دمشق: ما قدمه كيري من أدلة على استخدام السلاح الكيماوي "كاذبة"

دمشق 30 أغسطس 2013 / أعلنت وزارة الخارجية السورية يوم الجمعة أن ما قدمه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "يعتمد على روايات قديمة نشرها الإرهابيون منذ أكثر من اسبوع من كل ما تحمله من فبركة وتلفيق", مشيرة إلى أن الأدلة الأمريكية على استخدام دمشق الأسلحة الكيماوية "كاذبة وعارية عن الصحة".

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية, في بيان نشرته وكالة ( سانا ), إن "وزير الخارجية الأمريكي خرج علينا بعد أيام من الضخ الإعلامي والتهليل والتهويل لما قالت الإدارة الأمريكية إنها أدلة قاطعة ستظهرها إلى رأيها العام والرؤى العام الدولي".

وأبدى المصدر "استغراب الخارجية "قيام دولة عظمى بخداع رأيها العام بهذه الطريقة الساذجة عبر الاستناد إلى "لا دليل", مشيرا إلى إن سوريا "تؤكد أن ما قاله كيري في كل نقاط الاتهام للحكومة السورية هو كذب وعار عن الصحة".

وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري أعلن، في مؤتمر صحفي, يوم الجمعة أن هناك "أدلة دامغة" على تورط النظام في "الهجوم الكيماوي" بريف دمشق، لافتا إلى أن كبار المسؤولين في النظام "كانوا على علم بالهجوم".

وأضاف المصدر أن "الأرقام التي ساقها كيري هي أرقام وهمية بالمطلق مصدرها المسلحون في سوريا والمعارضة الخارجية التي تحرض على العدوان الأمريكي".

واتهم تقرير للاستخبارات الأميريكية، نشر الجمعة، النظام السوري بالمسؤولية عن "الهجوم الكيماوي", لافتا إلى أن التقدير الأولي للحكومة الأمريكية يفيد "بأن 1429 شخصا قتلوا في الهجوم الكيميائي بينهم 426 طفلا على الأقل".

وأشار المصدر إلى أن "سوريا تحدت الولايات المتحدة باظهار دليل واحد حقيقي منطقي على استخدامها السلاح الكيماوي المزعوم وإذ بكيري يظهر علينا على صورة الانترنيت المفبركة".

واتهمت المعارضة السورية قوات الحكومة السورية بقصف بلدات بالغوطة الشرقية والمعضمية بريف دمشق بالغازات السامة, والذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا, في حين نفت الحكومة السورية هذه الأنباء, معتبرة أن هذه الادعاءات محاولة لصرف لجنة التحقيق الدولية باستخدام الأسلحة الكيماوية المتواجدة في دمشق التحقيق الدولية عن إنجاز مهمتها وللتشويش عليها.

وأردف المصدر أن "الأمم المتحدة نفسها قالت مرارا أن آثار استخدام أي نوع من الغازات السامة لا يذهب بمرور الزمن والدليل أنها أرسلت لجنة التحقيق بعد خمسة أشهر من طلب الحكومة السورية التحقيق في قضية خان العسل".

ووصل مفتشو الأمم المتحدة إلى سوريا الأسبوع الماضي للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا, وذلك بناء على اتفاق مع الحكومة السورية, كما قاموا بدءا من الاثنين الماضي بزيارة مواقع في ريف دمشق قيل أن أسلحة كيماوية استخدمت فيها.

كما قاموا بزيارة المشفى العسكري في المزة للاطلاع على وضع جنود قيل أنهم أصيبوا باستخدام السلاح الكيماوي في جوبر, وذلك بعد زيارات للمعضمية وزملكا في ريف دمشق.

واعتبرت دول غربية موافقة دمشق على توسيع مهمة اللجنة لتشمل التحقيقات بالاتهامات الأخيرة، بأنها متأخرة وأن السلطات قصفت مناطق الهجوم لإخفاء الأدلة، مصعدة لهجتها باحتمال شن عمل عسكري في سوريا، ومشيرة إلى أنه من الممكن أن يكون خارج إجماع مجلس الأمن، والذي اجتمع بدوره اليومين الماضيين بخصوص سوريا دون التوصل لاتفاق.

ولفت المصدر إلى أن "سوريا لم تعق ولم تقيد عمل لجنة التحقيق الدولية بل على العكس فالأمين العام للأمم المتحدة قد أشاد بالتعاون السوري معها خاصة بالاتصال الأخير الذي تم اليوم الجمعة".

وجاء ذلك بعد نفي مصدر في وزارة الخارجية السورية الجمعة ما تداولته وسائل إعلامية حول مغادرة المفتشين الدوليين بشأن الكيماوي الأراضي السورية, مشيرا إلى أن "الفريق ما زال يقوم بمهامه لاستكمال التقرير ومن غادر هو رئيس اللجنة فقط, في وقت رفض وزير الخارجية وليد المعلم أي تقرير جزئي يصدر عن الأمانة العامة للأمم المتحدة قبل انجاز البعثة الدولية بشأن الأسلحة الكيمائية مهامها.

وأضاف المصدر أنه "إذا كان العدوان على سوريا سببه كما يقول كيري وقف استخدام الأسلحة الكيماوية فإننا نذكر كيري والولايات المتحدة أن سورية أول من طرح في مجلس الأمن مشروع قرار لتخليص الشرق الأوسط من كل أنواع أسلحة الدمار الشامل وأن أمريكا هي التي منعت صدوره".

وتصاعدت ردود الأفعال المنددة بالهجوم الكيماوي في الغوطة, فيما رأت بعض الدول وفي مقدمتها أميركا بأن ما جرى في ريف دمشق من "هجوم كيماوي" محتمل يستدعي الرد، دون أن يستبعدوا أي خيارات، بما في ذلك العسكرية، وذلك بعد اتهام المعارضة الحكومة السورية باستخدام الكيماوي فيما أعلنت الحكومة السورية أن سوريا ستتدافع عن نفسها بكل السبل, معتبرة العدوان الأميركي على سوريا سيخدم المسلحين و"جبهة النصرة".

/مصدر: شينخوا/