أربيل، العراق 26 أغسطس 2013/ "أتمنى العودة الى وطني وداري" ، بهذه الكلمات يلخص السوري الخمسيني كردو كردستاني ، حلم كثير من السوريين الذين فروا مؤخرا الى اقليم كردستان شمالي العراق هربا من الصراع الدموى في بلدهم.
وتدفق عشرات الالاف من السوريين خاصة من الاكراد الى كردستان بعد قرار رئيس الاقليم مسعود بارزاني في 15 اغسطس الجاري فتح الحدود في نقطة فيشخابور الحدودية.
وجاء القرار على خلفية ما تشهده مناطق تقطنها غالبية كردية في سوريا من اشتباكات ومعارك خلال الفترة الماضية بين مقاتلين أكراد من جهة و"جبهة النصرة" ومقاتلين من "دولة العراق وبلاد الشام" من جهة أخرى.
وقال كردو كردستاني (55 سنة) من داخل مخيم كوركوسك الذي اقامته حكومة اقليم كردستان لاستقبال اللاجئين السوريين من القومية الكردية، لوكالة انباء ((شينخوا))،"الاشقاء في كردستان وفروا كل شيء لنا واستقبلونا استقبالا كريما، ونحن نشكرهم جدا، لكن السكن في الدار ليس كمن يسكن في مخيم للاجئين".
ويسكت كردو للحظات ثم يقول "اتمنى العودة الى وطني وداري" ، مؤكدا ان اغلب اللاجئين يتمنون العودة الى ديارهم بأسرع وقت في حال توفر الامن والامان.
ويقع المخيم على بعد (35 كم) شرق اربيل عاصمة اقليم كردستان ويؤوي حاليا ، بحسب القائمين عليه ، 15 ألف لاجىء موزعين على ستة آلاف خيمة.
وشكلت هذه الخيم ملاذا لعائلة ابوشيرين المكونة من ستة أفراد فيما ينتظر آخرون دورهم ليحصلوا على واحدة منها.
ويقول ابوشيرين "كنت بين نارين، نار قوات عناصر الحكومة السورية، من جهة ونار عناصر جبهة النصرة من جهة اخرى، لذلك اضطررت لترك بيتي وكل ما املك من اجل الحفاظ على حياة اطفالي وافراد اسرتي".
ويمضى قائلا " فقدت شقيقي الذي قتل على ايدي القوات السورية بدم بارد، واتمنى العودة الى داري التي اشتقت اليها كثيرا".
ويشعر ابو شيرين ، كما يقول ، بالحنين الى الاشجار في حديقته والجلوس في ظلها، واحتساء الشاي، وتجاذب اطراف الحديث مع اصدقائه وافراد قريته الذين تفرقوا كل جماعة في بلد وحتى الموجودين في بلد واحد فهم في مخيمات مختلفة.
من جهتها ، قالت ام عطية البالغة (70 عاما) ، وهي تجلس على الارض مع ابنها بانتظار حصولها على خيمة تقيهما حر الصيف، "اعاني من امراض في القلب والسكري وضغط الدم وصعوبة التنفس، وتحملت ظروفا صعبة لا يعلمها الا الله، وانا الان اشعر بالأمان، والاكل والدواء متوفر، لكن فراق الديار لا يعوضه شيء".
وتمضى ام عطية قائلة لـ ((شينخوا)) "اصبحت العودة الى ديارنا حلما نحلم به".
وتؤكد السيدة السبعينية ان سلطات اقليم كردستان توفر للاجئين كل شيء من طعام وشراب ،الا انها تتساءل "هل ستتمكن هذه السلطات من توفير كل احتياجات اللاجئين الذين تتزايد اعدادهم كل يوم، لو بقوا لأشهر او لسنوات؟".
وترغب ام عطية بالعودة الى دارها بأسرع وقت حتى لا يعاني شعب كردستان العراق من مشاكل بسبب اللاجئين ، على حد قولها.
ونزح قرابة مليوني سوري من بلدهم الذي تمزقه الحرب نصفهم تقريبا من الاطفال بحسب تقديرات أممية ، وقد وصل معظمهم الى العراق والاردن ولبنان وتركيا ومصر.
وينشد كثير من الاطفال اللاجئين استكمال تعليمهم والعودة الى مقاعد الدراسة بعد حرموا من ذلك بسبب الاضطرابات الأمنية في بلدهم.
