تقرير إخبارى: الهدوء يعود إلى الخرطوم والجيش يتولى حماية المرافق الإستراتيجية

الخرطوم 26 سبتمبر 2013/عاد الهدوء إلى العاصمة السودانية الخرطوم بعد ثلاثة ايام من التظاهرات المنددة بزيادة اسعار الوقود مما اسفر عن الحاق اضرار بالغة بمرافق حكومية ومحطات للوقود ، فيما لم يعرف حتى الأن أى حصيلة عن سقوط قتلى.

وتولت وحدات من الجيش السودانى مسؤولية حماية المنشأت الحيوية ومحطات خدمات الوقود ، فيما انتشرت وحدات من الأمن والمخابرات والشرطة فى الشوارع الرئيسية ، بينما لم ترد أنباء عن اندلاع مظاهرات فى أحياء الخرطوم ، عدا المنطقة الجنوبية منها والتى شهدت تظاهرات محدودة فى منطقتى " مايو والإنقاذ".

وقال وزير الإعلام السودانى والناطق باسم الحكومة الدكتور أحمد بلال فى تصريحات صحفية اليوم " هناك توجيهات صدرت للقوات المسلحة بحماية المنشآت الحكومية والمرافق العامة ومحطات الوقود". وأضاف " أن الحكومة ستتخذ من الإجراءات ما هو كفيل بحسم أيّ انفلات للمتظاهرين يؤثر على الحالة الأمنية أوعلى حياة المواطنين".

وكشف بلال عن حرق المتظاهرين لأكثر من 20 محطة وقود جزئيا وكليا بالعاصمة، ونهبهم لما يقارب من 53 منزلاً ، وقال " ما حدث يؤكِد أنهم ليسوا متظاهرين سلميين بل هم مجرمون".

وشدد على أن الحكومة مارست ضبط النفس كثيراً تجاه هذه التظاهرات، الا انه أضاف " ولكنها (الحكومة) ستتعامل بالحسم المطلوب، وتقوم بواجبها تجاه المواطن ومؤسساته".

وكشفت جولة لفريق من (شينخوا) فى مناطق عدة بالخرطوم عن ازدحام شديد فى محطات الوقود بسبب قلة المحطات العاملة بعد أن تعرضت العديد منها لاعمال نهب وتخريب واحراق بالكامل.

وتراصت صفوف طويلة من السيارات أمام محطات الوقود العاملة ، فيما تلاحظ انتشار كثيف لقوات الجيش والأمن أمام محطات خدمات الوقود لحمايتها وتنظيم حركة دخول وخروج السيارات.

وقال ضابط بالجيش السودانى يتولى مع وحدة صغيرة مهمة حماية إحدى المحطات بجنوب الخرطوم ، فى تصريح لشينخوا، " لقد ابلغنا أصحاب المحطة بأننا مسؤولون عن حمايتها ونحاول بقدر الإمكان تشغيل أكبر قدر من محطات الوقود ويبدو الوضع هادئا اليوم".

وعادت اليوم خدمات الإنترنت إلى طبيعتها ، بعد انقطاع دام 24 ساعة ، وأرجع مسؤول بالهيئة القومية للإتصالات ، وهى الجهة المسؤولة عن خدمات الأنترنت بالسودان، انقطاع الخدمة إلى هجوم المتظاهرين على إحدى شركات الإتصالات بالخرطوم.

ونقلت وسائل إعلام سودانية عن مصطفى عبدالحفيظ مدير الإدارة الفنية بالهيئة القومية للاتصالات بالسودان قوله " إن انقطاع خدمة الإنترنت في السودان يرجع إلى هجوم المتظاهرين على شركة "كنار" بالخرطوم" ، وهى واحدة من أكبر شركات الإتصالات.

وشهدت الخرطوم أمس (الأربعاء) تظاهرات عنيفة فى معظم احيائها ، وأحرق متظاهرون محطات وقود بالخرطوم، وأشعل آخرون إطارات سيارات على طول شارع "الستين" وهو شارع حيوي يربط الخرطوم بالأحياء الشرقية والجنوبية، وارتفعت ألسنة اللهب في شوارع رئيسية جنوب العاصمة السودانية.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم السودانية أمس تعطيل الدراسة بالعاصمة الخرطوم حتى 30 سبتمبر الجاري، وذلك إثر تظاهرات منددة بزيادة أسعار الوقود في معظم أنحاء العاصمة الخرطوم.

وقال المركز السوداني للخدمات الصحفية المقرب من الحكومة، في خبر مقتضب، إن "وزارة التربية بالخرطوم تعلن تعطيل الدراسة بجميع مدارس الولاية حتى 30 سبتمبر الجاري ، والإمتحانات في الأول من أكتوبرالقادم "، وذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من بدء العام الدراسي.

وأعلنت الحكومة السودانية يوم (الأثنين) الماضى زيادة أسعار الوقود في إطار حزمة إجراءات تهدف إلى إصلاح الإقتصاد المتعثر، ما أدى إلى اندلاع تظاهرات.

وبالتزامن مع زيادة أسعار الوقود، هبط الجنيه السوداني إلى أدنى معدل له مقابل الدولار الأمريكي اذ بلغ الدولار الواحد 8.2 جنيه، فيما رفعت الحكومة السعر الرسمي إلى 5.7 جنيه مقابل الدولار.

وكان الرئيس السوداني عمر البشير، قد دافع مؤخرا عن الإجراءات الإقتصادية الجديدة، قائلا إنها ضرورية لتعافي الإقتصاد السوداني، الذي يعاني منذ انفصال جنوب السودان رسميا في يوليو 2011، من صعوبات جراء فقدان ثلث موارده النفطية.

وتقول الحكومة السودانية إن الخطوة الأخيرة برفع الدعم عن المحروقات فرضتها ضرورة معالجة فجوة الإيرادات التي تعانيها الموازنة العامة، ولكن خبراء اقتصاد يرون أن حزمة الإجراءات الجديدة لن تعالج الوضع الإقتصادي، وكانت إجراءات اقتصادية مماثلة جرى تطبيقها العام الماضي قد أدت إلى تظاهرات محدودة.

/مصدر: شينخوا/