تعليق: تدمير الأسلحة الكيماوية يدفع باتجاه الحل السياسي للازمة السورية

أعلن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن أن روسيا والولايات المتحدة تدعم عقد مؤتمر "جنيف 2" حول سوريا في وقت مبكر، وذلك خلال اجتماع وزيرا خارجية البلدين يوم 7 أكتوبر الحالي على هامش قمة "آبيك"، التي استضافتها إندونيسيا في جزيرة بالي. وقال كيري ، أن تدمير الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية هو مثال جيد للشراكة العالمية، وإذا نفذت الحكومة السورية قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بتدمير الأسلحة الكيماوية بالكامل والوفاء بالالتزامات فإنها سوف تستعيد مصداقيتها.

بدأ مفتشو الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية يوم 6 أكتوبر الحالي تدمير الترسانة الكيماوية السورية، في إطار قرار لمجلس الأمن الدولي صدر اثر اتفاق روسي أميركي لتدمير الترسانة الكيماوية، في عملية من المقرر الانتهاء منها منتصف العام 2014. ونقلت فرانس برس عن احد الخبراء عضو في فريق الخبراء لم يكشف اسمه قوله أن تدمير الأسلحة الكيماوية بدأ رسميا يوم 6 أكتوبر. وقد أجرى فريق الخبراء قبل بضعة أيام اتصالات متكررة مع وزارة الخارجية السورية من اجل المشاورات بشأن المسائل المتعلقة بتدمير الأسلحة الكيماوية. وأصدرت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بيانا أكدت فيه أن السلطات السورية 'متعاونة' في عملية تفكيك ترسانتها، وان عمالا سوريين قاموا بتدمير او إبطال مفعول «مجموعة من المواد» بينها «رؤوس حربية وقنابل جوية ومعدات تستخدم في مزج المواد الكيميائية وتعبئتها». وقال البيان أن المنظمة يفترض أن تقدم تقرير المرحلة الأولى إلى المنظمة بحلول 27 أكتوبر .

وقال إبراهيم نائب رئيس مركز دمشق للبحوث والدراسات الإستراتيجية في سوريا أن قيمة استخدام الأسلحة الكيماوية في الحروب الحديثة منخفضة جدا، وعلى وجه الخصوص، في محاربة الإرهاب، مما أصبح الاحتفاظ بها اختراق للهجمات الإرهابية والدس على الحكومة، لذلك فإن الحكومة السورية مستعدة لتدمير هذه الأسلحة التي يعد استخدامها 'جريمة ضد الإنسانية'. ومن الناحية الجيوستراتيجية، فإنه بعد تدمير الأسلحة الكيماوية السورية يمكن طلب التخلص من أسلحة الدمار الشامل في المنطقة بأسرها، ووفقا لذلك يجب أيضا تدمير الأسلحة النووية الإسرائيلية.

ومع ذلك، لا يزال هناك تشويق والانتظار بشأن احتمال عقد مؤتمر "جنيف 2” أو عدمه. أولا، وضع أطراف الصراع في سوريا شروط مسبقة لحضور المؤتمر. وقد قالت الحكومة السورية أن الاجتماع يجب أن يكون دون شروط مسبقة، ورفضت أن يقرر مستقبل الأسد خلال مؤتمر "جنيف 2"، وأن هذا الأمر يقرره الاقتراع العام فقط، وليس هناك مجال للمساومة. لكن الائتلاف الوطني السوري المعارض و " الجيش الحر" المجلس العسكري الأعلى أعلنا في مؤتمر صحفي مشترك عقد يوم 5 أكتوبر الحالي عن تمسكهما بتنحي بشار الأسد كشرط أساسي للمحادثات.

ثانيا، حضور مندوبين عن المعارضة السورية لا يزال عالقا. وباعتبار أن "الائتلاف السوري" ممثل المعارضة السياسية السورية في الخارج، وحصلت على دعم الغرب وبعض الدول في المنطقة، من المرجح أن تمثل المعارضة في الاجتماع. لكن في الآونة الأخيرة، أعلنت فصائل مسلحة معارضة عن عدم الاعتراف بالائتلاف السوري في تمثيل الثورة السورية، وشكل 40 فصيل مسلحا قريبا من دمشق مجموعة مسلحة جديدة تسمى "الجيش الإسلامي" ، لمقاطعة " الائتلاف الوطني " و" الجيش الحر". ويصل عدد الفصائل المسلحة في سوريا إلى أكثر من 1000 فصيل، وانتخاب ممثل مشترك صعب للغاية.

ثالثا، الخلافات في كيفية تحديد " الإرهابيين". حيث اتهمت المعارضة السورية بشار الأسد بارتكاب أعمال إرهابية وذلك باستهداف وقتل المدنيين. وحاليا، يدرج الغرب جبهة النصرة في سوريا و الدولة الإسلامية في العراق والشام على قائمة المنظمات الإرهابية، بالإضافة إلى ذلك فإن هاتين المنظمتين ترتبط ارتباطا وثيقا مع العديد من الفصائل المسلحة الأخرى،لا يمكن تجريدها من المعارضة تماما.

ومع ذلك، أعرب إبراهيم عن تفاؤله بإمكانية عقد جنيف 2، إلا أنه يعتقد أن الحل النهائي للمشكلة يعتمد على الاتفاق السوري والبلدان المعنية، وأن استمرار دعم الدول الخليجية وتركيا للمعارضة السورية يجعل الحرب الطريق الوحيد لحل الأزمة.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/