وقال ديار اكرم (تسع سنوات) " اطالب رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بان يفتح لنا مدرسة لكي نكمل تعليمنا ونتخرج حتى نخدم الناس الفقراء".
وأعرب اكرم عن امله بان يكون مهندسا في مجال النفط بالمستقبل حتى يستخرج النفط من باطن الارض ويوزع عائداته على الناس الفقراء، مبينا انه يشتاق الى مقاعد الدراسة ويشتاق الى زملائه في الفصل الدراسي.
اما شيرين (14 سنة) والتي ضاعت منها سنتان تعليميتان فتقول بحرقة وألم " ماذا جنينا، لكي نعيش في مخيمات ونترك ديارنا ومدارسنا ؟، لا يمكن ان نعيش بهذه الطريقة لوقت طويل، نريد ان ندرس ونتعلم لا ان نبقى جالسين في المخيم والناس هنا (سلطات الاقليم) يعطونا الطعام والشراب".
واضافت شيرين انها تفتقد الشعور بالحرية لان التعليمات حاليا لا تسمح للاجئين بالخروج من المخيم الا بموافقات من الجهات المختصة ، معربة عن تقديرها لكل الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة اقليم كردستان ، قائلة "جهودهم لن ننساها لكن ما دمنا نعيش في مخيم وعليه سياج وحراسة فانا اشعر باني في سجن".
بدوره ، قال سليمان (17 سنة) والذي ترك مقاعد الدراسة منذ سنتين "اتمنى ان تفتح لنا مدرسة هنا لنستأنف دراستنا ونكمل تعليمنا، حتى لا تضيع علينا السنين، ادعو كل المعنيين في كردستان والامم المتحدة والمنظمات الدولية بان يفتحوا لنا مدرسة ويوفروا لنا مستلزمات الدراسة".
واشار سليمان الى انه بحاجة الى فرصة عمل كونه من اسرة فقيرة ولكن لو خير بين فرصة عمل والعودة الى مقاعد الدراسة لاختار المدرسة لأنها تمثل المستقبل بالنسبة له.
ويؤكد القائمون على مخيم كوركوسيك انهم يعملون على توفير كل الاحتياجات للاجئين من اكل وشرب وحماية ومراكز طبية وسيارات اسعاف بالتعاون مع بقية الجهات الحكومية في كردستان.
وقال العميد بهجت المزوري قائد عمليات المنطقة التي يقع فيها المخيم انه يضم 15 ألف لاجيء حاليا وفيه اكثر من 6 آلاف خيمة، والعمل مستمر لبناء المزيد من الخيم.
وأوضح ان قواته لديها ستة فرق مختصة بالطبخ، فضلا عن مطبخ كبير قريب من المخيم، وتقوم هذه المطابخ باعداد الطعام وتجهيزه وتوزيعه ثلاث مرات يوميا على جميع اللاجئين، لافتا الى ان الطعام الذي يتم توزيعه هو من حصة جنوده فضلا عن التبرعات التي يقدمها الاهالي.
وبحسب المزوري ، فان التعليمات لا تسمح للاجئ بالخروج من المخيم الا بعد ان يكفله شخص من اهالي كردستان بعدها يمكن ان يغادر او يسكن وان يعمل ما يشاء.
ويطالب الرجال والشباب من اللاجئين بالسماح لهم بالخروج من المخيم للبحث عن فرصة عمل حتى يوفروا احتياجات عوائلهم الاخرى من ملبس وغيرها، مؤكدين انهم يرغبون بالعمل حتى يخففوا من الحمل الكبير على السلطات الكردية.
واعتبرت المفوضية العليا للاجئين النزوح الجماعي للاجئين السوريين الى اقليم كردستان ،من اكبر موجات تدفق اللاجئين التي تعاملت معها هذه المنظمة منذ اندلاع الاضطرابات بسوريا في مارس عام 2011.
وحث بارزاني اكراد سوريا قبل عدة ايام على عدم ترك مناطقهم وإفراغها من سكانها وخاصة من الذين يسكنون في مناطق بعيدة عن المعارك الدائرة هناك.
ويتواجد حاليا في محافظات اقليم كردستان الثلاث (اربيل ، السليمانية، دهوك) اكثر من 200 ألف لاجيء سوري تقوم حكومة وشعب كردستان بتوفير احتياجاتهم الاساسية.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn