تعليق: المصالحة السياسية هي الحل الدائم للتوتر في مصر

بكين 24 سبتمبر 2013 /مع قيام إحدى المحاكم المصرية امس (الاثنين) بإصدار حكم بحظر جماعة الأخوان المسلمين ومصادرة أموالها بدا من الواضح أن الحكومة الانتقالية والقوات المسلحة عقدوا العزم على القضاء على تلك الجماعة من أجل إعادة الاستقرار للبلاد.

لكن مع الإطاحة بجماعة الأخوان بات من الواضح أن هناك سبب للقلق من أن تتسبب تلك الخطوة لمخاطر ينتج عنها المزيد من العنف بدلا من الخروج من حالة التوتر الخطيرة التي اجتاحت مصر على مدار العامين الماضيين.

وفي الظاهر يبدو أن التوتر الحالي حدث نتيجة إنقسام عميق بين الفصائل السياسية في مصر ولكن لا يمكن إنكار حقيقة أن السبب الأصلي لإنعدام الاستقرار في مصر هو الأحوال المعيشية السيئة التي يعاني منها المصريين.

واتفق العديد من المحللين على أن الفشل في تحسين الأحوال الاجتماعية والاقتصادية في مصر هو السبب الرئيسي في الإطاحة بمحمد مرسي.

ومن هذا المنظور لا يبدو أن الحكومة الحالية في وضع أفضل.

وأظهرت الأرقام الرسمية أن منذ الاطاحة بمرسي في يوليو الماضي أغلق أكثر من 600 مصنعا أبوابهم أو قاموا بوقف العمل بسبب العنف وعدم الاستقرار نتيجة موجات المظاهرات والاحتجاجات وهو ما أدى لمزيد من التدهور في الاقتصاد المصري المتداعي أصلا.

ودون حدوث أي تحسن في الظروف المعيشية لن يظل عامة المصريين راضين عن الوضع الراهن وهذا بدوره يحمل مؤشرات توتر مستقبلي.

وفي هذا الوقت الحرج يبدو أن وجود حوار شامل بناء على الثقة المتبادلة والمساواة سيكون خيار أفضل للمصريين حيث لم تخلق المواجهة وضعا جيدا وانما أدت لزيادة العنف المتفاقم أصلا في البلاد.

وعلى الجانب الآخر يبدو أن جماعة الأخوان باتت عصية على الانكسار بعد أن اجتازت عدة محاولات لتفكيكها على مدار تاريخها الممتد لنحو 85 عاما.

وعلى الرغم من حظرها وحلها مرتين على الأقل تمتلك الجماعة التي تأسست في عام 1928 بستة أفراد فقط ملايين من الأعضاء والتابعين وأثبتت انها منافس عنيد على الساحة السياسية.

وعلى الرغم من تعرضها لإضعاف شديد من جانب الجيش لا زالت الجماعة التي تدعم مرسي قادرة على القتال كما بدا واضحا من سلسلة الهجمات التي تعرضت لها نقاط التفتيش وكبار المسؤولين خلال الشهرين الماضيين.

ومنذ الإطاحة بمرسي شهدت مصر عنفا متواصلا وحمام دم بين الجيش ومؤيدي الجامعة المنادين بعودة مرسي للحكم.

ومما لا شك فيه أن الحكم القضائي الأخير بحظر الجماعة يعد بمثابة ضربة لها وقد يجبرها على العودة للعمل السري مجددا ولكن من الواضح أن حظر الجماعة لا يعني أن النزاع قد تم حله.

ونظرا لمكانة مصر المحورية والفريدة في الشؤون الإقليمية والعالم العربي يشكل التوتر المستمر تهديدا للاستقرار في الشرق الأوسط بأسره.

وتجتاح جميع الأطراف المتورطة في النزاع في مصر لإبداء قدر من الشجاعة والحكمة من أجل تسهيل الحوار والمصالحة وهو الحل الدائم للتوتر في مصر.

/مصدر: شينخوا/