العنف. وقد امرت النيابة العامة المصرية في الشهر الماضي، بالقبض على بديع وتسعة اشخاص اخرين بتهمة التحريض على العنف، مما تسبب في الوقوع العديد من القتلى. وفي الوقت الحاضر، يعتقل خيرت الشاطر في احد السجون بالقاهر. وقال خليل العناني، وهو خبير في السياسة المصرية والحركات الإسلامية، أن هذه احدى الاجراءات وسياسة الحكومة المؤقتة في مواجهة الاخوان المسلمين.

ويشعر بعض المحللين بالقلق من أنه وبالرغم من أن اخوان المسلمين اعلنوا عن انهم سوف يسعون جاهدين لتحقيق الديمقراطية واللاعنف، ولكن الحليف الوحيد الموثوق لهم حاليا هي المنظمات والجماعات الاسلامية، وإن اعضاء الاخيرة قد يكونون اكثر استعدادا للجوء الى العنف أو تدابير متطرفة.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/