تحليل اخباري : تقييد تصدير السلاح الاوروبي لا يؤثر على الجيش المصري

القاهرة 22 اغسطس 2013/ اعتبر محللون عسكريون وسياسيون قرار الاتحاد الاوروبي تقييد تصدير الاسلحة الى مصر"رسالة غضب خاطئة"، لا قيمة لها على الاطلاق، مؤكدين ان الضغط الغربي لن يفلح فى دفع القاهرة الى تغيير موقفها مما أسمته "مخططا ارهابيا" تقوم به جماعة (الاخوان المسلمين).

ورأى المحللون ، في مقابلات مع وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الخميس) ، ان قدرات الجيش المصري لن تتأثر سلبا بالقرار الاوروبي أو حتى بقرار امريكي محتمل فى حال نفذت واشنطن تهديدها بتعليق المساعدات العسكرية.

وقرر الاتحاد الأوروبي فى اجتماع لوزراء خارجيته أمس فى بروكسل تقييد تصدير الأسلحة لمصر، وفقا لما أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون وذلك على خلفية أحداث التي تشهدها البلاد منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي.

ونص القرار الذى تبناه وزراء الاتحاد على "ان الدول الأعضاء قد وافقت على تعليق رخص تصدير أية معدات يمكن ان تستخدم فى القمع الداخلي وإعادة تقييم رخص التصدير التى يشملها الوضع المشترك للاتحاد الأوروبي".

وطبقا للقرار، فإن الاتحاد كلف اشتون، بالتعاون مع المفوضية الأوروبية، بمراجعة مساعدات الاتحاد الأوروبي لمصر وفقا لسياسة الجوار الاوروبية واتفاق الشراكة على أساس التزام مصر بالمبادىء الداعمة لذلك.

واوضح ان الاتحاد الاوروبي" سيراقب الموقف فى مصر عن قرب وسيقوم بتعديل تعاونه مع مصر وفقا للتطورات".

وجاء الموقف الاوروبي بعد يومين من اعلان واشنطن انها لم تقرر حتى الان وقف مساعداتها العسكرية لمصر ،التى تبلغ 1.3 مليار دولار سنويا ، لكنها قد تتخذ قرارا في هذا الشأن خلال الاسابيع المقبلة.

وأعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما الخميس الماضى الغاء مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش المصري ردا على فض السلطات بالقوة اعتصامين لانصار مرسي المنتمى لجماعة الاخوان المسلمين ، وما تبع ذلك من اعمال عنف، اسفرت عن مقتل اكثر من 850 شخصا.

وفى هذا الصدد، قال الخبير العسكري حسام سويلم المدير السابق لمركز الابحاث الاستراتيجية للقوات المسلحة ان قرار الاتحاد الاوروبي لا تأثير أو قيمة له على الاطلاق ، مشيرا الى ان دول الاتحاد خسرت ورقة الضغط التى كانت تملكها دون جدوى، ولا اوراق اخرى لديها.

واوضح سويلم، وهو لواء جيش على المعاش، لوكالة انباء ((شينخوا)) ردا على سؤال حول احتمالات قيام اوروبا بحظر مبيعات السلاح الى مصر، قائلا ان الاخيرة لا تستورد سلاحا من اوروبا.

واضاف ان تسليح الجيش المصري "امريكي - روسي"، كما " اننا نطور اسلحتنا".

وتابع ان " السوق الدولي للسلاح مفتوح، و(دول) الخليج سوف تشترى السلاح لنا".

وحذر من ان استمرار اوروبا فى نهجها مع مصر سوف تجعلها تخسر علاقاتها التجارية مع الدول الخليجية التى تؤيد بشدة الحكومة المصرية.

وعن امكانية ان يلحق بالقرار الاوروبي آخر امريكي بتعليق المساعدات العسكرية،قال ان ذلك لن يشكل عامل ضغط على مصر ،التى سوف تتغلب على ذلك.

وكشف عن ان واشنطن هددت بتعليق المساعدات العسكرية وكان رد القاهرة لها "افعلوا اللى تفعلوه".

إلا ان الدكتور جمال زهران رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بورسعيد اعتبر القرار الاوروبي يحمل"رسالة غضب" من الغرب حيال الاوضاع فى مصر التى لا بد ان تستعد لمواجهتها، لكنه استبعد ان يكون للقرار تأثير على قدرات الجيش المصري.

واضاف ، لـ ((شينخوا))، ان هذه الرسائل تعبر عن تحيز غربي لجماعة (الاخوان المسلمين)، التى تملك مصالح مشتركة ومتبادلة مع الغرب.

وتابع ان مصر قادرة على التغلب على تبعات القرار الاوروبي، ومواجهة غضب القارة العجوز باعادة هيكلة سياستها الخارجية، ورسم سياسة جديدة تخدم مصالحها، تتضمن الانفتاح اكثر على روسيا والصين ودول الخليج العربي.

وحول احتمال قيام امريكا بتعليق المساعدات العسكرية، قال " كل شئ وارد فى ظل انسيابية المشهد"، لكن مصر تملك مصادر اخرى للتسليح منها روسيا.

لكن المحلل السياسي نبيل زكي رأى ان القرار الاوروبي "رسالة خاطئة" لمصر، و" لن تؤثر على الاطلاق ولا قيمة لها".

وقال ان القاهرة ليست فى حاجة الى الاجهزة الامنية من اوروبا التى وصفها بانها "تفكر بطرق القرون الوسطى".

واردف ان " من يعتقد ان هذا القرار يجعل الحكومة المصرية تغير موقفها من الارهابيين او تحتضنهم فهو واهم لان المسألة تتعلق بأمن الوطن".

واضاف ان " دول اوروبا عندما تخرج فيها مظاهرات فانها تحدد مكانها وعدد المتظاهرين سلفا وإلا تتدخل الشرطة، لكنها تلوم مصر على فض اعتصام مسلح (انصار الرئيس المعزول مرسي) استمر اكثر من 50 يوما".

وتابع ان " موقف اوروبا مستهجن، وغير عملي، ويعتبر سقوطا اخلاقا" لان الغرب الذى كان يشكو من الارهاب وخاض حروبا فى افغانستان والعراق تحت شعار "الحرب على الارهاب"، يدعم الان الارهاب فى مصر، ويغضب عندما تحاربه الاخيرة.

وواصل" هذا عبث لا طائل من ورائه، والضغط على مصر لن يفلح، ولن يهز اى شعرة لدى اى مصري"،مشيرا الى ان "ما يخيف الغرب ان مصر اصبحت خارج اطار الاستراتيجية الامريكية - الاوروبية واستردت حريتها بعد عقود من الدوران فى الفلك الغربي".

واستطرد " لا احد يستطيع ان يفرض على مصر الخضوع لارهابيين يقتلون الجنود ويحرقون المنشآت والكنائس والمتاحف".

وعن احتمالات تعليق المساعدات الامريكية، اعرب زكي عن اعتقاده بان القاهرة مستعدة لهذا الاحتمال، بل ويريده الشعب المصري.

وقال ان هناك مصادر اخرى يمكن لمصر ان تستورد منها السلاح غير امريكا لاسيما روسيا والصين، والعرب مستعدون لتمويل ذلك.

وختم ان الجيش لن يتوانى لحظة عن مواصلة زيادة قدراته العسكرية، لان مصر فى منطقة متفجرة، وتحتاج الى جيش قوى ليس للدخول فى حرب، بل لتجنب الحرب.

ملف خاص: تطور الوضع المصري بعد عزل محمد مرسي

/مصدر: شينخوا/