تحليل إخباري: الفوضي الإقليمية تؤجج الصراع الطائفي في سوريا والدول العربية

دمشق 20 أغسطس 2013 / فشلت الفوضي الإقليمية، التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط منذ ثلاثة أعوام حتي الآن، في جلب الحريات والديمقراطية المرغوبة ، وانما آثارت على الجانب الأخر التوترات الطائفية، على ما ذكر محللون.

وضربت انتفاضات تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا في الأساس لجلب تغيرات إيجابية نحو الديمقراطية والحرية. بيد أن نتائج مثل الحركات لم تحقق تطلعات الشعوب وأصبحت الاضرابات والفوضي العنوان الأبرز في العالم العربي منذ ذلك الحين.

-- صراعات طائفية

في سوريا، جذبت الأزمة الممتدة منذ 29 شهرا جهاديين أجانب من عشرات الدول للجهاد في الدولة ضد القوات الحكومية الموالية للرئيس بشار الأسد.

بيد أن ظهور الجهاديين وانتماءهم لتنظيم القاعدة الإرهابي مثل جبهة النصرة أو دولة العراق الإسلامية وبلاد الشام قد أدي الى تعقيد المشهد السياسي في سوريا إلى حد كبير وتأجيج التوترات الطائفية بين السوريين الذين تتكون دولتهم من مزيج ملحوظ من الطوائف والمعتقدات.

وطغى الجهاديون، الذين يشكلون قوة ضاربة بين المتمردين ـ على القوى الأخرى المعتدلة في المعارضة المسلحة وأصبحوا قادة القوات المناهضة للأسد.

وكانت اخر الحوادث في ريف محافظة اللاذقية الساحلية عندما هاجم جهاديون سنة قرى شمالية يقطنها أغلبية من الطائفة العلوية الشيعية التي تنتمي إليها النخبة السورية الحاكمة.

ورغم أن أحزاب المعارضة المحلية أدانت هجوم المتمردين على القرى العلوية في اللاذقية وأعتبرته يهدف إلى تأجيج حرب طائفية شاملة في سوريا، إلا أن الهجوم برره المقاتلون الذين اختاروا على ما يبدو الانتقام لخسائرهم في وسط سوريا، حيث أبعدهم الجيش النظامي السوري بدعم من مقاتلي حزب الله الشيعي اللبناني من المناطق الرئيسية.

واعتبرت مشاركة حزب الله من قبل المتمردين المتشددين كحرب شيعية ضد السنة. وبعد تدخل حزب الله الصريح انتقل التوتر الطائفي الى حد كبير الى لبنان.

وقبل أيام قليلة هز انفجار قوي ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله ما أدى الى مقتل 24 شخصا على الأقل. ويعتقد أن الهجوم نفذته عناصر من المعارضة السورية المسلحة والذين يتواجدون بكثافة في لبنان. في الوقت نفسه، انعكس الانقسام الطائفي في سوريا على لبنان ووضع جماعات عديدة ضد بعضها البعض وخاصة السنة والشيعة.

وفي سوريا، لم يقتصر التوتر الطائفي فقط على الطوائف الاسلامية المتنافسة، بيد انه أمتد ليشمل أديان أخرى أبرزها المسيحية.

وفي الأسبوع الماضي، قتل 11 مسيحيا في قرية وادي النصرة. واتهم السكان جبهة النصرة بارتكاب المذبحة.

ولم يكن الأكراد السوريون، الذين يشكلون 15 بالمئة من سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون، بمنأى أيضا عن ذلك إذ حاولت جبهة النصرة الهجوم على مناطقهم في شمال سوريا.

وقال ماهر مرهج، رئيس حزب الشباب الوطني السوري، لوكالة ((شينخوا)) إن السعودية وقطر برزتا كراعي رسمي للمقاتلين السوريين على الأرض من خلال تزويدهم بالأموال والوسائل اللازمة للإطاحة بادارة الاسد.

وأضاف " نحن أمام ولادة نظام عالمي جديد على أساس اقامة كانتونات إسلامية لا يمكن أن تشكل تهديدا لاسرائيل"، مضيفا أن القوي العظمي الغربية لديها مصلحة في بقاء المنطقة غارقة في الفوضي.

وقال إن الخطة الرئيسية وراء الثورات في المنطقة هي " إعادة توطين الغرهاب" من خلال خلق مناخات مناسبة في العالم العربي لدفع المتشددين في الغرب الى الاستقرار في المنطقة لأغراض عديدة.

-- أقوى الجيوش العربية في خطر

وحذر الخبير السياسي اللبناني محمد نون من تدمير أقوى ثلاثة جيوش في العالم العربي، قائلا إن المخطط بدأ بالجيش العراقي الذي عانت قواته من الغزو الأمريكي في عام 2003 والآن يتعامل بتفجيرات إنتحارية يومية، وسوريا التي تقاتل قواتها ضد المتمردين المسنودين من الغرب، والأحدث مصر التي يجر جيشها الى معارك ضد أنصار الاخوان المسلمين.

وأتفق حميد عبد الله، محلل سياسي سوري، مع هذه النظرية، قائلا إن " الولايات المتحدة دفعت حلفائها في المنطقة لدعم طرفي الصراع من أجل خلق وضع يؤدي الى تقويض وتفكك الدول المصرية التي يشكل عمودها الفقري الجيش".

وقال " هذه ليست نظرية مؤامرة، لكنها خطة حقيقية موجودة، ومصطلح الفوضى الخلاقة لم يكن مجرد كلام بل نتيجة تخطيط العقول الأجنبية".

ومن جانبه، قال صفوان عكاش، القيادي بهيئة التنسيق الوطني المعارضة، لوكالة ((شينخوا)،) إن الأمل الوحيد لسوريا هو المؤتمر الدولي القادم في جنيف والذي يدف الى جمع ممثلي الحكومة والمعارضة للتوصل إلى حل سياسي للصراع الدموي.

وقال " الأمل الآن في مؤتمر جنيف، لكن إذا فشل المؤتمر في التوصل إلى تفاهم مبدئي، سوف تغرق الدولة في حرب أهلية شاملة".نهاية الخبر/

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/