عمان 6 سبتمبر 2013 / يجمع خبراء ومحللون سياسيون واقتصاديون وعسكريون أن الأردن ليس بمنأى عن تأثيرات الضربة العسكرية التي تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية شنها على النظام السوري بعد اتهامه باستخدام الاسلحة الكيماوية ضد المدنيين في عدة مناطق سورية.
وتسود أجواء الترقب والقلق بين أوساط سياسية وشعبية في مختلف المدن الاردنية وبخاصة الشمالية والقريبة من الحدود الاردنية السورية، مع اقتراب مهلة تصويت الكونجرس الأمريكي للموافقة على الضربة العسكرية.
ورغم ما تؤكده تصريحات مسئولين كبار، على رفض استخدام الأراضي الأردنية لتوجيه "الضربة العسكرية المحتملة" إلا أن ذلك لم يبدد مخاوف تلك الأوساط من تبعات وخيمة سيواجهها الأردن جراء أي حرب عسكرية على سورية وان آثار الحرب ستمتد بطريقة أو بأخرى إلى الاردن ودول الجوار.
وقال النائب السابق حميد البطاينة لوكالة أنباء (شينخوا) إنه لا يوجد أي مصلحة أردنية في توجيه ضربة عسكرية لسورية عبر أراضيها، وبالتالي فإنه يجب على الأردن ان ينأى بنفسه عن ذلك حماية للشعب من أي ردة فعل من قبل أي طرف.
وأضاف البطاينة إن على الدولة الاردنية ان تعمل ضمن مصالحها الوطنية بعيدة عن التحالفات العالمية، مؤكدا أن الضربة العسكرية لسورية لها انعكاساتها السلبية على الدول المجاورة في حال تم استخدام أراضيها لتوجيه هذه الضربة.
وتابع إن " لديه ايمان مطلق بأن القيادة الأردنية ستتخذ قرارات تحقق مصالحها الوطنية، ويجنب الوطن أي صراعات هي بغنى عنها، داعيا أن يكون الحل في سورية تحت مظلة الامم المتحدة ".
بدوره، قال رئيس نقابة الصحفيين في الشمال عدنان نصار إن التفكير بتوجيه ضربة عسكرية من الأراضي الأردنية إلى سورية وبمشاركة أردنية خطأ سياسي، مؤكدا أن الموضوع برمته ليس لنا فيه "ناقة ولا جمل".
وأضاف ل (شينخوا) إنه من الحكمة السياسية أن ننأى بأنفسنا عن هذه المسألة لأن سورية أرضا وشعبا هي امتداد للأردن، و"نحن بطبيعتنا السياسية لم ولن نتأثر يوما بالتحالف مع أي ما أسماه بقوى امبريالية لضرب أي عربي شقيق".
وأوضح نصار أن الأردن في جغرافيته واتساقه مع سورية سيتأثر سلبا في حال توجيه ضربة عسكرية، وأبرزها تدهور الوضع الاقتصادي أكثر مما علية الآن، و"تراجع شعبيتنا العربية السياسية وأن الذهاب للحرب ضد سورية من الأراضي الأردنية سيكون الأردن خاسرا لا محالة".
من جانبه، استبعد الخبير العسكري الفريق المتقاعد ظاهر الفواز مشاركة بلاده في الهجوم على سورية لا بالعدد ولا بالعتاد ولا حتى بتوفير مناطق للهجوم، إلا أنه حذر من تبعات توجيه ضربة عسكرية إيرانية لإسرائيل، مؤكدا انها ستشعل المنطقة برمتها بما فيها الأردن.
وتوقع الفواز أن تقوم إيران برد فوري في حال الهجوم على سورية باستهداف مصالح للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة أو تسديد ضربة عسكرية لإسرائيل بشكل مباشر أو من خلال حزب الله.
وأضاف أن الأردن يحاول جاهدا النأي بنفسه عن الدخول في أي معركة مع بلد عربي، متوقعا أن تتم الضربة العسكرية دون إذن الأمم المتحدة من قبل فرنسا وأمريكا واسرائيل.
وأبدى الفواز تخوفه من استهداف النظام السوري لأماكن حيوية بالمملكة في حال نشبت الحرب، لاسيما وأن مصفاة البترول والمحطة الحرارية لا تبعد عن دمشق سوى 150 كيلو مترا، موضحا أن المظلة الصاروخية التي تم تجهيزها على الحدود بين البلدين قد تشكل مظلة حماية للأردن.
واستبعد الفواز استخدام سورية لقواتها البرية في أي عملية ردا على الهجوم، متوقعا أن تكون الصواريخ الروسية شديدة التأثير هي المفاجأة التي صرح بها وزير الخارجية السورية وليد المعلم.
من جانبه، قال الخبير الإقتصادي الدكتور خالد الوزني إن الأردن خسر على صعيد الاقتصاد الكلي نحو 3 مليارات دينار أردني (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 0.708 دينار) بعد استضافة مليون وثلاثمائة سوري ما بين لاجئ ومقيم.
وأضاف الوزني خلال ورشة عمل تحت عنوان " الأثار الإقتصادية للاجئين السوريين في الأردن " أن الأردنيين خسروا أكثر من 150 ألف فرصة عمل منذ بداية تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن ابان الأزمة، نتيجة إحلال العامل السوري مكان الأردني.
وأشار إلى أن الأثر المالي الاجمالي لنزوح اللاجئين السوريين على الاقتصاد الوطني خلال أول عامين، بلغ نحو 590 مليون دينار، أي 3 % من الناتج المحلي الإجمالي، موضحا أن 62 % من المقيمين السوريين غير مسجلين لدى المفوضية السامية للاجئين، مما يعني أن المفوضية لا تتحمل نفقات أو تبعات إقامتهم الحقيقية.
وأكد ان في حال توجيه ضربة عسكرية فان الاردن سيستقبل حوالي مليون لاجئ والذي يعاني اصلا من ازمة اقتصادية ستتفاقم ما لم يتدخل المجتمع الدولي لمساعدته اقتصاديا لتخفيف الاعباء عنه.
ويرى أمين عام جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور أن هناك ضغوطا اقليمية ودولية لاقحام الأردن، مستدركا ان الأمريكيين لا يتدخلون في أي شأن الا لمصلحتهم، وما يريدوه انقاذ ماء وجه الرئيس الامريكي باراك أوباما، والحفاظ على أمن اسرائيل، من خلال الضربة المزمعة.
واستشهد منصور على كلامه بالقول " لو أرادت امريكا التدخل من اجل الشعب السوري، لتدخلت قبل مقتل الالاف، وجريان هذه الدماء منذ أكثر من سنتين".
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn