تعليق: لماذا تطلق الحكومة المصرية المؤقتة سراح مبارك في هذا الوقت بالذات؟

أفادت تقارير إعلامية ليلة 19 أغسطس الحالي أن محامي الرئيس السابق حسني مبارك البالغ من العمر 85 عاما أشار إلى أن موكله قد يتم إطلاق سراحه خلال الـ 48 ساعة القادمة. لكنه سيبقى يواجه تهم قتل المتظاهرين. ومنذ أن تم فض إعتصام مؤيدي مرسي في الـ 14 أغسطس الحالي، ظل الوضع المصري يشهد توترا مستمرا. ورأى محللون في قضايا الشرق الأوسط أن إطلاق مبارك في هذا الوقت بالذات، قد يكون محاولة من الجيش "لتوحيد فريق ما، لضرب فريق آخر."

لماذا في هذا الوقت بالذات؟
الحنين إلى الإستقرار والنظام في عهد مبارك

يشير الخبير في قضايا الشرق الأوسط بالمعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة تيان ون لين إلى أن إطلاق مبارك لا يمكن القول بأنها خطوة جيدة لكنها خطوة لازمة. لأن الناس في الوقت الحالي يحنون إلى الإستقرار والنظام الذي في عهد مبارك، لذلك فإن إطلاقه في هذا الوقت لن يثير معارضة كبيرة من الشعب، في ذات الوقت هذا يعد جوابا بالنسبة لأتباع مبارك المخلصين.

ما تأثير ذلك على الوضع في مصر؟
يمكن كسب تعاطف الناس

يشير تيان ون لين الى أن خروج مبارك من السجن لن يكون له تأثير كبير على الوضع الحالي في مصر، وأن إطلاق مبارك يعد جزءا من سياسة الحكومة المصرية المؤقتة، لكن المهم هو الإتجاهات العريضة التي ستتبعها الحكومة المؤقتة في المستقبل. ومبارك أصبح الآن شخصية ذات رمزية سياسية، وسيكون ورقة في يد الحكومة المؤقتة لكسب تعاطف الناس، كما سيكون علامة تدل على إتجاهات سياسات الحكومة المؤقتة في المستقبل.

موقف قادة الجيش؟
"حشد فريق ضد، لضرب فريق آخر"

كانت بعض التحليلات تشير إلى أن عبد الفتاح السيسي الذي يمثل الضباط الشباب داخل الجيش، وقام بمساعدة مرسي على الوصول إلى السلطة لأنه لم يحصل على فرصة للترقية وبسبب خلافه مع الضباط الشيوخ. ويرى تيان ون لين، أنه سواء فريق الشباب أو الشيوخ داخل الجيش، فهم لديهم مصالح مشتركة وليست هناك مصالح شخصية.

ويضيف تيان ون لين أن قائد الجيش المصري يرغب في أن يكون له موقفا واضحا في الوضع المصري الحالي، لذا فإذا كان يرغب في مواصلة حبس مرسي، فحتما عليه إطلاق مبارك، ولتأكيد موقفه، عليه أن "يحشد فريق ما، لضرب فريق آخر". لأن قرار حبس مرسي، وتفكيك الإخوان المسلمين وغيرها من الإجراءات، يتطلب حشد أكبر عدد ممكن من القوى العلمانية، والآن يتمتع السيسي بتأييد العديد من مؤيدي مبارك، لذلك يرغب في الإعتماد عليهم.

هل سيعود عهد مبارك؟
إطلاق مبارك لا يعني عودته إلى كرسي الحكم

يعتقد تيان ون لين أن العديد من أعضاء الحكومة المؤقتة الحالية بما في ذلك السيسي كانوا مسؤولين سامين في حكومة مبارك، ويمثل مبارك في حد ذاته رمزا وقائدا لتلك الفترة، وفي النهاية فالنظام الحالي هو نظام مبارك بدون مبارك.

عند صعود مرسي للحكم، تعرض مبارك وأعضاء حكومته إلى المحاسبة. لكن بعد إمساك أتباع مبارك بالحكم مجددا، يمكن تفهم إطلاق مبارك من السجن.

ويعد قيام الحكومة المصرية المؤقتة بإطلاق مبارك من السجن إستمرارا لإرث وسياسات ذلك العهد، ونقطة إنطلاق للسياسات المستقبلية للحكومة المؤقتة. لكن يبقى إطلاق سراح مبارك لايعني عودته إلى كرسي الحكم.

ملف خاص: تطور الوضع المصري بعد عزل محمد مرسي

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/